مخرجات الانتخابات البرلمانية العراقية القادمة سوف تكون الفيصل في تحديد مستقبل النفوذ الإيراني في بلاد الرافدين.
أفصحت المرجعية العربية الشيعية بمدينة النجف العراقية عن موقفها تجاه الانتخابات البرلمانية العراقية المقبلة، حيث تحدث ممثل المرجع الديني آية الله علي السيستاني محذرا الشعب العراقي من إعادة انتخاب الفاسدين، سواء مَن تم تجريبهم أو مَن لم يتم تجريبهم من قبل الناخبين. وبات واضحا أن المرجعية العربية الشيعية في العراق لا تقف مع معاودة انتخاب قائمة رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي الذي يرأس ائتلاف «دولة القانون»، ويعد ذراعًا إيرانيّة بمخلب مسموم، وكان له دور مشؤوم على وضع العراق سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا طوال ثماني سنوات من الحكم كان عنوانها الفساد وضياع أموال ومقدرات العراقيين.
يتجه العراق بخطى حذرة جدا إلى الخروج من الفلك الإيراني، والنظام الإيراني الذي تحيط به المشاكل والتحديات من كل جانب يراقب الوضع في العراق، ويشعر بقلق بالغ، خصوصا مع نجاح المملكة العربية السعودية في بناء علاقات جيدة مع العراقيين، وتحديدا من الناحية الاقتصادية
بالموازاة مع ذلك، تصطدم الحكومة العراقية ممثلة في رئيس وزرائها حيدر العبادي بمليشيات الحشد الشعبي الموالية للنظام الإيراني، حيث قامت المليشيات بتصفية أحد عناصرها بعد اتضاح دوره في تزويد حكومة العبادي بملفات الفساد المالي والإداري والأخلاقي داخل المليشيات، فضلاً عن أن هذه المليشيات تحاول أن تتحول إلى واجهة سياسية لخدمة النظام الإيراني.
والتيار الشيعي الصدري يبدو أيضا متجها في المسار نفسه مع مرجعية النجف والحكومة العراقية ضد انتخاب الوجوه الفاسدة، وضد مجموعة «دولة القانون»، التي عملت لمصلحة الإيرانيين طوال السنوات الماضية، وكانت سببا في عدم تحقيق العراق أي خطط تنموية وعمرانية، بل على العكس من ذلك، إذ تم نهب أموال البلاد وتصفية خزائنها.
يتجه العراق بخطى حذرة جدا إلى الخروج من الفلك الإيراني، والنظام الإيراني الذي تحيط به المشاكل والتحديات من كل جانب يراقب الوضع في العراق، ويشعر بقلق بالغ، وخصوصًا مع نجاح المملكة العربية السعودية في بناء علاقات جيدة مع العراقيين، وتحديدا من الناحية الاقتصادية، حيث أسهمت الرياض في إنعاش الأسواق العراقية، ونجحت في مساعدة العراق على تجاوز عدة ملفات شائكة ساعدته على الانفتاح على العالم، وتذويب الجليد بين الشعب العراقي وأشقائه من الدول العربية وتحديدا الخليجية.
ويبقى أن مخرجات الانتخابات البرلمانية العراقية القادمة سوف تكون الفيصل في تحديد مستقبل النفوذ الإيراني في بلاد الرافدين.
نقلا عن "أخبار الخليج"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة