لهيب الغضب وسوط قمع مليشيات إيران يشعلان البصرة
أعمدة دخان تحجب الرؤية، وأصوات أعيرة نارية ومعتصمون جاثون على الأرض تحت أقدام عناصر أمنية، هذا هو المشهد صباح السبت في مدينة البصرة.
نيران تملأ الأفق وأعمدة دخان تحجب الرؤية، وأصوات أعيرة نارية، ومعتصمون جاثون على الأرض تحت أقدام عناصر أمنية، وصيحات فزع من هنا وهناك وهاشتاقات نجدة تملأ مواقع التواصل، وفيديوهات وصور صادمة توثق لحظات الاعتداء الغاشم.
هذا هو المشهد صباح اليوم السبت في مدينة البصرة جنوبي العراق، حيث يعتصم محتجون منذ أيام استجابة لدعوة وجهت إليهم من متظاهري الناصرية في إعلان العصيان المدني التام لحين الاستجابة لمطالبهم.
بالأمس القريب، حصل المحتجون على تطمينات من قائد برتبة عميد في الجيش العراقي بأن اعتصامهم في أمان، وأن أحدا لن يفضه بالقوة، قبل أن تفاجئهم قوات "الصدمة" الحكومية فجر السبت، وتقتحم ساحتهم وتعتقل المتظاهرين بأوامر من محافظ المدينة أسعد العيداني، وفق ناشطين.
وبحسب فيديوهات متداولة، وتغريدات وتدوينات عبر مواقع التواصل، وصلت ساحة الاعتصام قوة على متن أكثر من 80 سيارة، بزعامة علي مشاري عضو مليشيا كتائب حزب الله العراقي، وأضرمت النار في الخيام، واعتقلت متظاهرين ولم ينجُ حتى الفارين الذين حوصروا في أبنية مجاورة فتحت أبوابها لإيواء المعتصمين.
واستنكر رواد مواقع التواصل عملية فض اعتصام البصرة بالقوة من قبل مليشيات إيران، وبمباركة من محافظ المدينة الذي يعتبر ذيل طهران بالبلاد، خصوصا أن المداهمة تأتي بعد يوم واحد من توجيه قائد عمليات البصرة الفريق الركن قاسم نزال بنزول الجيش إلى الشارع لتأمين المحيط الخارجي لوجود المتظاهرين السلميين، ومنع دخول المندسين والمخربين ومثيري الشغب إلى ساحات الاعتصام.
وشهدت البصرة، الخميس الماضي، يوما داميا عندما قتل 6 متظاهرين في الاحتجاجات التي تشهدها المدينة، واتهم النشطاء مشاري والعيداني بعملية اغتيال المتظاهرين قرب ساحة الاعتصام.
ويواصل المتظاهرون العراقيون، منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، احتجاجاتهم في العاصمة بغداد ومحافظات الوسط والجنوب، رافعين مطالب تغيير الحكومة، وإجراء انتخابات مبكرة تحت إشراف دولي.
البصرة.. المدينة التي تخشاها إيران
مدينة غنية بالنفط وتعد المنفذ البحري الوحيد للعراق، كما أنها تعد مهد الحركة الاحتجاجية بالبلاد منذ 2018، وما يجري حاليا في مختلف المدن ليس إلا استنساخا لما حصل في البصرة قبل عام.
غير أن السؤال الذي لطالما ظل عالقا بالأذهان هو كيف يركز متظاهرو محافظة ذات أغلبية شيعية على التنديد بإيران وبنفوذها الواسع ودورها الكبير في العراق، حتى إنهم استهدفوا بشعاراتهم قائد "فيلق القدس" السابق في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني للعراق، والمرشد علي خامنئي؟
الإجابة تكمن في أن طهران تنظر للمدينة النفطية كرؤيتها للعراق بشكل عام، حيث ترى أن دعم سياسة العنف والمليشيات سيمنحانها تذكرة بسط سيطرتها على البلاد، خصوصا البصرة.
كما أن إيران لديها ثأر مع شباب البصرة الذي أحرق قنصليتها وكسر شوكتها في معقلها وأحرجها بشكل لافت، وهذا ما يفسر إرسال مليشياتها فجر اليوم السبت للانتقام ممن رفعوا "لا" مهينة بوجهها.
aXA6IDMuMTYuODIuMTgyIA== جزيرة ام اند امز