بريطانيا.. احتجاجات ضد النظام الإيراني أمام سفارة طهران
وقفة احتجاجية أمام السفارة الإيرانية في لندن للإفراج عن ناشطة معتقلة وانتقادات لقمع طهران.
تظاهر العشرات، اليوم الثلاثاء، أمام مقر السفارة الإيرانية في لندن، لمطالبة السلطات البريطانية بالتدخل للإفراج الفوري عن ناشطة إنجليزية من أصول إيرانية معتقلة منذ أكثر من 800 يوم بسجون طهران.
وناشد المحتجون، الذي اصطفوا أمام أبواب سفارة إيران، الحكومة البريطانية بالضغط على طهران لسرعة إصدار قرار بالعفو لأسباب إنسانية عن نازنين زاغري راتكليف (39 عاما)، لا سيما بعد تدهور أوضاعها الصحية في معتقل إيفين سيئ الصيت شمال طهران، إضافة إلى انقضاء نصف مدة حبسها.
واعتقلت البريطانية-الإيرانية نازنين زاغري راتكليف، في أبريل/نيسان عام 2016، لاتهامها بالتحريض على الشغب، والدعاية ضد النظام الإيراني، إضافة إلى اتهامات أمنية أخرى أضيفت إلى سجلها القضائي مؤخرا، في إطار تصعيد نظام الملالي حملته القمعية ضد مزدوجي الجنسية داخل البلاد.
وسبق أن قضت محكمة إيرانية قبل عامين بمعاقبة زاغري بالسجن 5 سنوات بعد اعتقالها على أيدي عناصر من الحرس الثوري الإيراني خلال مغادرتها البلاد في عام 2016، حيث تعمل موظفة بمؤسسة "تومسون رويترز" الخيرية البريطانية، بدعوى تهديدها الأمن القومي، والعمل على قلب نظام الحكم، وهي التهم التي تتخذ كذريعة لقمع المعارضين والمنتقدين للنظام الإيراني.
وكشفت حملة حقوقية تدعى "افرجوا عن نازنين" في بيان لها أن السلطات الإيرانية ترهن قرار الإفراج المبكر أو المشروط، أو العفو لأسباب إنسانية عن الناشطة البريطانية بتحويل لندن مبالغ مالية إلى طهران، تعتبرها الأخيرة ديونا مستحقة منذ 40 عاما، تقر بنحو 400 مليون جنيه إسترليني دفعها نظام الشاه الأسبق عام 1979 نظير صفقات تسليح غير أنها توقفت.
- إيران تواصل ابتزاز مزدوجي الجنسية.. بريطانية تواجه محاكمة جديدة
- زوج البريطانية المحتجزة بإيران يستغيث: أنقذوها
وكشف "راديو فردا" الناطق بالفارسية، نقلا عن عائلة زاغرى، أن الأخيرة التقت، السبت الماضي، مسؤولا قضائيا إيرانيا مختصا بقضيتها يدعى "قاضي عباسي" لمدة 30 دقيقة، لبحث إمكانية الإفراج عنها بعد انقضاء نصف مدة العقوبة.
وأوضح "راديو فردا" أن "عباسي" طالب الناشطة البريطانية بالتكتم حول موضوع تحويل لندن مبالغ مالية إلى طهران نظير الإفراج عنها، غير أنها أبلغت عائلتها بهذا الأمر؛ فيما طالبت المسؤول القضائي الإيراني بالإفراج عنها من أجل أن تتمكن ابنتها "جابريلا" البالغة من العمر 4 سنوات اللحاق بالمدرسة في بريطانيا، والتي كانت بصحبتها وقت اعتقالها في طهران.
وأشارت العائلة إلى أن زاغري أجرت اتصالا هاتفيا أيضا بالسفير البريطاني لدى طهران راب مكير، السبت الماضي، والذي أبلغها بمتابعة وزارة الخارجية لدى بلاده ملف قضيتها عن كثب، بينما تسعى العائلة إلى مقابلة وزير الخارجية البريطاني الجديد جيريمي هانت.
وحاولت لندن على مدار عامين الحصول على إفراج مشروط عن نازنين زاغري، وطالب وزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون خلال زيارات متكررة إلى طهران بالعفو عنها لأسباب إنسانية دون جدوى، في الوقت الذي لم تعلق إيران على أنباء حول تحويل مبالغ مالية للإفراج عن الناشطة البريطانية المحتجزة لديها.
وعلى صعيد متصل، أعربت تكتلات طلابية إيرانية عن انتقادها أحكاما مغلظة بالسجن صدرت بحق عشرات الطلاب المعتقلين بتهمة المشاركة في الاحتجاجات الشعبية الحاشدة التي اندلعت يناير/كانون الثاني.
وأصدرت نحو 68 جمعية طلابية من مختلف الجامعات الإيرانية بيانا مشتركا، حسب وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إسنا"، انتقدت فيه هذه الأحكام القضائية والتي نعتتها بـ"الشمولية"، مشيرة في الوقت نفسه إلى تصاعد الاستياء الشعبي.
وهاجم البيان في لهجة حادة سياسات نظام الملالي إزاء الأوضاع الراهنة داخل البلاد، مضيفا أن "الخطاب السلطوي التبريري" وصل بإيران إلى منحى خطير"، معتبرا أن من وصفهم بـ"المستبدين" تجاهلوا مطالب هؤلاء الطلاب، ولجأوا إلى استخدام القمع ضدهم.
aXA6IDE4LjExNy4xNTYuMTcwIA== جزيرة ام اند امز