"فرق الموت".. سلاح مليشيات إيران لتصفية المتظاهرين في العراق
الاغتيالات وعمليات التصفية لا تشمل البصرة فقط، بل تشمل كافة مدن الجنوب العراقي والعاصمة بغداد، ويشرف عليها ضباط إيرانيون.
كشف مصدر أمني عراقي عن تشكيل مليشيا الحرس الثوري الإيراني لغرفة عمليات لاغتيال واختطاف الناشطين والمتظاهرين العراقيين في البصرة ومدن جنوب العراق الأخرى.
فيما أوضح ناشطون أن مليشيا الحرس الثوري تنفذ عملياتها عبر مجموعات صغيرة من مسلحي المليشيات.
- انطلاق مظاهرات بعدة مدن عراقية واستعدادات أمنية مكثفة
- قتيلان في مظاهرات العراق.. وتفريق محتجين بالقوة وسط بغداد
وأوضح المصدر أنه من داخل مجموعة القصور الرئاسية في منطقة البراضعية وسط البصرة، يشرف فريق من ضباط فيلق القدس التابع لمليشيا الحرس الثوري الإيراني والإرهابي أبومهدي المهندس مسؤول مليشيا كتائب حزب الله بالعراق، التابعة لإيران على قيادة "فرق الموت".
و"فرق الموت" عبارة عن مجاميع مكونة من عناصر المليشيات التابعة لإيران مختصة بتنفيذ عمليات القتل والاختطاف يوميا، مستهدفة الناشطين والمتظاهرين العراقيين.
واعتبر مسؤول أمني عراقي في البصرة، في حديث لـ"العين الإخبارية" -مفضلا عدم نشر اسمه- القوات العراقية النظامية بريئة مما يتعرض له الناشطون في البصرة ومدن الجنوب وبغداد من عمليات قمع واستهداف ممنهج.
وأضاف: "ضباط فيلق القدس التابع لمليشيا الحرس الثوري الإيراني، الذين يتخذون من مجمع القصور الرئاسية مقرا لهم يشرفون بشكل مباشر على الاغتيالات في البصرة ومدن الجنوب، وقد وصلت مع بدء المظاهرات تعزيزات عسكرية إلى مقر فيلق القدس وتضاعفت أعداد عناصره، الذين نقل قسم منهم الى مدن الجنوب الأخرى".
وقال ناشط من مدينة البصرة، فضل أن يعرف نفسه لـ"العين الإخبارية" باسم حيدر التميمي، إن مجمع القصور الرئاسية لا يحتوي على مقار مليشيا الحرس الثوري والتشكيلات التابعة لها فقط، بل يحتضن سجونا سرية يحتجز فيها الأشخاص الذين تختطفهم فرق الموت.
وبين التميمي أن "مليشيا الحرس الثوري شكلت مجموعات من مسلحي المليشيات، تتكون كل مجموعة من نحو ٧ مسلحين يقودهم ضابط من فيلق القدس، وعناصر هذه المجموعات ملثمون يرتدون ملابس سوداء يتنقلون بسيارات مظللة النوافذ لا تحمل أي أرقام، يهاجمون منازل الناشطين خصوصا البارزين منهم، فيغتالون قسما ويختطفون آخرين أمام مرأى القوات الأمنية العراقية".
ولا يستبعد التميمي أن تتحول الثورة في جنوب العراق من سلمية إلى ثورة مسلحة، خصوصا أن المليشيات التابعة لإيران لم تتوان حتى الآن عن استخدام النار في مواجهة المتظاهرين.
وأكد ناشطون عراقيون أن الاغتيالات لا تشمل البصرة فقط بل تشمل مدن الجنوب والعاصمة بغداد، لكن الجهات الرسمية العراقية امتنعت في الكشف عن أي إحصائيات بأعداد الضحايا.
خطورة مضاعفة
وحسب إحصائيات غير رسمية، بلغت أعداد الضحايا خلال الشهر الماضي أكثر من ٢٥ قتيلا غالبيتهم من البصرة، ونحو ٥٠٠ معتقل ما زال مصيرهم مجهولاً، من بينهم الناشط المدني أحمد الحلو ونجله وأبيه الذين اعتقلتهم المليشيات الإيرانية في مدينة النجف الشهر الماضي.
بدوره، حذر الناشط والصحفي العراقي تحسين الزركاني من خطورة الوضع بالنسبة للناشطين والمتظاهرين في المرحلة الراهنة.
وأوضح الزركاني لـ"العين الإخبارية": "الخطورة تضاعفت بوجود (فرق الموت) الإيرانية التي تنفذ عمليات خطف واغتيال الناشطين من خلال الدخول بين المتظاهرين، وكذلك بعد إصدار أوامر اعتقال بحق المتظاهرين والناشطين المشاركين في المظاهرات".
واعتبر الزركاني التدخل الإيراني الواضح في الشأن المحلي العراقي السبب في تردي الأوضاع في البلاد، لافتا إلى أن إيران هي السبب في إشعال فتيل المظاهرات الحالية، عبر إيقافها عقد تجهيز العراق بالكهرباء، إضافة إلى ضخ النظام الإيراني المياه مالحة إلى الجانب العراقي، في الوقت الذي يواجه العراق أزمة جفاف أدت إلى حصول نزاعات عشائرية في غالبية مدن الجنوب.
وشدد الزركاني على أن "العراقيين عازمين هذه المرة على تحقيق مطالبهم، لإنقاذ البلاد من التدخلات الإيرانية، على الرغم من المخاطر التي يتعرض لها الناشطون وقادة المظاهرات".
بدوره عبر الناشط المدني أمجد المالكي عن إصرار المتظاهرين على تنفيذ مطالبهم رغم ما يواجهونه من قبل المليشيات.
وقال لـ"العين الإخبارية": "لا نملك ما تملكه المليشيات من السلاح والسلطة والإعلام الموجه والأموال، فليس لدينا سوى أصواتنا وأقلامنا ومستمرون على هذا الطريق منذ عام ٢٠٠٦".
وانطلقت المظاهرات في البصرة في ٦ يوليو/تموز الماضي، ووصلت إلى بغداد في ١٢ من الشهر ذاته، ولا تزال تطالب بتحسين الخدمات الحكومية، خصوصا الكهرباء ومياه الشرب، إلى جانب مطالب سياسية تطالب بتغيير نظام الحكم في العراق، وتأسيس حكومة إنقاذ وطنية، وإنهاء الوجود الإيراني في البلاد.