انقطاع الإنترنت في إيران.. بداية الأزمة وسرها
صحيفة "تليجراف" البريطانية تعد تقريرا يتناول بدء أزمة انقطاع الإنترنت وسط الاحتجاجات في إيران والأسباب الكامنة وراءها
خلال الأيام الماضية، أقدم النظام الإيراني على قطع الإنترنت بشكل شبه كامل في البلاد مع استمرار الاحتجاجات ضد رفع أسعار البنزين، ثم خرج بمزاعم حول إعادته مجددا، لكن الخدمات لا تتجاوز مستوى 15% فقط، بحسب موقع "نت بولكس"، المتخصص في تتبع حقوق المجتمعات المدنية الرقمية والأمن السيبراني.
- "نت بلوكس": ادعاءات إيران بعودة الإنترنت كاملا عارية من الصحة
- نظام إيران يقطع الإنترنت بالبلاد.. ووزير داخليته يتوعد المتظاهرين
وفي هذا السياق، أعدت صحيفة "تليجراف" البريطانية تقريرا تناول بدء أزمة انقطاع الإنترنت والأسباب الكامنة وراءها.
ما السبب في انقطاع الإنترنت في إيران؟
قطعت الحكومة الإيرانية خدمات الإنترنت بشكل شبه كامل بعد اندلاع الاحتجاجات في 15 نوفمبر/تشرين الثاني التي جاءت نتيجة لإعلان رفع أسعار البنزين في جميع أنحاء البلاد بنسبة 50% على الأقل، وسرعان ما انتشرت تلك الاحتجاجات في المدن والبلدات، ثم أخذت المنحى السياسي، مع مطالبة المحتجين باستقالة مسؤولين رفيعي المستوى.
وذكر تقرير نشرته منظمة العفو الدولية، الثلاثاء، أن هناك تقديرات بسقوط 106 محتجين قتلى على الأقل في 21 مدينة.
كيف يبدو هذا الانقطاع بالمقارنة مع دول أخرى حول العالم؟
إيران ليست أول دول تقطع الإنترنت عن البلاد، باعتباره وسيلة للتصدي للاحتجاجات، فالعراق، على سبيل المثال، عمد إلى الحد من وصول المواطنين إلى الإنترنت بين الحين والآخر منذ بداية الاحتجاجات المناهضة للحكومة في الأول من أكتوبر/تشرين الأول، ومع ذلك فإن انقطاع الإنترنت في إيران غير مسبوق من حيث نطاقه.
لماذا قطعت الحكومة الإنترنت؟
وقالت مهسا علي مرداني، وهي باحثة في مجال الإنترنت بمعهد أكسفورد للإنترنت، إن الحكومة الإيرانية تحاول إقناع المستخدمين بالاشتراك في تطبيقات اتصالات خاصة بها، لكن لا يزال أغلبية الإيرانيين يستخدمون تطبيقات أجنبية مثل "واتساب"، حتى إنهم استخدموا تطبيق تخطيط المسارات "ويز/Waze"، من أجل الحشد للمظاهرات.
وقالت مرداني إن الحكومة الإيرانية كانت تحاول السيطرة على مجريات الأمور داخل البلاد، مضيفة: "وسيلة فعالة، عندما تجبر الناس على ألا يكون لديهم أي مصدر للمعلومات إلا المصادر الخاصة بك، تصبح السيطرة على الأمور بسيطة للغاية".
كيف كان تأثير انقطاع الإنترنت خارج البلاد؟
أوضحت مرداني أن انقطاع الإنترنت جعل مهمة المراقبين والمنظمات الحقوقية العاملة خارج إيران صعبة جدا، قائلة: "التحقق من بعض تلك الفظائع وحالات الوفاة الجماعية والاعتقالات أصبح صعبا للغاية مع انقطاع الإنترنت، بسبب وجود كثير من المعلومات الخاطئة".
وأوضح الباحثة أن "المعلومات الخاطئة كانت تروجها الحكومة نفسها، ومن خلال قنوات خارجية لديها أجندات سياسية".
كيف قطع الإنترنت؟
قطع خدمات الإنترنت في جميع أنحاء البلاد التي يعيش بها أكثر من 80 مليون نسمة، ومع وجود العديد من مزودي خدمات الإنترنت، أمر ليس سهلا، حيث استغرق الأمر 24 ساعة لوقف الحركة تماما، إذ كان على السلطات التنسيق مع سلسلة من مزودي خدمات الإنترنت لمنع الوصول إليه.
وكانت إيران تعمل على تطوير تطبيقات خاصة بها وشبكة الإنترنت على مستوى البلاد، هي "شبكة المعلومات الوطنية"، لسنوات عدة، وكانت طهران تشجع الشركات على الاشتراك ونقل سبل دفعهم إلى هذه البنية الوطنية لبعض الوقت، ما سهل من إدارة الآثار الاقتصادية لانقطاع الإنترنت.
aXA6IDMuMTQzLjIwMy4xMjkg جزيرة ام اند امز