"التايمز": خصوم العبادي يستثمرون احتجاجات البصرة للإطاحة به
رئيس الوزراء العراقي يواجه دعوات متزايدة للاستقالة بعد مقتل 13 شخصا على الأقل خلال أسبوع من الاحتجاجات.
يواجه رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي دعوات متزايدة بالاستقالة بعد مقتل 13 شخصا على الأقل خلال أسبوع من الاحتجاجات التي تشهدها مدينة البصرة، جراء البطالة وسوء الخدمات، والمطالبة بوقف النفوذ الإيراني في البلاد.
وفي تقرير نشرته صحيفة "التايمز" البريطانية، قالت إن العبادي حذر، الأحد، من أن الاحتجاجات يمكن أن تتحول إلى حرب شاملة.
وأمر العبادي بإجراء تحقيق مع قوات أمن المدينة، متهما إياها بعدم الوفاء بواجبها، في إشارة واضحة إلى الجنود الذين يستخدمون الذخيرة الحية ضد المتظاهرين، بعد إقالة قادة قوات الشرطة والعمليات في المدينة.
في المقابل، قال خصوم سياسيون إن المسؤولية تقع على العبادي وطالبوا بإقالته، ومنهم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي دعا العبادي إلى التنحي.
وتعارض كتلة "سائرون" التي يتزعمها الصدر، والتي حصلت على أكبر نسبة من الأصوات بعد انتخابات مايو/آيار الماضي، نفوذ طهران المتنامي في العراق، وتحالفت مع العبادي بعد الانتخابات.
ورجحت الصحيفة أن الصدر يتحرك في الوقت الراهن ضد شاغل منصب رئيس الوزراء الحالي ليظهر نفسه باعتباره اللاعب الرئيسي في بغداد.
وبالمثل، دعا هادي العامري، زعيم منظمة "بدر" الطائفية، ومهندس الكتلة الموالية لإيران في البرلمان العراقي، إلى استقالة العبادي الذي يتخذ موقفا أقل تجاوبا تجاه إيران من سلفه، نوري المالكي.
وساد هدوء حذر في البصرة، الأحد، حيث وافق المتظاهرون على إيقاف تظاهراتهم مؤقتاً، لكنهم قالوا إنهم سيعودون ما لم تتم تلبية مطالبهم، وقال نقيب اللعيبي، وهو أحد الناشطين: "سنعلق الاحتجاجات لتجنب الدماء وسنعود بنهج جديد. لن نستسلم."
وتوقعت الصحيفة أن ما بدأ في يوليو/ تموز باعتباره احتجاجات ضد الخدمات العامة الرديئة والفساد الحكومي يبدو معرضا لخطر التحول إلى صراع فئوي في البلد الهش.
وقالت الصحيفة إنه في ظل عدم تشكيل الحكومة حتى الآن بعد الانتخابات، يبدو أن منافسي العبادي يستغلون الفرصة لإقالته، لافتة إلى أن الاحتجاجات تزيد حدة الشقاق بين العراقيين، والذي تغذيه إيران بشكل طائفي.
وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ الإطاحة بالرئيس الراحل صدام حسين، عام 2003، وسعت طهران نفوذها في بغداد، كما أنها تسيطر على العديد من المليشيات التي شاركت في الحرب ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.