ذي قار.. محافظة تاريخية ثائرة لأجل عراق جديد
محافظة ذي قار العراقية شهدت اشتباكات دامية أسفرت عن مقتل نحو 32 متظاهرا جراء إطلاق قوات الأمن الرصاص الحي وقنابل الغاز على المحتجين
على مدار يومين شهدت محافظة "ذي قار" جنوبي العراق أعمال عنف غير مسبوقة على خلفية الاحتجاجات التي يشهدها العراق منذ مطلع أكتوبر/تشرين الثاني الماضي.
- الصدر: استقالة رئيس الوزراء العراقي ستكون أولى ثمار الثورة
- 15 قتيلا في الناصرية.. وألمانيا تدعو العراق لضبط النفس
أسفرت انتفاضة ذي قار عن سقوط عشرات القتلى والمصابين في أحداث رجح متابعون أن تمثل نقطة تحول في الاحتجاجات ضد السلطات العراقية وضد النفوذ الإيراني في العراق.
وشهدت محافظة ذي قار، الخميس، اشتباكات دامية أسفرت عن مقتل نحو 32 متظاهراً جراء إطلاق قوات الأمن الرصاص الحي وقنابل الغاز على المحتجين، وفق مصادر طبية.
ويطالب المتظاهرون في العراق، منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بإصلاح النظام السياسي وتغيير كامل لطبقتهم الحاكمة التي يعدّونها فاسدة ووقف النفوذ الإيراني ببلادهم.
وأعلنت مصادر من الشرطة ومستشفيات في العراق، الجمعة، أن عدد قتلى الاحتجاجات التي اندلعت في معظم المدن منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي تجاوز 408 معظمهم من المتظاهرين العزل.
وقالت مصادر في مستشفيات إن أشخاصا عدة قضوا متأثرين بجروح أصيبوا بها في اشتباكات الخميس مع قوات الأمن في مدينة الناصرية الجنوبية، ما يرفع عدد القتلى إلى 46 على الأقل بالمدينة ولـ408 في شتى أنحاء العراق.
تاريخ ذي قار
محافظة ذي قار هي إحدى المحافظات العراقية وسميت نسبة لمعركة ذي قار الشهيرة بين الفرس والعرب قبل الإسلام التي وقعت فيها.
يقدر عدد سكان المحافظة بأكثر من مليونين نسمة، وهم ذو أغلبية شيعية إضافة إلى أقليات من السنة والصابئة، كما تضم العديد من القبائل العربية من البدو والحضر، إضافة إلى تواجد عرب الأهوار في منطقة الأهوار وأقلية كردية.
في بداية تأسيسها عرفت باسم لواء المنتفك (المنتفج باللهجة الجنوبية) ثم في العهد الجمهوري أصبح اسمها لواء الناصرية، وفي سنة 1969 بدل اسمها إلى محافظة ذي قار عندما قام حزب البعث في تلك الفترة بتغيير أسماء المحافظات العراقية، فصار اسم محافظة الناصرية هو محافظة ذي قار.
وكان هذا الاسم نسبة إلى الواقعة التاريخية التي حدثت بين العرب والفرس قبل الإسلام في هذه البقعة الجغرافية التي كانت فيها عيون ماء عذبة تسمى عيون ذي قار، والدلائل التاريخية تشير إلى أن هذا الاسم موجود لهذه المنطقة منذ القدم.
في بداية التأسيس كانت الصحراء الجنوبية للعراق تقع ضمن هذه المحافظة، إلا أنه في سنة 1970 أضيفت الصحراء إلى محافظة المثنى ومركزها السماوة التي تأسست حديثاً.
تضم المحافظة تجمعات ومواقع أثرية تعود إلى (5000) سنة مضت، وتوجد فيها مدينة أور القديمة، وهي الأرض التي كانت يسكنها السومريون والأكديون وغيرهم التي ولد فيها إبراهيم الخليل، والناصرية من المحافظات العراقية التي أخرجت أدباء ووزراء والعديد من المطربين.
ويعد أبناؤها مصدر نشأة الأفكار القومية والشيوعية. ومن مدنها الشطرة، البطحاء (التي حدثت فيها معركة ذي قار وتسمى ببطحاء ذي قار) والرفاعي، سوق الشيوخ، الغراف، قلعة سكر، الجبايش، ناحية الفجر.
تاريخ المنطقة
سميت ذي قار لأنها تحتوي في أرضها على مادة القار، وسميت ذات القار لكثرة استعمال القار في أبنيتها، وليس كما يذكر نسبة إلى معركة ذي قار، فالمعركة أخذت اسمها من المنطقة وليس العكس فهي بلاد سومر في العصور القديمة، وواسط أيام الدولة الأموية، ثم البطائح في العصر العباسي، فالمنتفق في العهد العثماني نسبة إلى المنتفق بن عامر بن عقيل بن كعيب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.
مساجد وحسينيات
تحتوي محافظة ذي قار في العراق على عدد كبير من الجوامع والمراقد والمواكب والمساجد التراثية والأثرية القديمة التي يرجع تاريخ بنائها إلى عهد الدولة العثمانية، وأدناه قائمة بأسماء عدد منها: جامع الشيخ عباس الكبير، وجامع فالح باشا الكبير، ومسجد فالح باشا الصغير، ومسجد معروف أغا، وجامع سوق الشيوخ، وحسينية سوق الشيوخ، وحسينية الهواشم، وحسينية الرسول الأعظم، وحسينية الإمام موسى الكاظم، وحسينية سيد الشهداء.
التقسيم الإداري
تضم محافظة ذي قار عددا من الأقضية والنواحي التابعة لها، ومنها قضاء الناصرية، وناحية الإصلاح، وقضاء الشطرة، وقضاء الرفاعي، وقضاء سوق الشيوخ، وقضاء الجبايش.... إلخ، كما تجاورها محافظات: البصرة، ميسان، واسط، المثنى، والقادسية.
ويتمتع في المحافظة العراقيون بحقهم في حياة كريمة، وتضم عددا من الجامعات، وهي: جامعة ذي قار، جامعة العين، جامعة سومر، الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا الأهلية، وكلية مزايا الأهلية.
aXA6IDMuMTQ0LjkwLjIzNiA= جزيرة ام اند امز