إن ملامح النهاية قد بدأت بهذه الانتفاضة العراقية العربية الأبية التي تحتاج إلى دعم عربي كبير لكي تلقن العقل الإيراني درساً قوياً
أي ميكروب يتسلل إلى التكوين الطبيعي للجسد لا بد أن يواجه بأجسام مضادة تلقائية تحاول مقاومته للقضاء عليه، إنها فطرة وطبيعة إعجازية أوجدها الخالق في خلقه، هذه الظاهرة المناعية تنسحب أيضاً على المجتمعات والشعوب التي يهاجمها الغرباء عنها ويريدون أن يصبحوا جزءاً من تكوينها ونسيجها الطبيعي، فمهما طال الزمن فإن جهاز المناعة يستمر في المقاومة لينتصر في النهاية. فتشوا عن المستعمرين الذين احتلوا بلدانا عبر التأريخ لتجدوا أنهم رغم قوتهم وجبروتهم استسلموا في النهاية أمام إرادة الشعوب ووطنيتها وجهادها للحفاظ على قوميتها.
إن ملامح النهاية قد بدأت بهذه الانتفاضة العراقية العربية الأبية التي تحتاج إلى دعم عربي كبير لكي تلقن العقل الإيراني المتعجرف درساً قوياً يجبره على العودة إلى حجمه الطبيعي وحدوده التي لا يستطيع تجاوزها
ما يحدث في العراق الآن هو مثال على هذه المقاومة الطبيعية الفطرية ضد الوجود الإيراني الذي ظن أنه بسط نفوذه بشكل كامل ونهائي على بلد عربي وأصبح يتحكم في كل مفاصله ويديره كما يشاء. لم تعد العقلية الاستعمارية موجودة في هذه الفترة من التأريخ وبهذه الفلسفة إلا لدى ملالي الفرس الذين تعبث في جماجمهم ثارات التأريخ القديم وأوهام استعادة الماضي وفيروسات الانتقام من القومية العربية، يتضح ذلك من نبرة الزهو عندما يردد نظام إيران أنه أصبح يحتل أربع عواصم عربية، ويعتقد أنه أصبح أمراً واقعاً فيها لا مناص من التعايش معه.
ذلك وهم كبير يعيشه هذا النظام الأخرق، فالعراق الذي بسطت إيران وجودها فيه بشكل كبير نتيجة مخطط خارجي دولي ساعد في تنفيذه عملاء الداخل، يعيش منذ أيام انتفاضة شعبية تتزايد وتنتشر بعزم وإصرار للخروج من شرنقة البؤس التي تخنق بلداً كان من أجمل البلدان وأكثرها حضارة، وقد بدأت هذه الشرنقة عندما قامر به حاكم متهور اعتقد العراقيون بعد ذهابه أن وطنهم سيعود إلى عافيته لكنه وقع ضحية الوباء الإيراني بمساعدة الخونة.
لا يمكن أن يستمر الفيروس الإيراني في الجسد العراقي مهما كانت شراسته ومهما طال وجوده. إن ملامح النهاية قد بدأت بهذه الانتفاضة العراقية العربية الأبية التي تحتاج إلى دعم عربي كبير لكي تلقن العقل الإيراني المتعجرف درساً قوياً يجبره على العودة إلى حجمه الطبيعي وحدوده التي لا يستطيع تجاوزها.
* للشاعر العراقي عبدالرزاق عبد الواحد:
يا سيّدي.. يا عراق الأرض.. يا وطني
يا زهوَ عمريَ مُذْ رنَّتْ جلاجيلي
ومُذْ درَجتُ ولي طوقٌ أُدحرجُهُ
وصوتُ أُمّيَ من خلفي يُغنّي لي
هل فاتَنا العمرُ حتى صار يُخجلنا
هذا التَّذكُّرُ حتى في الأقاويلِ؟
نقلاً عن "عكاظ"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة