ذي قار العراقية.. الاحتجاجات تتجدد والأمن يستخدم الرصاص الحي
تجددت الاحتجاجات في محافظة ذي قار العراقية، الثلاثاء، غداة ليلة دامية أسفرت عن قتيلين وإصابات بصفوف الأمن والمتظاهرين.
ووفق مراسل "العين الإخبارية"، تجمع العشرات من المتظاهرين الغاضبين، منذ الساعات الأولى من صباح اليوم، أمام مبنى المحافظة (جنوب)، وجددوا مطالبهم بإقالة المحافظ ناظم الوائلي، وإزاحة الفاسدين عن المؤسسات الحكومية.
ولم تمنع إجراءات الحظر التي فرضتها السلطات الأمنية الليلة الماضية، من كبح حركة المحتجين وعودة تدفقهم نحو منصات التظاهر.
وبعد ساعات من انطلاق تظاهرات اليوم، صعد بعض المحتجين من وسائل التعبير الغاضبة، عبر قطع جسر النصر قرب ساحة الحبوبي بمدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار، وحرق إطارات السيارات .
وذكر مصدر لـ"العين الإخبارية"، أن اشتباكات اندلعت بين محتجين والقوات الأمنية قرب مبنى المحافظة، فيما استخدم الأمن الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين على جسر النصر وسط المحافظة.
وفي وقت سابق الثلاثاء، علق محافظ ذي قار، ناظم الوائلي، على الأحداث الأخيرة التي شهدتها المحافظة، وقال في بيان تلقت "العين الإخبارية"، نسخة منه: "يا أبناء محافظة ذي قار الكرام قد واكبتم جميعاً مرحلة التظاهرات السلمية المطالبة بالحقوق الشرعية، وساندتم أبناءكم المتظاهرين ودعمتم مطالبهم المشروعة".
وتابع: "ونحن بدورنا دافعنا عنهم في المحافل الخاصة والعامة، وكانت جل مطالبهم تصب في مصلحة الوطن والمواطن وقد تحقق أغلب ما كانوا يصبون إليه وبذلوا من أجل ذلك دماء طاهرة كريمة".
ومستدركا: "إلا أن ما حصل من أحداث أخيرة لا يمت للتظاهرات الحقيقية بصلة، ولا يمثل المتظاهرين السلميين ومطالبهم الحق، حيث تجمعت مجموعة من الشبان المغرر بهم من قبل أصحاب المصالح وتجار الدم الذين لا يريدون الاستقرار والأمن لهذه المدينة التي عانت الأمرين".
وارتفعت حصيلة الصدامات بين المتظاهرين والقوات الأمنية في ذي قار، مساء أمس، إلى نحو 20 جريحاً، فيما أكدت مصادر طبية وفاة متظاهرين اثنين متأثرين بإصابات بالغة.
وذكرت مصادر في صحة ذي قار، أن "متظاهرين اثنين توفيا إثر إصابات بالغة خلال المصادمات مع القوات الأمنية، فيما أصيب 6 آخرين، علاوة على إصابة 12 عنصراً امنياً خلال الصدامات بالحجارة والكدمات".
وشكلت محافظة ذي قار، طوال السنوات العشر الأخيرة، المعقل الأكبر للحركات الاحتجاجية في محافظات جنوبي العراق، وغالبا ما كانت تمتد من خلالها التظاهرات باتجاه باقي المدن.
ويشهد العراق، منذ نحو أكثر من عام، احتجاجات تندد بتردي الواقع السياسي والخدماتي، وتدني الأحوال المعاشية والاقتصادية في البلاد، في غضب تمكن من دفع حكومة عادل عبد المهدي إلى الاستقالة.