استعراض "قوة" إيراني يكشف "ضعف" طهران أمام خصمها الأمريكي
القادة الإيرانيون عازمون على رسم صورة على غير الحقيقة توضح أن العقوبات الأمريكية عليهم غير مجدية
أجرت إيران مناورات عسكرية قرب مضيق هرمز، الجمعة، بغرض "استعراض القوة" أمام الولايات المتحدة وإثبات قدرتها على إغلاق مسار نقل النفط مع قرب تنفيذ مزيد من العقوبات الأمريكية في نوفمبر/تشرين الثاني، لكن العرض كان بمثابة خيبة أمل على أفضل تقدير.
وذكر موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي، خلال تقرير تحليلي أن المقاتلات التي شاركت في العرض العسكري الإيراني يبدو أنها لا ترتقي لهذه المهمة، لافتا إلى التهديدات التي ألقتها طهران في وقت سابق باتخاذ إجراءات عسكرية حال عرقلة صادراتها النفطية، مع اقتراب الجولة الجديدة للعقوبات الأمريكية.
- بيزنس إنسايدر: ترامب تفوق على أوباما في "إخضاع إيران"
- بحثا عن توسيع نفوذها.. صفقة إيران مع القاعدة مستمرة
مقاتلات قديمة
وشاركت طائرات "ميراج" و"إف-4" و"سوخوي-22" في التدريبات العسكرية، أمس، ويعود طراز هذه المقاتلات إلى ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.
وأشار "بيزنس إنسايدر" إلى أن إيران، تحت العقوبات الشديدة الواقعة عليها، لم تشترِ مقاتلات حديثة منذ فترة طويلة، لكن تحافظ الولايات المتحدة على وجودها البحري في المنطقة، وكان آخره مع حاملة الطائرات المزودة بطائرات (F-35).
وشكك خبراء فيما إذا كانت القوة الجوية الإيرانية قد مثلت أي تهديد حقيقي، حيث قال الدكتور ثيودور كاراسيك، المحلل الكبير بمركز أبحاث "جلف ستيت أنالايتكس" بالولايات المتحدة، إن هذه ثاني مناورة يشترك فيها الجيش الإيراني والحرس الثوري بشأن سيناريوهات مضيق هرمز.
وأوضح كاراسيك، في تصريحات لصحيفة "عرب نيوز" السعودية الصادرة باللغة الإنجليزية، أنه حتى إذا كانت تلك المروحيات تشارك في مناورات، ففي المواجهة الحقيقية يمكن إسقاطها بسهولة؛ لأن إيران ببساطة ليس لديها قوة جوية قادرة على البقاء.
صورة غير حقيقية
من جانبه، قال مجيد رفيع زاده، الباحث السياسي الأمريكي، إن القادة الإيرانيين عازمون على رسم صورة توضح أن العقوبات الأمريكية عليهم غير مجدية، والسبب في ذلك أن النظام لا يرغب في أن تظهر عليه علامات ضعف.
وأوضح زاده، خلال مقال له عبر صحيفة "عرب نيوز"، أنه من منظور القادة الإيرانيين، أن أي مظهر من مظاهر الضعف سيشجع ويمكّن أغلبية الإيرانيين المعارضين للنظام، وسيعمل على تقوية المواءمة بين القوة الإقليمية والعالمية في احتواء وكبح السياسة الخارجية العدوانية الإيرانية.
كما أشار الباحث السياسي، في مقاله، إلى أن النظام يعد المسؤول عن دفع الأموال لكثير من المليشيات والجماعات الإرهابية في المنطقة، ومن أجل الحفاظ على جاذبيته للمليشيات الطائفية وجذب مزيد من العملاء فإن نظام الملالي ملتزم بإظهار قوة اقتصادية.
وأكد الباحث أن إحدى الركائز الأساسية للأيديولوجية الثورية للملالي هي معاداة الولايات المتحدة، والاعتراف بأن العقوبات أثرت على اقتصاد طهران سيكون اعترافا بالهزيمة أمام الولايات المتحدة.
aXA6IDE4LjExOC4xNDQuOTgg جزيرة ام اند امز