إيران.. أزمة العطش تتفاقم وكارثة تداهم "الفستق" وطهران
هجرات داخلية في إيران بسبب الجفاف وسكان طهران يرغبون في تركها بسبب التلوث وتفشي المشكلات الاجتماعية مثل التسول والإدمان.
تزايدت ظاهرة الهجرة الداخلية بين أقاليم إيران المختلفة، بسبب تزايد معدلات الجفاف، وارتفاع وتيرة أزمة شح المياه العذبة إلى حد غير مسبوق، وسط عجز حكومي.
وسلطت النسخة الفارسية لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، الضوء على تلك الظاهرة التي دفعت سكان عدة قرى ومدن بمحافظات إيرانية مثل سيستان وبلوشستان، إلى الهجرة نحو مناطق أخرى بشمال البلاد.
واعترف علي محمد شاعري، النائب البرلماني الإيراني، بأن هناك أزمة في إدارة مصادر المياه العذبة داخل بلاده على مدار 4 عقود مضت.
وأكد شاعري أن محافظات مازندران وجيلان وجلستان تواجه أزمة نقص مياه الشرب بشكل غير مسبوق، معزيا الأمر إلى تغيرات مناخية من بينها الجفاف.
وباتت أغلب القرى خاوية على عروشها في إقليمي سيستان وبلوشستان جنوبي البلاد، إثر تدهور أوضاع الحقول الزراعية، وارتفاع معدلات التصحر، الأمر الذي دفع السكان المحليين لمغادرتها.
وأبرزت هيئة الإذاعة البريطانية، حالة التذمر الشعبي المتزايدة بسبب أزمة شح المياه في عدة محافظات إيرانية جنوبية مثل خوزستان وخرمشهر، بعد خروج احتجاجات بالشوارع والميادين ضد التجاهل الحكومي للأزمة، إلى حد ترديد هتافات سياسية مثل "الموت للديكتاتور"، في إشارة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي.
وقوبلت تلك الاحتجاجات من جانب السلطات الإيرانية بموجة من العنف، والاعتقالات العشوائية، في الوقت الذي باتت فيه أزمة المياه في إيران قضية "أمن قومي"، بحسب "بي بي سي".
وأدت مواجهات بين المزارعين المحتجين وأجهزة الأمن الإيرانية، مطلع يوليو/تموز الجاري، في إحدى القرى التابعة لمدينة كازرون بمحافظة فارس في جنوب إيران إلى سقوط قتيل وعدد من الجرحى على خلفية أزمة العطش والجفاف وشح المياه في المنطقة.
وعلى صعيد متصل، أعلن محسن جلال بور، رئيس جمعية الفستق الإيرانية، الذي تشتهر به بلاده، تدنيا تاريخيا في معدلات إنتاج الفستق بنسبة 80% داخل إيران مؤخرا، بسبب ارتفاع نسب الجفاف والتغيرات المناخية، على حد قوله.
وأوضح بور، بحسب راديو فردا الناطق بالفارسية، أن بلاده باتت خارج المنافسة تجاريا مع الولايات المتحدة في إنتاج الفستق، بعد تفوق صادرات ولاية كاليفورنيا الأمريكية على محافظة كرمان الإيرانية، والمعروفة بعاصمة الفستق بالعالم، لافتا إلى أن واشنطن وصل إنتاجها العام الماضي نحو 220 ألف طن، بينما وصل إنتاج طهران نحو 144 ألف طن، متوقعا مزيدا من الانخفاض في إنتاج تلك السلعة.
واندلعت احتجاجات شعبية عارمة بالأسابيع الماضية في مدن وقرى محافظتي فارس وبوشهر، منها برازجان بجنوب إيران، حيث طالب المتظاهرون المسؤولين الإيرانيين بحل أزمة شح المياه الناجمة عن موجة الجفاف، وسوء الإدارة الحكومية للمصادر المائية.
وفي مدن المحمرة وعبادان والأحواز التي يقطنها العرب في جنوب غرب إيران، اندلعت احتجاجات واسعة النطاق بسبب أزمة شح وارتفاع الملوحة بمياه الشرب نتيجة انخفاض منسوب مياه الأنهار بسبب مشروعات سدود فاشلة دشنتها مليشيات الحرس الثوري الإيراني طوال سنوات، الأمر الذي فاقم الأزمات البيئية.
من ناحية أخرى، أظهرت نتائج استطلاع حكومي أجرته بلدية العاصمة الإيرانية طهران مؤخرا، رغبة أغلب سكان طهران في الهجرة إلى مناطق أخرى، بسبب تفشي المشكلات الاجتماعية مثل التسول والإدمان وارتفاع معدلات الجريمة، فضلا عن المشكلات البيئية مثل ارتفاع نسبة التلوث.
وجاءت نتيجة تلك الدراسة الاستقصائية، بحسب شبكة إيران واير، برغبة نحو 58% من سكان طهران في الهجرة خارجها، بسبب 10 تحديات بارزة تواجه سكان العاصمة الإيرانية؛ من أبرزها انعدام الأمن، والازدحام المروري الخانق، والتلوث، وارتفاع الكثافة السكانية وغيرها، الأمر الذي زاد مصاعب الحياة اليومية داخلها.