وزير داخلية أردوغان يشعل الغضب ضد تركيا.. وعراقيون: بلادنا عصية عليكم
أثار تصريح وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، أمس، بشأن اجتياح العراق وسوريا "سيراً" على الأقدام، ردود فعل نيابية غاضبة ببغداد.
ووصف نواب عراقيون تصريحات وزير الداخلية بأنها "تعد على السيادة"، مطالبين بغداد باتخاذ موقف في مواجهة أنقرة وسياساتها العدائية.
وكان صويلو، تحدث أمس الأربعاء خلال مهرجان أقيم في مدينة شرناق التركية، قائلا إن "الأيام التي نذهب فيها إلى العراق وسوريا سيراً على الأقدام من هنا ليست بعيدة، فهي قريبة بإذن الله".
وعد عضو لجنة العلاقات الخارجية ورئيس لجنة الصداقة العراقية-التركية ظافر العاني، الخميس، تصريحات وزير الداخلية صويلو بأنها "تعد على سيادة العراق".
وقال العاني في بيان حصلت "العين الإخبارية"، على نسخة منه، إن "ما قاله وزير الداخلية التركي سليمان صويلو ينطوي على سياسة توسعية لا تخدم السلم في المنطقة، وهي تعد على سيادة العراق".
وأضاف العاني "كنا ننتظر من تركيا الجارة موقفا يعزز استقرار العراق لا أن يزيده اضطرابا".
من جهته، قال النائب رعد حسين إن "السيادة العراقية فوق كل الاعتبارات، وموقفنا ثابت، تجاه ذلك الأمر"، مضيفا "أننا نتقاطع مع أي دولة من دول الجوار أو دول الإقليم في حال لم تتعامل مع العراق بإيجابية".
وأكد حسين أن تصريح وزير الداخلية التركي "غير مقبول ومردود، وسواء صدر من تركيا أو من غيرها، وهيهات لها أن تتعدى على شبر من العراق".
بينما أشار عضو مجلس النواب كاظم فنجان الحمامي إلى أن "الاستفزازت التركية لم تكن الأولى، التي يصرح بها المسؤولون الأتراك، فوزير الدفاع التركي دخل متبختراً إلى داخل الأراضي العراقية، كما قامت القوات التركية بجرف الغابات العراقية".
وقال الحمامي إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والحكومة التركية يتصورون أن "العراق ودول الجوار خاضعة للدولة العثمانية السابقة، ويتخيلون ذلك".
وشدد الحمامي خلال تصريح تابعته "العين الإخبارية"، على أن"تركيا في حاجة إلى ردود أفعال عراقية قوية، والحكومة لم تتعامل مع هذه التصريحات حسب قوتها، ولم يخرج أي وزير سواء في الحكومة العراقية أو حكومة إقليم كوردستان بالرد على هذه التصريحات التركية"، مرجحاً أن "التصريحات التركية تكون أقوى يوماً بعد يوم".
وكانت تركيا أطلقت في 23 أبريل/نيسان الماضي عملية عسكرية جويّة وبريّة شمالي العراق، تحت مسمى "مخلب البرق-الصاعقة"، استطاعت من خلالها دخول 12 موقعاً عسكريا في مناطق إقليم كردستان شمال البلد الأول.
وبعيد أيام من انطلاق تلك العملية، زار وزير الدفاع التركي خلوصي آكار قطعاته العسكرية شمالي العراق دون أخذ أي موافقات بدخول الأراضي العراقية، وكشف حينها عن نية أنقرة توسيع عدد القواعد العسكرية هناك.
وتسبّبت العملية العسكرية التركية بنزوح سكان ست قرى، وتركت نحو 100 عائلة منازلها، إلى جانب أضرار ماديّة فادحة.
وبحسب مسؤول محلي في قضاء العمادية التابعة لمحافظة دهوك، تسببت العمليات العسكرية التركية الأخيرة بإلحاق خسائر مادية كبيرة في المناطق التي استهدفتها تقدر بنحو 600 مليار دينار، أي ما يعادل 500 مليون دولار.
واستبقت تركيا عمليتها العسكرية الأخيرة بسلسلة من العمليات شمالي العراق، بدأتها في يونيو/حزيران 2020، تحت ذريعة ملاحقة حزب العمال الكردستاني المعارض لنظام أنقرة.
ومنذ يونيو/حزيران 2020 وحتى مايو/أيار 2021، سلم العراق السفير التركي ثلاث مذكرات احتجاج على التدخلات التركية شمالي البلاد وانتهاك مواثيق حسن الجوار.
ورغم تهديد بغداد بتدويل تلك الخروقات، فإن أنقرة تواصل شن عملياتها العسكرية وتتقدم بعمق داخل الأراضي العراقية.