توابع العقوبات.. موجة إضرابات جديدة تضرب إيران
موجة إضرابات تعم إيران بالتزامن مع العقوبات الأمريكية الجديدة وزيادة في معدلات المدمنين والمهمشين بشوارع طهران.
اندلعت موجة جديدة من الإضرابات الفئوية والعمالية في أنحاء متفرقة داخل إيران، بالتزامن مع بدء تطبيق أولى حزم العقوبات الأمريكية ضد طهران، بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في مايو/أيار الماضي.
وتأتي تلك الاحتجاجات في الوقت الذي ينتظر فيه النظام الإيراني مصيراً معتماً وسط تردي الأوضاع المعيشية، وتفشي الفساد الحكومي.
- بعد ساعات من العقوبات.. إطلاق توقعات "النفق المظلم" لاقتصاد إيران
- العقوبات والاحتجاجات والفساد.. ثلاثي يضع طهران على "شفا الهاوية"
وتشمل الحزمة الأولى من العقوبات الأمريكية التي دخلت حيز التنفيذ، الثلاثاء، تجميد التعاملات المالية وواردات المواد الأولية، كما تستهدف قطاعي السيارات والطيران التجاري، وستعقبها في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، تدابير تطال قطاعي النفط والغاز إضافة إلى البنك المركزي الإيراني.
وأوردت وكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية، أن الإضراب جاء اعتراضاً على خفض رواتبهم بالتزامن مع تدني قيمة العملة المحلية أمام الدولار الأمريكي لأقل مستوياتها، في الوقت الذي رفض أحد المسؤولين تلبية مطالبهم، أو الجلوس معهم للتفاوض حول حقوقهم المهدرة.
وأعلنت وسائل إعلام إيرانية رسمية أن عمال خدمات نفطية دخلوا إضراباً مفتوحاً، منذ مساء الإثنين، في حقل نفطي بحري بجزيرة "خارك"، أكبر منفذ بحري لتصدير النفط الخام الإيراني.
وذكر "راديو زمانه" الناطق بالفارسية، أن عدداً من عمال استاد "آزادي" الرياضي في طهران، نظموا مسيرات احتجاجية؛ اعتراضاً على استمرار سياسات الفصل التعسفي، قبل أن يطوقوا أسوار وزارة الرياضة الإيرانية.
كما يواصل عمال السكك الحديدية منذ عدة أيام إضرابهم بمناطق متفرقة مثل سمنان، وسرخس، وشاهرود؛ اعتراضاً على تدني دخلهم المالي، وسط حالة معيشية متردية.
وطالب العمال المضربون عن العمل بتلبية مطالبهم، مهددين بإطالة أمد هذا الإضراب وتعطيل حركة القطارات في البلاد، على غرار الاحتجاجات التي نظموها قبل أشهر.
وعمت موجة إضرابات عدداً من الأسواق في طهران؛ اعتراضاً على حالة تفشي الكساد وزيادة معدلات البطالة، حيث تداول نشطاء إيرانيون مقاطع مصورة تُظهر إغلاق التجار أبواب المحال.
وعلى صعيد متصل، أعرب خبراء اقتصاديون في إيران، في خطاب مفتوح للرئيس حسن روحاني عن قلقهم، بسبب ارتفاع نسب الفساد الحكومي، محذرين من تراجع ثقة الرأي العام بالنظام بسبب "المحاصصة والرشوة".
ووجّه 38 خبيراً اقتصادياً في خطابهم لروحاني، بحسب وكالة أنباء "إيلنا" الإيرانية، انتقادات حادة بسبب عجز حكومة طهران عن التوصل لحلول إزاء تردي أوضاع الاقتصاد، مطالبين بعدم تدشين سوق ثانوية للصرف الأجنبي بالوقت الراهن.
وهاجم الخبراء السياسات المصرفية الحكومية بسوق النقد الأجنبي، وطريقة إدارة عمليات بيع وشراء العملة الصعبة بالصرافات والبنوك الرسمية، لافتين إلى أن الاقتصاد المحلي بات "غير إنتاجي" وقائماً على "المحسوبية"، بسبب عمليات سمسرة لصالح منتفعين.
وتواجه مجالات مثل البتروكيماويات، والفولاذ، والسيارات، والمصارف، ضرراً بالغاً جراء تفشي الفساد والمحسوبية، بحسب الخبراء، بينما يستعد "روحاني" لحضور جلسة مساءلة برلمانية نهاية الشهر الجاري، بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية بشكل مطرد مؤخراً.