إيران.. اندلاع احتجاجات المعلمين وانتفاضة عارمة في الشتاء
احتجاجات جديدة للمعلمين في إيران، ورئيس بلدية طهران يحذر من اندلاع انتفاضة عارمة.
اندلعت موجة جديدة من الاحتجاجات بطلها المعلمون على مدار الأيام الماضية في إيران، بسبب تدني رواتبهم وسوء أوضاعهم المعيشية في ظل أزمات اقتصادية خانقة تمر بها البلاد، في الوقت الذي تتجاهل فيه السلطات الحكومية مطالبهم.
وذكر نشطاء إيرانيون على مواقع التواصل الاجتماعي، أن المعلمين أطلقوا حملة احتجاجية تحت عنوان "لا"، للاعتراض على تدني مداخليهم الشهرية، واكتسبت زخما كبيرا داخل البلاد، حيث أحرقوا ومزقوا جداول ورقية للرواتب؛ فيما دعا نشطاء نقابيون إلى التضامن مع مطالب المعلمين لنيل حقوقهم.
وأفاد موقع إخباري محلي، يدعى "خبر أونلاين"، أن المعلمين الإيرانيين يشكون تدني رواتبهم، حيث تعادل أقل من سدس رواتب نظرائهم الحكوميين، بينما تتملص السلطات الإيرانية من قرارات توحيد الرواتب، الأمر الذي دفع عددا من المعلمين إلى الاحتشاد أمام مبان حكومية.
- بالصور.. ضحايا الملالي ينتفضون أمام الرئاسة والبرلمان
- النظام الإيراني يواصل قمع المحتجين ومقتل ناشطة في ظروف غامضة
وطالب المحتجون في مدن مختلفة مثل قزوين وفارس، الحكومة الإيرانية برفع رواتبهم في ظل موجات الغلاء، وارتفاع معدلات التضخم التي تشهدها الأسواق، إضافة إلى منحهم مزايا إضافية، قبل ان يهاجموا الفساد الحكومي المستشري بمؤسسات تعليمية مثل الاختلاس، والرشوة، والبيروقراطية.
وذكر "راديو فردا"، الناطق بالفارسية، أن المعلمين الإيرانيين تصاعدت مطالبهم واحتجاجاتهم على مدار السنوات الأخيرة، مطالبين بحقوقهم المهدرة، بما في ذلك إطلاق نقابات عمالية مستقلة، وهو الأمر الذي قوبل بقمع أمني، واحتجاز لنشطاء بارزين في معتقلات سيئة للغاية.
وأشار "راديو فردا"، إلى أن السلطات الإيرانية توجه إلى هؤلاء النشطاء اتهامات غامضة مثل "الدعاية ضد النظام"، و"تعطيل الأمن العام"، و"العمل ضد الأمن القومي"، كذريعة لإصدار أحكام مغلظة بحقهم، حيث يواجه 3 معلمين إيرانيين معتقلين على صلة بالحراك النقابي مصيرا غامضا، وهم: "إسماعيل عبدي، ومحمود بهشتي، ومحمد بهشتي".
وأوردت وكالة أنباء "هرانا" الحقوقية، أن السلطات الإيرانية تتعنت مع محمد حبيبي، أحد أبرز نشطاء النقابات التعليمية، الذي يعاني أوضاعا صحية متدهورة داخل معتقل سجن طهران الكبير.
وأشارت "هرانا"، نقلا عن عائلة حبيبي، أن سلطات السجن ترفض إيداعه بمركز طبي لتلقي العلاج الفوري، أو الإفراج عنه لأسباب طبية، فيما أصدرت وزارة التربية والتعليم الإيرانية قرارا بحرمانه من راتبه الشهري رغم عدم صدور أحكام قضائية بحقه.
وينتظر "حبيبي" جلسة محاكمة أمام إحدى ما يُعرف في إيران بـ"المحاكم الثورية" بطهران خلال الأسابيع المقبلة، حيث يواجه اتهامات بـ"الدعاية ضد النظام"، و"التجمهر بشكل غير قانوني"، بينما قدم نحو 6 آلاف معلم وناشط نقابي مؤخرا عريضة موقعة بأسمائهم إلى البرلمان الإيراني للإفراج عن زميلهم المعتقل.
واعتقلت السلطات الإيرانية في مارس/آذار الماضي محمد حبيبي، عضو مجلس إدارة نقابة المعلمين في طهران، من محل عمله في المدرسة التي يعمل بها، وتم نقله حينها إلى مكان مجهول.
وعلى صعيد متصل، حذر محسن هاشمي، رئيس بلدية طهران، من اندلاع انتفاضات شعبية جديدة، على غرار انتفاضة يناير/كانون الثاني التي جابت مدن ومحافظات كبرى، احتجاجا على تدهور الأوضاع المعيشية، وزيادة الإنفاق على المغامرات العسكرية خارج الحدود.
واعتبر نجل رجل الدين الراحل هاشمي رفسنجاني، الذي كان يتولى رئاسة مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني، أن بلاده تواجه في الفترة الراهنة أزمات حادة لم تشهدها على مدار 4 عقود، واصفا الوضع الحالي بأسوأ من "تجرع كأس السم" لإيران، بالتزامن مع مرور ذكرى توقيع المرشد الإيراني الأول روح الله الخميني على قرار وقف إطلاق النار بالحرب العراقية-الإيرانية في مطلع يوليو/تموز عام 1988.
ودعا رئيس بلدية طهران، خلال كلمة له في اجتماع حكومي، بحسب وسائل إعلام رسمية، ضرورة التوصل إلى حلول للأزمات العالقة بالبلاد مثل البطالة وغيرها، قبل أن يحذر من خطورة اندلاع احتجاجات جديدة في الشتاء المقبل، لأسباب سياسية، واقتصادية، وبيئية، واجتماعية، على حد قوله.
aXA6IDMuMTUuMjM5LjAg جزيرة ام اند امز