صحف غربية: أحداث "ذي قار" نقطة تحول في الاحتجاجات العراقية
موجة العنف الأخيرة أكدت التحديات الكبيرة التي تواجهها السلطات بسبب معدلات البطالة المرتفعة والفساد والخدمات الحكومية المتردية
اعتبرت صحف غربية أن أعمال العنف التي شهدتها محافظة "ذي قار"، جنوبي العراق، أمس، وأسفرت عن عشرات القتلى تعد نقطة تحول في الاحتجاجات ضد السلطات المدعومة من طهران.
- الأمم المتحدة تدعو بغداد لضبط النفس وحماية المتظاهرين
- استقالة محافظ ذي قار العراقية من منصبه على خلفية تصاعد أعمال العنف
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن موجة العنف الأخيرة أكدت التحديات الكبيرة التي تواجهها السلطات بسبب معدلات البطالة المرتفعة والفساد والخدمات الحكومية المتردية في بلد غني بالنفط، فضلًا عن جر طهران لتلك الاضطرابات؛ خصوصا أنها داعم رئيسي للحكومة وتتمتع بسلطة كبيرة على المليشيات الطائفية المحلية.
في العاصمة بغداد، حاول المتظاهرون السيطرة على الجسور المؤدية إلى المنطقة الخضراء. وفي النجف، تسبب الحصار بالإطارات المشتعلة في قطع أجزاء من المدينة.
لكن في الناصرية بمحافظة ذي قار (جنوب)، أصبحت المواجهات مميتة؛ إذ أطلقت قوات الأمن النار على محتجين كانوا قد تجمعوا على أحد الجسور صباح الخميس.
وقالت لين معلوف، مديرة البحوث للشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية، إن المشاهد من الناصرية أشبه بمنطقة حرب شوارع.
وفي النجف، أمرت الحكومة بفرض حظر تجوال بعد إشعال المحتجين النيران في القنصلية الإيرانية، في أعقاب هجوم آخر على القنصلية الإيرانية في كربلاء في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني.
وأفادت وكالة "رويترز" بتشكيل الحكومة العراقية "خلايا أزمة" في عدة محافظات بهدف إدارة الأزمة. وبحسب بيان للجيش، فإن تلك الخلايا ستكون برئاسة المحافظين، وستتضمن أيضا قيادات من الجيش سيكونون مسؤولين عن قوات الأمن المحلية.
وفي صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، سلط تقرير منشور عبر موقعها الضوء على تصاعد العنف في البلاد وسط حملات قمعية استهدفت المحتجين والصحافة.
وأشارت الصحيفة إلى فتح قوات الأمن النار على المحتجين في جنوب العراق، الخميس، أثناء سعيها لقمع عنف بدأ بالهجوم على القنصلية الإيرانية في النجف.
وعلى مدار اليوم، تركزت أعمال العنف في مدينة الناصرية، التي كانت الحكومة قد أرسلت إليها، الأربعاء، مزيدا من القوات لمحاولة وقف ما أصبح اشتباكات يومية هناك.
وذكرت الصحيفة أن الهجمات والاضطرابات هي جزء من سلسلة احتجاجات مناهضة للحكومة اندلعت خلال الأسابيع الأخيرة في لبنان والعراق؛ حيث استهدف المحتجون المؤسسات الحكومية وشخصيات عسكرية تعتبر على صلة بإيران، مشيرة إلى أن تلك الدول سعت إيران لتوسيع نطاق نفوذها فيها منذ عام 2003.
أما صحيفة "الجارديان" البريطانية، فرأت أن رصاص قوات الأمن الذي أسقط 45 قتيلا على الأقل من المحتجين بعد إضرام النيران في القنصلية الإيرانية قد يمثل نقطة تحول في الاحتجاجات ضد السلطات المدعومة من طهران.
ورأت أن مقاطع الفيديو التي ظهر فيها المحتجون وهم يرددون هتافات خلال الليل بينما تصاعدت ألسنة اللهب من القنصلية كانت بمثابة لقطات مذهلة، خصوصا بعد مرور سنوات أصبح فيها النفوذ الإيراني بين الفئات الطائفية عاملا فاصلا في سياسة الشرق الأوسط.
وشهدت محافظة ذي قار (جنوب) أعمال عنف دامية أسفرت عن مقتل نحو 32 متظاهراً جراء إطلاق قوات الأمن الرصاص الحي وقنابل الغاز على المحتجين، وفق مصادر طبية.
ويطالب المتظاهرون في العراق، منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بإصلاح النظام السياسي وتغيير كامل لطبقتهم الحاكمة التي يعدّونها فاسدة ووقف النفوذ الإيراني ببلادهم.
وحسب آخر الإحصائيات، قُتل أكثر من 335 شخصا وأصيب 15 ألفا على الأقل بجروح، منذ بدء الاحتجاجات التي تُعَد الموجة الأكبر والأكثر دموية في البلاد منذ عقود، ضد فساد الطبقة السياسية، ويستخدم فيها الأمن والمليشيات الموالية لإيران قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي والمطاطي والقنابل الصوتية.
aXA6IDMuMTQ1LjguMTM5IA== جزيرة ام اند امز