تدخلات إيران تهدد الحكومة العراقية المرتقبة
رئيس الوزراء العراقي المكلف محمد علاوي يعتزم عرض حكومته الجديدة أمام البرلمان غدا الإثنين، وسط انقسامات سياسية حادة
قبل 24 ساعة من طرح رئيس الوزراء العراقي الجديد تشكيل حكومته على مجلس النواب العراقي، برزت الخلافات والانقسامات بين بعض الكتل السياسية، بالتزامن مع استمرار غليان الشارع العراقي ضد التدخل الإيراني ودورها في تشكيل الحكومة الجديدة.
ويعتزم رئيس الوزراء المكلف عرض حكومته الجديدة أمام البرلمان غدا الإثنين، بعد الطلب رسميا من رئاسة البرلمان عقد جلسة لهذا الشأن واستجابة الأخير لطلبه.
وبينما يتأهب علاوي لطرح تشكيلته الحكومية تواصل ساحات الاعتصام استعداداتها لـ"مليونية جديدة" تحت شعار "رفض الحكومة الجديدة"، ورفض التدخلات الإيرانية المستمرة في الشأن العراقي.
ويطالب المحتجون منذ اندلاع مظاهراتهم في أكتوبر/تشرين الأول بتحرير العراق من تبعية بغداد لطهران، والإطاحة بالنخب التقليدية على الساحة السياسية، وإنهاء المحاصصة الحزبية ومواجهة الفساد.
وعلى الصعيد السياسي، كشف مصدر عراقي لـ"السومرية نيوز" عن وجود خلافات عميقة داخل تحالف الفتح برئاسة هادي العامري رأس الحربة لإيران في العراق، وانقسامات بالمواقف بشأن التصويت على حكومة محمد توفيق علاوي، وهي مناورة أكد عليها المراقبون من جانب التحالف.
التحالف، الذي يؤكد المراقبون للشأن العراقي أنه مدعوم من النظام الإيراني، يحاول الالتفاف على إرادة الشعب العراقي، حيث تارة يعلن مشاركته في الحكومة وأخرى يعلن المقاطعة، وما بين هذا وذاك يسعى إلى الانتباه بأنه لن يحضر التصويت على الحكومة أمام البرلمان، في الوقت الذي يحشد نوابه للحضور غدا الإثنين.
وفي إطار مناوراته، كما يرى المراقبون، كشف النائب محمد كريم عن تحالف الفتح أن رئيس الوزراء العراقي المكلف لم يحسم حتى الآن أمر تكليف أي وزير في حكومته المرتقبة، قبل ساعات من الإعلان المرتقب عنها.
يأتي ذلك فيما دعا رئيس كتلة الوطن النيابية هشام السهيل، رئيس الوزراء العراقي المكلف، بإعادة الحوار مع مكونات المجتمع وعدم الاستعجال.
وقال السهيل في بيان "نحن نمر بمرحلة حرجة وصعبة تتطلب من الجميع أن يعلم خطورة الوضع، خصوصا أن الشعب قدّم الكثير من القتلى والمصابين في ساحات التظاهر، من أجل أن تكون هناك حكومة ترعى مصالح جميع أبناء الشعب بدون استثناء".
ويواصل رئيس الوزراء العراقي المكلف حواراته مع القوى السياسية، من أجل إكمال تشكيلته خلال المدة الدستورية التي تنقضي مع نهاية الشهر الجاري، وسط قلق أبداه بعض النواب حيال ذلك.
وكانت معلومات حصلت عليها "العين الإخبارية" في وقت سابق، من مصدر حكومي عراقي، أكد أن مسؤول الملف العراقي في مليشيا حزب الله اللبنانية محمد كوثراني المكلف من قبل الحرس الثوري الإيراني بلعب دور قائد فيلق القدس قاسم سليماني، يسعى إلى تمرير حكومة علاوي من خلال الضغط على الأطراف السياسية العراقية.
وكشف المسؤول الحكومي العراقي المطلع على مفاوضات علاوي، أن رئيس الوزراء المكلف لم يختر أي مرشح من حكومته بنفسه، وأن جميع وزراء حكومته اختيروا من قبل كوثراني ومستشاري فيلق القدس والسفير الإيراني في بغداد إيرج مسجدي وقادة مليشيات الحشد الشعبي.
وقالت وسائل إعلام محلية نقلا عن مصادر، لم تسمها، إن رئيس الوزراء المكلف ضمن حاليا نصف أصوات البرلمان البالغة 329 نائبا، لكنه يسعى للتوصل إلى تفاهمات مع قوى سنّية وكردية أخرجت من جعبتها خلال اليومين الماضيين شروطا جديدة للقبول بدعمه.
ولا يرى الحراك العراقي في تسمية علاوي رئيسا للحكومة أي تحقيق لمطالب الاحتجاجات التي اندلعت منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتي طالبت بإجراء انتخابات مبكرة وتسمية رئيس وزراء مستقل ومحاربة الفساد وملاحقة المسؤولين عن إراقة دماء المتظاهرين.
ورفض المتظاهرون تكليف علاوي لأن شروطهم التي تم وضعها مسبقا هي تسمية رئيس وزراء مستقل سياسيا لم يعمل في الحكومة، وهو ما لا ينطبق عليه حيث شغل سابقا منصب وزير الاتصالات الأسبق.
aXA6IDE4LjIyMS4xODMuMzQg جزيرة ام اند امز