تدهور الاقتصاد وتنامي اليأس.. وقود الموجة الثالثة لاحتجاجات إيران
شرارة الاحتجاجات أشعلتها الزيادة المفاجئة في أسعار البنزين بنسبة نحو 300%.
حملت الموجة الثالثة للاحتجاجات في إيران منذ 3 أعوام، عدة تساؤلات حول أسباب اندلاعها على الرغم من القبضة الأمنية المشددة والقمع الذي جوبهت به الموجة الثانية من المظاهرات.
بيد أن ثمة أسبابا واضحة للعيان تجعل من الانتفاضة الإيرانية المستمرة أمرا متوقعا في أي وقت، وهي المسببات التي وصفتها صحيفة "جارديان" البريطانية بوقود الاحتجاجات.
- إيران تتنصل من "فيديوهات واشنطن" الموثقة لقتل واعتقال المتظاهرين
- المعارضة الإيرانية تقدم لواشنطن بيانات عن ضحايا "ثورة البنزين"
وترى الصحيفة، في افتتاحية عدد اليوم الأربعاء، أن الموجة الثالثة من المظاهرات التي تشهدها إيران خلال 3 سنوات تعكس أزمة اقتصادية متفاقمة وشعورا باليأس داخل البلاد.
وذكرت الصحيفة أن الاحتجاج والاضطهاد الوحشي هو أمر مألوف للغاية في طهران، وأن انقطاع الإنترنت الذي شهدته البلاد كان يستهدف الحرص على عدم معرفة الآخرين الكثير حول الأحداث التي وقعت الشهر الجاري هناك.
واستشهدت الصحيفة بما أوردته منظمة العفو الدولية حول سقوط 143 قتيلا على الأقل منذ اندلاع الاحتجاجات في 15 نوفمبر/تشرين الثاني.
وأشارت إلى أن عدد القتلى الإجمالي الحقيقي على الأرجح أعلى بكثير.
ونقلت الصحيفة عن شهود تفاصيل إطلاق الشرطة للنار على جموع المحتجين، وفي بعض الحالات تطلق النار عليهم أثناء هروبهم، حتى إن النظام نفسه يتفاخر باعتقال أكثر من ألف شخص.
وكانت تلك الاحتجاجات واسعة النطاق؛ حيث امتدت لـ70% من المحافظات، وتبدو أنها تحمل طابع الاحتجاجات التي اندلعت عامي 2017 و2018؛ من حيث كونها بلا قائد ومدفوعة بأسباب اقتصادية وتجتذب الفقراء، وطبقا للسلطات، شارك نحو 87 ألفا فيها، معظمهم شباب عاطلون عن العمل.
ورأت الصحيفة أن شرارة الاحتجاجات أشعلتها الزيادة المفاجئة في أسعار البنزين، بنسبة نحو 300%.
وكان تبرير الحكومة هو أنها أرادت التصدي لتهريب الوقود وتقديم مساعدات مالية لأفقر ثلاثة أرباع الإيرانيين البالغ عددهم 80 مليون نسمة.
لكن كانت المشكلة أن ارتفاع الأسعار جاء أولا، إلى جانب عدم ثقة كثير من الإيرانيين بالسلطات لتحقيق ما وعدوا به.
وهذا الأمر يرجع إلى انعدم الكفاءة والفساد، فضلا عن أن تلك الأموال لن تعوض ارتفاع أسعار الوقود بالنسبة للشعب.
وأوضحت الصحيفة أن السياق الأوسع هو انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، وتضييقها الخناق على الاقتصاد الإيراني؛ إذ تلاشى الأمل الذي انتشر بعد توقيع الرئيس حسن روحاني الاتفاق، ومن غير المرجح أن يشهد الإيرانيون تحسينات في ظروفهم الاقتصادية الوخيمة ما لم يتغير هذا السياق الدولي.
وذكرت "جارديان" أن اتهام الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهما بتأجيج القلاقل في البلاد، كما فعل النظام الإيراني، لن يقنع الناس بأنه يجرى التعامل مع استيائهم، خاصة أن القمع الوحشي يؤجج مظالمهم.
aXA6IDMuMTM1LjE5MC4yNDQg
جزيرة ام اند امز