انطلاق مظاهرات بعدة مدن عراقية واستعدادات أمنية مكثفة
الإجراءات الأمنية لم تقتصر على الشرطة وقوات الأمن العراقية فحسب، ولكن شاركت فيها أيضا مليشيات مسلحة في بعض المدن.
بدأ الآلاف من المتظاهرين العراقيين، مساء اليوم الجمعة، التوافد على الميادين العامة في العديد من المدن، ولا سيما مدن الجنوب التي تشهد مظاهرات متواصلة منذ مطلع الشهر الجاري احتجاجا على سوء الخدمات الحكومية.
المتظاهرون بدأوا التجمع في ساحة التحرير بالعاصمة بغداد للمشاركة في التظاهرات المليونية التي دعا إليها ناشطون خلال الأيام الماضية.
وذكرت وسائل إعلام عراقية أن قوات الأمن تحاول التضييق على المتظاهرين في محاولة لتفريقهم أو منع زيادة الأعداد الوافدة للمشاركة في هذه المظاهرات.
وذكر شهود عيان أن قوات الشرطة ومكافحة الشغب العراقية، التي تنتشر بكثافة في محيط ساحة التحرير، نصبت الأسلاك الشائكة لغلق العديد من المداخل المؤدية إلى الميدان.
الإجراءات الأمنية لم تقتصر على الشرطة وقوات الأمن العراقية فحسب، ولكن شاركت فيها أيضا مليشيات مسلحة في البصرة والديوانية وبابل والسماوة والمدن الجنوبية الأخرى، وأغلقت الطرق المؤدية إلى مبنى محافظة البصرة بالكتل الخرسانية.
المظاهرات التي تجتاح أغلب المدن والمحافظات العراقية وتطالب بتحسن الأوضاع المعيشية ولا سيما توفر مياه الشرب والكهرباء، والقضاء على ظاهرة البطالة، تأتي في وقت تشهد فيه البلاد أزمة فراغ دستوري دخلتها الحكومة العراقية منذ الأول من يوليو/تموز الجاري، في انتظار إعادة فرز أصوات الناخبين.
الانتخابات البرلمانية التي جرت في 12 مايو/أيار الماضي، فازت بها قائمة سائرون التي يقودها الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بأكبر عدد من المقاعد داخل البرلمان العراقي، حيث حصل على 54 مقعداً من أصل 329.
لكن السلطات العراقية أعلنت بعدها أنها ستعيد النظر في العملية الانتخابية، بعد تجربة أجرتها أجهزة الاستخبارات على ماكينات التصويت التي استخدمت في عمليات الاقتراع، وأظهرت إمكانية التلاعب بالنتائج.
وأقر البرلمان العراقي في جلسة استثنائية عقدها في مطلع الشهر الماضي، إجراء عملية فرز يدوي لنتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة في العراق، وصوّت البرلمان في الجلسة التي عقدت بحضور 172 نائباً على عدد من مواد قانون التعديل الثالث لقانون انتخابات مجلس النواب العراقي.
وفي أول تعليق علني له على الاضطرابات التي تجتاح جنوب العراق؛ قال الصدر في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" إنه "على كل الكتل السياسية الفائزة في الانتخابات الحالية تعليق كل الحوارات السياسية من أجل التحالفات وغيرها إلى حين إتمام تلبية مطالب المتظاهرين الحقة".