دعوة لإضراب عام بالعراق.. وإيران تضغط لتمرير مرشحها للحكومة
المتظاهرون يعلنون رفضهم ترشيح السياسي محمد شياع السوداني، المقرب من إيران، رئيسا للوزراء خلفا لعادل عبدالمهدي
دعت اللجنة المنظمة للمظاهرات في ساحة التحرير بوسط بغداد، مساء السبت، العراقيين بكل المحافظات باستثناء إقليم كردستان إلى الإضراب العام عن الدوام، الأحد، وسط ضغوط من إيران لتمرير مرشحها لرئاسة الوزراء.
- مخاوف من ارتفاع وتيرة خطف وقتل المحتجين العراقيين
- اشتباكات ليلية بين المتظاهرين وقوات الأمن العراقية بكربلاء
وأعلن المتظاهرون، السبت، رفضهم ترشيح السياسي محمد شياع السوداني المقرب من إيران رئيسا للوزراء، بعد أن كشفت التسريبات تقديم الأحزاب ومليشيات الحشد الشعبي اسمه ليكون رئيسا للحكومة العراقية، خلفا لرئيس الوزراء المستقيل عادل عبدالمهدي.
ورفع المتظاهرون في ساحة التحرير شعار "كلا كلا للسوداني"، وأضرموا النيران في صوره، وعلقوا لافتات كبيرة تحمل صور السوداني ونوري المالكي زعيم حزب الدعوة، الذي ينتمي إليه السوداني، ووضعوا علامة "خطأ" كبيرة على وجهيهما.
ورغم إعلان السوداني، السبت، عبر حسابه في "تويتر" استقالته من قيادة حزب الدعوة ومن الحزب، إلا أن فشله في كل المناصب خلال السنوات الماضية وقربه من نوري المالكي دفع بالمتظاهرين إلى رفضه رفضا قاطعا.
وشددت اللجنة المنظمة للمظاهرات، في بيان، على أن "الإضراب سيستمر حتى إسقاط الحكومة"، مؤكدة أن "الإضراب العام هو السبيل الوحيد لإنهاء العملية السياسية الحالية وتنفيذ كل مطالب المتظاهرين".
وقالت الناشطة المدنية أسيل حيدر، المشاركة في المظاهرات ببغداد "نتمنى أن يستجيب الجميع لنداء الإضراب، كي نتخلص من هذه الطبقة السياسية التي كلما بقت في السلطة كلما استخدمت طرقا جديدة لإنهاء المظاهرات والالتفاف عليها وقمعها، بدعم من النظام الإيراني".
وتزامنا مع المظاهرات الرافضة لترشيح محمد شياع السوداني لرئاسة الوزراء حشدت مليشيا عصائب أهل الحق التابعة لإيران أنصارها في ساحة الفردوس القريبة من ساحة التحرير، وسط إجراءات أمنية مشددة وقطع للطرق المؤدية إلى الساحة.
ورفع أنصار العصائب شعارات مناهضة للولايات المتحدة الأمريكية، واستنكروا إدراج اسم زعيم المليشيا الإرهابي قيس الخزعلي وشقيقه ليث على لائحة العقوبات الدولية من قبل واشنطن.
كما نددوا بالمظاهرات والاحتجاجات المطالبة بإنهاء النفوذ الإيراني، واتهموا المتظاهرين العراقيين المطالبين بتغيير العملية السياسية وإنهاء وجود إيران في العراق بالعمالة.
وهاجمت مليشيات الحشد الشعبي التابعة لإيران والقوات الأمنية العراقية، مساء السبت، المتظاهرين في ساحة الوثبة، واستخدمت الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع لتفريقهم.
وأسفر الهجوم عن إصابة أكثر من ١٠ متظاهرين بجروح وحالات اختناق، حسب مصادر طبية موجودة في ساحة التحرير، التي قدمت الإسعافات الأولية للجرحى.
وتنتهي، الإثنين، المدة المحددة لرئيس الجمهورية العراقي برهم صالح دستوريا لتكليف شخصية عراقية ليتولى منصب رئيس الحكومة المقبلة، وسط ضغوط إيرانية لترشيح شخصية تابعة لحزب الدعوة أو مليشيات الحشد الشعبي لتولي المنصب ورفض من المتظاهرين لأي مرشح تدعمه أحزاب السلطة والمليشيات.
وكشف سياسي عراقي بارز لـ"العين الإخبارية" "أن الإرهابي قاسم سليماني قائد فيلق القدس جناح الحرس الثوري الإيراني الخارجي يحاول تمرير السوداني لتسلم رئاسة الحكومة العراقية خلفا لعبدالمهدي، وأن سليماني في بغداد".
وأضاف "سليماني أجرى اجتماعات مكثفة مع رئيس الجمهورية برهم صالح والقادة السياسيين، وأبلغهم أن يمرروا السوداني رغما عن الشارع".
وأشار إلى أن "رفض الشارع العراقي للسوداني قد يحول دون تكليف الأخير برئاسة الوزراء، وقد ترشح شخصية بديلة من حزب الدعوة في اللحظات الأخيرة دون أن يكشف عنها".
وحذر السياسي الشارع العراقي من محاولة إيرانية جديدة لتمرير أسماء أخرى، ربما قد ترشح على أنها مستقلة من داخل المظاهرات، ومن قبل المتظاهرين المندسين التابعين للأحزاب والمليشيات الذي تمكنوا من الاختلاط مع المتظاهرين، مشددا على ضرورة معرفة تفاصيل الشخصيات التي سترشح خلال الأيام المقبلة من داخل المتظاهرين.
ويتداول متظاهرون وناشطون عراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي عددا من الأسماء لتكون مرشحة لرئاسة الوزراء، فيما إذا حصلت على الدعم الكامل من ساحات التظاهر في عموم العراق.
ومن أبرز هذه الأسماء الفريق عبدالوهاب الساعدي والدكتور سنان الشبيبي والفريق المتقاعد عبدالغني الأسدي والدكتور محمد توفيق علاوي والقاضي رحيم العكيلي وأسماء أخرى.
aXA6IDMuMTI5LjI0OS4xNzAg جزيرة ام اند امز