مضت خمس عشرة سنة على غزو العراق في عام 2003، ومنذ ذلك الحين لم تتوقف التهديدات الأمنية على جميع دول المنطقة.
مضت خمس عشرة سنة على غزو العراق في عام 2003، ومنذ ذلك الحين لم تتوقف التهديدات الأمنية على جميع دول المنطقة.. الولايات المتحدة الأمريكية أسقطت الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين وسلمته بيد المليشيات الشيعية الطائفية العراقية لتنفذ فيه حكم الإعدام، وقامت بحل الجيش العراقي والحرس الجمهوري تاركة الساحة مفتوحة للجماعات الطائفية والإرهابية لتصول وتجول في أنحاء العراق كما تشاء، وهنا انطلقت أيادي النظام الإيراني الذي كان يحلم يوماً ليس بدخول العراق، بل بمجرد الاقتراب من حدوده، فتدفقت عناصر الحرس الثوري الإيراني من كل حدب وصوب، لتجعل من العراق أرضاً مستباحة تحت رحمة نظام الملالي.
عنوان البطاقة: بات من الضروري ألا تقف هذه الدول المتحالفة ضد الإرهاب لتمارس رد الفعل على ما يُحاك للوطن العربي، إذ لا بد من الهرولة نحو الإرهاب أينما كان، واستهدافه ومن يقف خلفه في عقر دارهما
ومع سنوات من الفقر والتردي والفساد وهدر مقدرات العراق وثرواته، جاء وقت التنظيمات الإرهابية كالقاعدة وداعش وغيرهما، ودفع الشعب العراقي ثمناً باهظاً من دمه وماله وعرضه؛ بعد أن عاثت هذه الجماعات في ربوع العراق فساداً، وانتقل أذى ما حدث إلى دول الجوار، وباقي الدول العربية.
لقد كان غزو العراق مقدمة لإطلاق شيطان "الربيع العربي" في سائر دول المنطقة العربية، وإذا كان غزو العراق قد كلف الخزانة الأمريكية مليارات الدولارات، فإن ما يسمى "الربيع العربي" قد جاء بنتائج أكثر كارثية على الدول العربية دون أن تنفق القوى الطامعة في إسقاط حكومات الدول العربية الكثير من المال مقارنة بما تم إنفاقه في غزو العراق، وإذا كان العراق - رغم ما حل به - قد تمكن من تشكيل حكومة وجيش، فإن دولاً عربية أخرى مثل ليبيا قد انهارت وفشلت وتمزقت!
لقد تمت استباحة الوطن العربي، عسكرياًّ تارة عبر غزو العراق، وفكرياًّ تارة أخرى عبر موجة ما يسمى "الربيع العربي"، ومما لا شك فيه، فإن غزواً جديداً وربما من نوع آخر يتم التحضير له في مكان ما، ويتم تفصيله بعناية فائقة، وخصوصاً أن دولاً عربية مثل مصر ودول الخليج المتحالفة ضد الإرهاب، قد صمدت وصدت الغزو الجديد، وباتت تساعد دولاً أخرى في الصمود والنهوض مجدداً، تماماً كما يفعل التحالف العربي في اليمن.
لكن يبقى أنه قد بات من الضروري ألا تقف هذه الدول المتحالفة ضد الإرهاب لتمارس رد الفعل على ما يُحاك للوطن العربي، إذ لا بد من الهرولة نحو الإرهاب أينما كان، واستهدافه ومن يقف خلفه في عقر دارهما.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة