الإيرانيون يخشون الدخول في مجاعة حال اندلاع حرب
ليست الحرب المحتملة بين طهران وواشنطن هي الأمر الراهن الذي يشغل بال الأغلبية من 80 مليون شخص في إيران بل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة
يخشى الإيرانيون الدخول في مجاعة حال اندلاع حرب.. هذا هو الأمر الذي يشغل بال أغلبية الشعب الإيراني البالغ تعداده 80 مليون شخص، الأوضاع الاقتصادية المتدهورة للغاية على مدى الأشهر الأخيرة.. فالعملة الرسمية للبلاد (الريال) تدنت قيمتها بشكل غير مسبوق تاريخيا أمام الدولار الأمريكي، في الوقت الذي زادت فيه أسعار الغذاء والدواء وشحت من الأسواق أنواع عديدة منهما.
الأزمة الاقتصادية الناتجة عن السياسات الحكومية الفاشلة، زاد من تفاقمها تطبيق حزمتي العقوبات الأمريكية وأيضا حملة الضغط القصوى التي تقودها الولايات المتحدة ضد طهران منذ عام بسبب سياساتها العدائية.
وأوضحت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، في تقرير لها، أن الإيرانيين قلقون من سوء الوضع المعيشي ودخولهم في مجاعة حال اندلاع حرب.
وتكشف بيانات رسمية عن أن معدل البطالة تخطى الربع على مستوى فئة الشباب في إيران، بينما انحدرت قيمة الريال الإيراني لأكثر من 140 ألف أمام الدولار الواحد.
ووصلت نسبة البطالة لنحو 12% في نطاق 31 محافظة إيرانية، في حين زادت النفقات اليومية لشراء مواد غذائية بسبب تفشي موجات غلاء الأسعار داخل الأسواق المحلية، وفقا لأسوشيتد برس.
وأعربت زوجة إيرانية (دون الإفصاح عن هويتها) عن قلقها البالغ بسبب الوضع الاقتصادي الراهن، بقولها إن الغلاء والبطالة أسهما في عزوف أغلب الشباب عن الزواج، إلى جانب صعوبة الاستقلال ماديا عن أسرهم.
وطالب محاسب إيراني متقاعد بتقديم بلاده تنازلات على المستوى السياسي أملا في الخروج من الأزمة الاقتصادية الراهنة، داعيا مسؤولي طهران بضرورة التحلي بالشجاعة بغية بدء حوار مع الغرب.
وتطرقت الوكالة الأمريكية إلى أن كثيرا من الشباب الإيراني لديهم ميل إلى الهجرة والعيش خارج البلاد في المرحلة الحالية بسبب تردي مستوى الوضع المعيشي داخليا.
واعتبر طالب جامعي إيراني (رفض ذكر هويته) أن الضغوط النفسية المختلفة والمستقبل المجهول تسببا في عدم وجود بديل سوى الخروج وبدء حياة جديدة.
يشار إلى أنه في أعقاب بدء مرحلة الحظر النفطي الكامل على صادرات النفط الخام الإيراني (تعتمد عليها كأولوية لتأمين عملة صعبة) انخفضت مبيعات طهران من الذهب الأسود إلى أقل من 500 ألف برميل نفط يوميا منذ بداية شهر مايو/أيار الجاري.
وتطرقت شبكة "دويتشه فيله" الألمانية في نسختها الفارسية إلى أن مشترين في بلدان أوروبية أحجموا عن التعامل مع طهران بعد انتهاء فترة الاستثناءات النفطية من العقوبات الأمريكية في 2 مايو/أيار الجاري.
والتي كانت واشنطن قد حددتها بـ180 يوما بعد فرض ثاني عقوباتها ضد إيران في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
aXA6IDUyLjE1LjIzOC4yMjEg
جزيرة ام اند امز