عشرات الصحفيين الأجانب يغادرون العراق إثر تهديدات إيرانية
مصادر داخل الأجهزة الأمنية العراقية أكدت أن الإرهابي الإيراني قاسم سليماني وضع خطة لاستهداف وتصفية الصحفيين.
كشف مرصد الحريات الصحفية في العراق، عن مغادرة العشرات من الصحفيين الأجانب، إثر تحذيرات من دولهم تشير إلى وجود خطر على حياتهم.
وأشار إلى أن عدداً من وسائل الإعلام الأجنبية تلقت تهديدات مباشرة من جانب مليشيات مسلحة وجهات سياسية، لم تسمها، غير أن مصادر ربطتها بتهديدات إيرانية.
وذكر المرصد أن العشرات من الصحفيين الأجانب غالبيتهم من الأمريكيين والبريطانيين غادروا العراق بالفعل، باستثناء المتواجدين في إقليم كردستان خلال اليومين الماضيين، كما أغلقت عدة وسائل إعلام دولية في مقدمتها وكالة "رويترز" مكاتبها في العراق.
وأكد رئيس المرصد زياد العجيلي، لـ"العين الإخبارية"، أنه "لا توجد أي إحصائية بين أيدينا لأن أي مؤسسة صحفية أجنبية ورغم إغلاق البعض منها لمكاتبها لم تعلن حتى الآن بشكل رسمي إيقاف عملها في العراق".
وأوضح العجيلي أن الصراع السياسي في العراق مخيف بالنسبة للمجتمع الدولي والمؤسسات الأجنبية العاملة في العراق سواء كانت إعلامية أو اقتصادية أو إنسانية، مشيراً إلى أن انعدام المناخ الأمني الداخلي لحماية الأجانب يشكل مصدر قلق لأي وجود دولي في العراق.
من جهته، قال أحد موظفي وكالة "رويترز" في بغداد لـ"العين الإخبارية"، مفضلاً عدم ذكر اسمه، إن "الوكالة قررت إغلاق المكتب بشكل مؤقت بعد تعرضنا لتهديدات مباشرة من قبل المليشيات المسلحة التابعة لإيران، وسنعيد افتتاح المكتب بعد وضوح الصورة".
وبحسب معلومات دقيقة حصلت عليها "العين الإخبارية" من مصادرها داخل الأجهزة الأمنية العراقية، فإن الإرهابي قاسم سليماني قائد مليشيا فيلق القدس المسؤولة عن عمليات الحرس الثوري خارج الأراضي الإيرانية هو المشرف على عملية تهديد الصحفيين العرب والأجانب والصحفيين العراقيين العاملين مع المؤسسات الأجنبية والعربية، إضافة إلى المنظمات الدولية العاملة في العراق.
وأكدت المصادر أن "سليماني وضع خطة بالتنسيق مع قادة المليشيات لاستهداف الصحفيين الأجانب والعرب وكل صحفي عراقي يعمل ضد المشروع الإيراني، وهذه الخطط تتمثل بتصفية الصحفيين".
وكشفت المصادر أيضاً عن أن إيران تعمل منذ عام ٢٠٠٣ من أجل القضاء على الصحافة الحرة والدولية في العراق، كي تنفذ عملياتها وأجندتها الإرهابية ضد العراقيين والمنطقة دون إثارة أي ردود فعل دولية وعربية.
ورفعت الولايات المتحدة الأمريكية تصنيف الخطورة في العراق إلى الدرجة الرابعة، كما حذرت وزارة الخارجية في رسالة نشرتها على موقعها الإلكتروني في ١٧ أغسطس/آب الماضي، الأمريكيين من أنهم معرضون للعنف أو الخطف في ظل انتشار جماعات إرهابية في العديد من المدن التي تهاجم المدنيين وقوات الأمن العراقية، لافتة إلى أن قدرتها على توفير الحماية الروتينية العاجلة للمواطنين ستكون محدودة.
ويشهد العراق منذ ٦ يوليو/تموز الماضي احتجاجات انطلقت من محافظة البصرة في جنوب العراق، وسرعان ما انتشرت في غالبية مدن الجنوب ووصلت إلى العاصمة بغداد في ١٢ من الشهر ذاته، ولا تزال تطالب بالخدمات الرئيسية خصوصاً الكهرباء ومياه الشرب، إضافة إلى إنهاء وجود إيران ومليشياتها وتشكيل حكومة إنقاذ وطنية في العراق تحمل على عاتقها إخراج البلاد من الأزمات التي أثارتها طهران.
وتسعى المليشيات الإيرانية وفي مقدمتها مليشيات بدر والعصائب وحزب الله والنجباء والخراساني والجناح العسكري لحزب الدعوة الحاكم إلى فرض التجربة الإيرانية على العراق، وتأسيس نظام سياسي تابع للنظام في طهران تديره مليشيا الحرس الثوري.
واقتحم متظاهرون شباب غاضبون على إيران ومليشياتها في ٧ سبتمبر/أيلول الحالي مبنى القنصلية الإيرانية في البصرة، وأضرموا فيها النيران ورفعوا العلم العراقي فوقها، كما أضرموا النيران في مقرات المليشيات الإيرانية والأحزاب التابعة لطهران في البصرة، ورددوا شعار "إيران بره بره" أي "اخرجي يا إيران" من الأراضي العراقية.