"مريم" فقدت ابنتها وأحفادها الثلاثة في "حريق العراق": "ليلة في الجحيم"
مآس إنسانية عدة شهدها وخلفها حادث "حريق الحمدانية" في العراق الذي وقع مساء الثلاثاء، وأسفر عن مصرع أكثر من 100 شخص وإصابة العشرات.
وذكرت وسائل إعلام محلية عراقية أن الحريق اندلع في قاعة أعراس الهيثم، بالمدينة التي تعرف أيضا باسم "قرقوش" ذات الأغلبية المسيحية، وهي بمركز قضاء الحمدانية التابع لمحافظة نينوى بالعراق.
وذكرت صحيفة "ذا صن" أن المسعفين نقلوا الناجين الذين تمكنوا من الفرار من القاعة في أثناء الحريق إلى المستشفيات في جميع أنحاء المنطقة، موضحة أن من بينهم أشخاصا مصابين بجروح خطيرة.
ونقلت عن شهود عيان قولهم إن "صوت صفارات سيارات الإسعاف ظل يتردد لفترة طويلة بعد اندلاع الحريق، وجرى نقل ضحايا الحريق بما في ذلك الأطفال لتلقي العلاج، ووصلوا إلى المراكز الطبية المحلية وهم يرتدون الضمادات ويتلقون الأكسجين، بينما سارع السكان المحليون للتبرع بالدم للجرحى".
قصص مؤلمة من حادث حريق العراق
أما من نجوا من الحادث المؤلم فظلوا في مكان الحريق يبحثون بيأس عن أحبائهم الذين يخشى أن يكونوا قد لقوا حتفهم في الجحيم، ونقلت الصحيفة عن أحد ضيوف الحفل من الرجال قوله إن العديد من أفراد عائلته كانوا من بين الضحايا بعد أن انفصل عنهم أثناء الفوضى.
وأضاف وهو يبكي: "عندما حدث ذلك كانت والدتي في الحمام، لم أتمكن من العثور عليها بعد ذلك، لقد بحثت عن ابنتي وابني وزوجتي وأبي ولم أجدهم"، مستطردا: "لقد رحلوا".
بينما علقت مريم خضر، التي فقدت ابنتها وأحفادها الثلاثة في الحريق: "لم يكن هذا حفل زفاف، كان جحيما".
وجلست تبكي وتلطم خديها في انتظار خروج جثامين ابنتها رنا يعقوب، 27 عاما، وأحفادها الثلاثة الذين لا يتجاوز عمر أصغرهم 8 أشهر.
وقالت سلطات الدفاع المدني العراقية إن الأدلة الأولية تشير إلى أن الألعاب النارية المسؤولة عن الكارثة، موضحة: "الحريق أدى إلى انهيار أجزاء من القاعة نتيجة استخدام مواد بناء سريعة الاشتعال ومنخفضة التكلفة والتي تنهار خلال دقائق عند نشوب الحريق".
فيما قال اللواء سعد معن، مدير إدارة العلاقات والإعلام في وزارة الداخلية في العراق، إن الحريق اندلع في المبنى بسبب غياب إجراءات الصحة والسلامة والمواد القابلة للاشتعال المستخدمة في المبنى وعلى ما يبدو الألعاب النارية الداخلية.
وأعلنت وزارة الداخلية العراقية إلقاء القبض على 14 متهما، من بينهم 10 عمال وصاحب القاعة و3 متورطين بإشعال الألعاب النارية في الكارثة المؤلمة، ومن المقرر أن تعلن نتائج التحقيق في الحريق المروع خلال 72 ساعة.