خاتمي يقر: إيران تراجعت 100 سنة إلى الوراء
قيادي إصلاحي ينتقد سياسات النظام الإيراني بسبب تفشي الفساد وإهدار العدالة الاجتماعية.
وجه محمد خاتمي، الرئيس الإيراني الأسبق، انتقادات لافتة لسياسات نظام الملالي داخل إيران، معتبرا أن أوضاع الديمقراطية والعدالة الاجتماعية قد تراجعت في بلاده 100 سنة إلى الوراء، بالتزامن مع تصاعد الغضب الشعبي مؤخرا، بسبب تفشي الأزمات الاقتصادية، والاجتماعية إلى حد غير مسبوق.
ووصف "خاتمي" على هامش لقاء له مع شباب من التيار الإصلاحي، تفشي الفساد في إيران بـ "الفيضان" الذي بات يهدد كيان البلاد، والثورة في إشارة ضمنية للنظام الإيراني، معتبرا أن تحقيق العدالة الاجتماعية، ومواجهة ظاهرة الفساد يقعان على عاتق التيارين الإصلاحي والأصولي المندرجين ضمن تركيبة نظام الملالي، قبل أن يهاجم تراخي الإصلاحيين في التصدي للفساد المستشري بالبلاد.
واعتبر رئيس حزب جمعية علماء الدين المناضلين الإصلاحية، أن التيار الإصلاحي مطالب بتحديد الأولويات للمجتمع من خلال إجراء تغييرات داخلية خلال المرحلة الراهنة، حيث يأتي على على رأس الأولويات التي حددها ما وصفه بـ "إنقاذ إيران"، و"درء الخطر" عن البلاد، إضافة إلى التعامل مع التيارات السياسية الأخرى من منطلق الهوية، على حد قوله.
وسبق أن حذر "خاتمي"، المعروف بقائد الإصلاحات في إيران، من التذمر الشعبي في أعقاب الاحتجاجات الشعبية الحاشدة مطلع يناير/ كانون الثاني، واعتبر أن كافة المؤسسات الإيرانية الرسمية ضالعة في تصاعد الغضب الشعبي، في الوقت الذي لفت ضمن تصريحاته الأخيرة إلى قمع حقوق الأقليات الدينية داخل البلاد.
وانتقد الرئيس الإيراني الأسبق خلو المناصب القيادية في بلاده من المسيحيين، واليهود، والزرادشتيين وغيرهم بسبب حرمان نظام الملالي لهم من تقلدها، بدعوى كونهم غير مسلمين، مشيرا إلى أن بلاده تراجعت إلى الوراء كثيرا، لا سيما وأن خاتمي قد واجه حظرا في الآونة الأخيرة من الظهور الرسمي، أو الإعلامي بسبب انتقاداته المتكررة للنظام الإيراني.
وفي السياق ذاته، اعتبر محمد خاتمي الرئيس الإيراني الأسبق والقيادي الإصلاحي البارز، أن النظام السياسي الحالي في بلاده في حاجة إلى التغيير نحو نظام جديد، من أجل إعطاء فرصة للإصلاح، مؤكدا أن هذا النظام أدى إلى حالة من "اليأس" لدى الشباب.
وأشار خاتمي المحظور إعلاميا في إيران، في مايو/ آيار الماضي، خلال لقائه مع عدد من الناشطات الإيرانيات إلى الاحتجاجات العارمة التي اندلعت في البلاد مطلع العام الجاري، مؤكدا سيطرة حالة من اليأس على الشباب بسبب بعض المسؤولين.
وطالب خاتمي، حسب راديو فردا المعارض، الشباب بعدم الاستسلام لحالة اليأس التي تستهدف تثبيط عزيمتهم نحو الإصلاح، مدافعا في الوقت نفسه عن تياره الإصلاحي ضد ما وصفها بـ"الاتهامات" الموجهة إليه عن محاولة الإطاحة بنظام الملالي، معتبرا أن الحركة الإصلاحية تستهدف التصدي للتخريب والفساد، وفق قوله.
ويعد الحديث عن تغيير نظام الحكم من المحرمات داخل إيران، حسب أدبيات الملالي، لسيطرة المرشد من خلال ما يعرف بـ"ولاية الفقيه"، على مقاليد السلطة في البلاد، حيث تؤول إليه أغلب الصلاحيات السياسية والاقتصادية دون أدنى محاسبة أو مراقبة.
القيادي الإصلاحي البارز انتقد أيضا سوء أوضاع النساء في إيران، لا سيما في ظل منعهن من تولي مناصب وزارية، وحرمانهن من الدخول إلى الملاعب الرياضية، مؤكدا أن المرأة الإيرانية تحظى بنسبة قليلة جدا من المكتسبات، داعيا لمضاعفة الجهود نحو تمكينها في المجتمع.