اعتقال "قاسم".. التصدع يضرب "الحشد" وتوقعات بالتفكيك
مع تسارع وتصاعد الضربات لمليشيا الحشد واعتقال بعض قياداتها وإصرار رئيس الوزراء العراقي على فرض القانون، بدأت الانقسامات والتصدعات تضرب مليشيا الحشد الشعبي.
وعقب اعتقال القيادي البارز في مليشيا الحشد "قاسم مصلح" ونزول فصائل مسلحة للشوارع وسط هتافات تنذر وتتوعد رئيس الوزراء بالانتقام والثأر، إلا أن تلك الهتافات والتلويح باستخدام السلاح ضد مؤسسات الدولة العراقية والقوات الأمنية سرعان ما خفتت وبات خطاب الوعيد أكثر مرونة وأقل حدة.
تلك المتغيرات ظهرت على الساحة بعدما أدركت تلك القوى المنفلتة، أن الكاظمي بوصفه القائد العام للقوات المسلحة ماض بتطبيق القانون دون الالتفات إلى أي شيء، بحسب مراقبين.
مقاطع فيديو متلفزة عشية الاعتقال تظهر احتفال عناصر من مليشيا الحشد بإطلاق سراح مصلح، وبدت عليهم آثار الزهو، والافتخار بهذا الانتصار الزائف، الذي سارعت مصادر عراقية بتكذيبه والتأكيد على أن تلك الأخبار مضللة، ومصلح ما زال قيد الحبس.
وبحسب مراقبين، فقد استثمر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، حالة الغضب الجماهيري عقب عودة مشهد الاغتيالات، بالتحرك نحو حصون المليشيات التي تقف وراء التخطيط واستهداف الناشطين.
وشهد الشهر الحالي 3 حوادث اغتيال استهدفت نشطاء أحدهم في كربلاء، وصحفي في الديوانية، ومرشح للانتخابات البرلمانية في بغداد، مما أنذر بعودة المظاهرات الحاشدة مرة أخرى والتي حملت وسم "من قتلني".
وبحسب مفوضية حقوق الإنسان، سقط عدد كبير من القتلى والجرحى في أحداث عنف رافقت الاحتجاجات التي انطلقت الأربعاء الماضي، في العاصمة بغداد، والتي يعتقد بتورط مليشيات فيها.
مصدر حكومي رفيع المستوى يقول، إن "قضية اعتقال القيادي في الحشد باتت أمراً أكبر من شأن داخلي، ومفترق طرق بين تأكيد التزام الحكومة بإعادة الدولة المختطفة أو التسليم للبنادق المنفلتة".
ويضيف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "قوى دولية وإقليمية أبدت تقديم المساعدة إلى حكومة بغداد في تعزيز بناء مؤسساتها وتخليص قرارها السياسي والسيادي من سطوة المليشيات".
ويؤكد المصدر، خلال حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "المليشيات تحاول تضليل الشارع والالتفاف على الضربة التي تلقتها باعتقال قاسم مصلح من خلال بث الشائعات واختلاق الأكاذيب".
وبشأن إطلاق سراح القيادي البارز، شدد مصدر أمني داخل رئاسة الوزراء على أن "مصلح ما زال رهن الاعتقال داخل مديرية الأمن، ويجري التحقيق معه بإشراف أربع لجان من بينها العمليات المشتركة".
خلاف داخل الحشد
وداخل الحشد نفسه بدأت الانقسامات والتصدعات تضرب الصفوف، وهو أمر قد ينذر بتفككها في المستقبل القريب، خاصة بعد اجتماع منظمة بدر بقيادة هادي العامري، رئيس منظمة بدر، وهي مليشيا مقربة من إيران، وأحد الأركان الرئيسية في مليشيا الحشد، الذي ضم رؤساء وقيادات من الفصائل المسلحة، غداة ليلة اعتقال مصلح.
وبحسب أنباء تسربت من الاجتماع، فإن بعض قادة المليشيات أبدوا امتعاضهم مما حدث من تطورات رافقت اعتقال قاسم مصلح، والتي من شأنها تحريك الرأي العام ضد وجود مكون الحشد.
وفضل البعض اللجوء إلى وسائل الضغط الدبلوماسية، واعتماد المناورات السياسية مع حكومة الكاظمي للتفاوض بشأن مجريات التحقيق الجارية ضد القيادي البارز في مليشيا الحشد.
يأتي ذلك في وقت أصدر رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، الذي يتزعم كتلة "النصر"، بياناً شديد اللهجة إزاء المظاهر المسلحة والاستعراض العسكري الذي نفذته ألوية تابعة للحشد عشية الاعتقال.
وجاء في البيان الذي حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، أن "المرحلة حاسمة وخطيرة وتحوّلية، فإما أن تسير الدولة إلى النظام والسيادة وتحقيق مطالب الشعب، وإما أن تنهدم على رؤوس الجميع".
ولفت إلى أن "التجاوز والاستقواء والتمرد على الدولة ممنوع، وأيضاً، الفتنة والفوضى كارثة، والمسؤولية تقتضي تقوية الدولة والالتزام بنظامها ومصالح مواطنيها حِفظاً للشعب والدولة معاً".
وفي تطور لافت وغير مسبوق، أعادت مرجعية النجف الدينية نشر بيان سابق على موقع العتبة العباسية الإلكتروني، كان تضمن الواجبات التي تقع على الحشد وسمات الانضمام إلى ذلك التكوين.
وتضمن البيان، الذي يتضمن كلمة للمرجع علي السيستاني، أن "معظم الذين شاركوا في الدفاع الكفائي خلال السنوات الماضية لم يشاركوا فيه لدنيا ينالونها أو مواقع يحظون بها، فقد هبّوا إلى جبهات القتال استجابة لنداء المرجعية وأداءً للواجب الديني والوطني، دفعهم إليه حبهم للعراق والعراقيين وغيرتهم على أعراض العراقيات من أن تنتهك بأيدي الدواعش وحرصهم على صيانة المقدسات من أن ينالها الإرهابيون بسوء، فكانت نواياهم خالصة من أي مكاسب دنيوية".
وبشأن ادعاء القيادي البارز، قاسم مصلح، ارتباطه بمرجعية النجف، أشارت تقارير صحفية، إلى أن مهدي الكربلائي، ممثل المرجع الديني علي السيستاني، نفى صلة القيادي المعتقل بذلك، مشددا على ضرورة "تنفيذ الإجراءات القانونية بحقه" في التهم الموجهة إليه.
aXA6IDMuMTMzLjEwOC40NyA= جزيرة ام اند امز