بالصور.. ضحايا الملالي ينتفضون أمام الرئاسة والبرلمان
احتجاجات فئوية وعمالية في إيران، وتظاهرة أمام مقر الرئاسة الإيرانية.
باتت الاحتجاجات العمالية والفئوية أمرا معتادا داخل إيران بشكل شبه متواصل على مدار الأشهر الأخيرة، إلى حد أن وصلت في بعض الأحيان إلى أسوار مبانٍ حكومية مثل البرلمان ومقر الرئاسة الإيرانية، وسط وعود حكومية جوفاء.
وأفادت وسائل إعلام إيرانية رسمية، اليوم الأربعاء، بأن مجموعة من الفتيات الإيرانيات نظمن احتجاجا أمام مكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني بالعاصمة طهران، حيث طالبن بتعويضهن جراء تضررهن من حادث بشع تعرضن له قبل نحو 6 سنوات.
وأشارت وكالة أنباء "إيلنا" العمالية، أن 12 فتاة إيرانية تعرضن لتشوه وجوههن وأجزاء من أجسادهن في عام 2012؛ جراء حريق بسبب انفجار مدفأة نفطية تعرضت له مدرستهن الواقعة بقرية صغيرة تدعى "شين آباد" الواقعة ضمن مدينة "بيرانشهر" في محافظة آذربيجان الغربية (شمال غرب إيران).
ورفعت المحتجات وأسرهن لافتات أمام مقر الرئاسة الإيرانية تطالب روحاني بدفع مبالغ تعويضية لهؤلاء الضحايا، بغرض إجراء جراحات تجميلية، لاسيما أن هناك وعودا سابقة أطلقها وزير التعليم الإيراني محمد بطحايي بحل أزمتهن لكن دون جدوى.
وأكد حسين أحمدي نياز، محامي هؤلاء الضحايا، أن المسؤولين الإيرانيين المعنيين بالواقعة (وزيري التعليم والصحة)، يتجاهلون مقابلة عائلاتهن على مدار أسبوع كامل، لافتا إلى وعود حكومية سابقة في هذا الصدد.
وأعلنت تلك العائلات عزمها مواصلة الاحتجاجات أمام مقر الرئاسة الإيرانية لحين البت في قضية بناتهن المتضررات، والتي من المفترض أن تتكفل الحكومة الإيرانية ممثلة في وزارة التربية والتعليم نفقات علاجهن بالكامل.
وتعرضت عشرات الطالبات الإيرانيات في واقعة حريق مدرسة "شين آباد" إلى درجات مختلفة من الحروق طالت مناطق متفرقة من أجسادهن، كما شوهت وجوههن، الأمر الذي سبب أضرارا نفسية لهن، إلى حد وفاة ضحيتين من بينهن هما سيران يغانه، وساريا رسول زاده.
- النظام الإيراني يواصل قمع المحتجين ومقتل ناشطة في ظروف غامضة
- إيران.. استمرار الاحتجاجات والطبقة الوسطى تتأهب للإطاحة بالملالي
وعلى صعيد متصل، أوردت وسائل إعلام إيرانية معارضة، عن اندلاع عدد من الاحتجاجات الفئوية المختلفة داخل البلاد، حيث نظم موظفون مصرفيون متقاعدون تظاهرات حاشدة في العاصمة طهران.
وأشارت صحيفة "كيهان" اللندنية، إلى أن هؤلاء المحتجين طالبوا بعزل المسؤولين الإيرانيين غير الجديرين بمناصبهم، وتحسين أوضاعهم المعيشية المتردية.
وذكرت الصحيفة أن المئات من هؤلاء المتقاعدين قدموا إلى طهران من جميع أنحاء الأقاليم الإيرانية، حيث احتشدوا منذ أمس الثلاثاء، أمام مبانٍ حكومية؛ للضمان الاجتماعي الخاص بهم.
وطالب المحتجون، بحسب الصحيفة، الجهات الإيرانية المختصة بتفعيل نصوص قانونية تخول لهم الحصول على كامل حقوقهم غير منقوصة، كما أكدوا ضرورة وجود تسهيلات تكفل لهم الحصول على خدمات طبية بسعر أرخص نسبيا، نظرا لكبر سنهم.
احتجاجات المتقاعدين لم تتوقف عند هذا الحد، حيث نظم مئات المحتجين تظاهرة حاشدة أمام مقر شركة حكومية للاتصالات الهاتفية الأرضية محافظة إيلام (غرب إيران)، للمطالبة بالحصول على مستحقاتهم المتأخرة لعدة أشهر.
وتعهد المحتجون بمواصلة تظاهراتهم حال عدم التوصل إلى حلول ناجزة في هذا الصدد، خاصة في ظل سوء الأحوال المعيشية وتزايد الأعباء الأسرية، وسط موجات غلاء تجتاح أسواق البلاد.
وفي سياق متصل، نظم عمال وموظفو البلدية بمحافظة أصفهان الواقعة وسط إيران، تظاهرات أمام مبنى حكومي، وكذلك خرجوا بمسيرات في عدد من الشوارع لتأخر حصولهم على رواتبهم لنحو 6 أشهر كاملة.
واندلعت احتجاجات مماثلة في محافظة فارس أيضا، والواقعة جنوب البلاد، حيث ندد مئات العمال بعدم حصولهم على رواتبهم منذ بدء السنة الفارسية الجارية، في مارس/ آذار الماضي.
وهاجم محتجون متضررون من فقدان ودائعهم لدى إحدى المؤسسات المصرفية الحكومية، بمدينة رشت عاصمة محافظة جيلان الواقعة شمال غرب البلاد، كلا من الشقيقين علي لاريجاني رئيس البرلمان الإيراني، وصادق لاريجاني رئيس السلطة القضائية، متهمين إياهما باللصوصية، والتواطؤ مع المتورطين، على حد قولهم.
وندد المحتجون الذي فقدوا أموالهم لدى مؤسسة "كاسبين"، وثيقة الصلة بمليشيات الحرس الثوري الإيراني، بالقمع الأمني إزاء احتجاجاتهم المستمرة في شتى أنحاء البلاد، مطالبين باعتقال المسؤولين المتورطين.