انتخابات العراق.. احتفالات قبل الأوان والتغيير مؤجل
ما إن أُغلقت صناديق الاقتراع في العراق، ولاحت النتائج الأولية غير الرسمية في فضاء الإنترنت، حتى بدأت ترتسم خارطة المتأهلين.
ورغم أن مفوضية الانتخابات لم تعلن حتى الآن عن أسماء التحالفات والكتل والقوائم المنفردة الفائزة في الانتخابات المبكرة التي سجلت نسبة مشاركة 41%، فإن الأرقام التي ترشح من بعض المصادر تضع تصوراً لأصحاب الحظوظ العالية والفقيرة.
وقبيل ساعات من موعد مرتقب لمفوضية الانتخابات تعلن من خلاله رسمياً عن الفائزين في الانتخابات البرلمانية التي جرت أمس الأحد، تشهد العديد من مناطق بغداد والمدن الأخرى احتفالات عبر تجمعات وأرتال سيارات تجوب الشوارع احتفاء بفوز مرشحين.
وبحسب التسريبات الأولية لمكاتب المفوضية ودوائر مرشحين، تشير النتائج الأولية إلى أن الحظوظ الثقيلة تنحسر عند ثلاثة أطراف شيعية وطرفين من الُسنة.
وكشفت تقارير غير رسمية عن تقدم كتلة الصدر على بقية القوى المنافسة بتقديرات تصل إلى 65 مقعدا نيابيا في عموم العراق، فيما يلاحقه بفارق كبير كل من تحالف "دولة القانون" بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، و"الفتح" الذي يضم بعض القوى السياسية ذات الأجنحة المسلحة، إضافة إلى تحالف "القوى الوطنية" الذي يضم الحكيم ورئيس الحكومة السابق حيدر العبادي.
ولم تأت النتائج المسربة بفارق كبير عن المتوقع في مزاج الشارع العراقي، والتي تكهنت بوصول تلك القوى مع اختلاف تراتبية الاثقال.
يأتي ذلك في وقت دعا فيه مقتدى الصدر زعيم الكتلة الصدرية أنصاره إلى الاستعداد لاحتفال كبير بمناسبة تحقق "الفوز الكاسح"، فيما جاء حديث نوري المالكي عن حزم الأمتعة والتحرك صوب تشكيل الكتلة الأكبر.
وفي مفارقة تُحسب لانتخابات أكتوبر/تشرين الأول، التي جاءت استجابة لغضب جماهيري عارم، استطاعت قوى تشرينية قطع تذكرة مرور وسط القوى التقليدية المسيطرة على المشهد، بالحصول على أصوات تؤهلها للظفر بأربعة مقاعد بحسب تقديرات غير رسمية.
وأمس ليلاً، تجمع جمهور غفير عند ساحة الحبوبي، وسط مدينة الناصرية، المحرك الأكبر لمظاهرات العراق، للاحتفال برئيس حركة "امتداد"، علاء الركابي الذي اعتبر ما حصل في الانتخابات التشريعية "انتصاراً لأبنائنا"، في إشارة إلى الشباب المتظاهرين الذي سقطوا في احتجاجات أكتوبر وما تلاها.
ويقول المحلل السياسي ، واثق الجابري، لـ"العين الإخبارية"، إن "النتائج المسربة لغاية الآن تؤشر على مشهد عراقي مختلف قد لا يكون بمستوى الطموح ولكن يمكن التعويل عليه مستقبلاً".
ورأى الجابري أن "احتجاجات أكتوبر تركت بصماتها على اقتراع 2021، وكان ذلك واضحاً في طبيعة الإجراءات المتبعة في تنفيذ الانتخابات وليس انتهاءً ببوصلة الناخب نحو صناديق الاقتراع".
في المقابل، يجري الحديث عن فوز كاسح لتحالف "تقدم"، الذي يترأسه رئيس مجلس النواب المنحل محمد الحلبوسي في مناطق الأنبار وصلاح الدين وبعض مناطق نينوى وديالى، فيما تتحدث حركة "عزم"، برئاسة السياسي ورجل الأعمال خميس الخنجر، عن تحقيقها نصر مماثل.
ويضم تحالف الحلبوسي والخنجر أغلب الشخصيات السياسية السنية التي كان لها حضوراً في الحاضر السياسي ما بعد 2003، مع نسب تحديث ليست بالكبيرة بدخول لاعبين جدد.
وتلاحق التحالفين قوى سياسية سنية أخرى مع فوارق كبيرة في الأحجام والأوزان من بينها التحالف الذي يترأسه رئيس مجلس النواب السابق محمود المشهداني، فضلاً عن قوائم انتخابية على مستوى مناطقي ومحلي.
وفي المشهد الكردي، لم يختلف الأمر كثيراً، حيث تقاسم الحزب الديمقراطي الكردستاني في أربيل والاتحاد الوطني في السليمانية أصوات الناخبين بحسب معطيات أولية.
إلا أن جديد المشهد الكردي دخول تكتل الجيل الجديد الذي تشير البيانات الأولية إلى دخوله كلاعب مهم بعد حصاده عدد من المقاعد النيابية.
وإذا ما تطابقت تلك التسريبات مع النتائج الرسمية التي سوف تفصح عنه مفوضية الانتخابات بعد ساعات، فإنه من المرجح أن يعيد العراق المشهد السابق على الانتخابات ما يعني أن التغيير مؤجل إلى حين.