العراق في فراغ دستوري.. تخريب إيران يمنع تشكيل الحكومة
منذ نحو 3 أشهر لا تزال مباحثات تشكيل الحكومة العراقية دون تقدم بسبب تدخلات النظام الإيراني، الذي يقوِّض استقرار المنطقة.
منذ نحو 3 أشهر لا تزال مباحثات تشكيل الحكومة العراقية دون تقدم؛ بسبب تدخلات النظام الإيراني، الذي يقوِّض استقرار المنطقة، ويدفع بغداد إلى فراغ دستوري.
وفي الوقت الراهن، تشهد غالبية مدن جنوب ووسط العراق مظاهرات تطالب بإنهاء النفوذ الإيراني وتشكيل حكومة إنقاذ وطني تنقذ البلاد من الفراغ الدستوري، الذي دخلته بسبب تأخر عملية تشكيل الحكومة.
دور إيران التخريبي
ويشرف قائد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، الإرهابي قاسم سليماني، والسفير الإيراني في بغداد إيرج مسجدي (المسؤول في فيلق القدس) والقيادي في مليشيا حزب الله اللبنانية التابعة لإيران، محمد كوثراني، على المباحثات بين القوائم الشيعية لتشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر، ومن ثم تشكيل الحكومة المقبلة، التي تسعى طهران إلى أن تكون حكومة أغلبية سياسية.
لكن الخبير السياسي العراقي عماد الخزاعي في حديثه لـ"العين الإخبارية"، استبعد تشكيل الحكومة خلال الشهرين المقبلين بسبب "الضغط الذي يسلطه الشارع العراقي في غالبية مدن جنوب ووسط العراق والعاصمة بغداد".
وأضاف الخزاعي: "باتت الكرة في ملعب السياسيين، لكنني لا أرى منهم من يجيد تسجيل الهدف في شباك الآخر ولا يمكنهم تشكيل الحكومة، في وقت تتدخل فيه إيران لتشكيل حكومة يترأسها رئيس حزب الدعوة نوري المالكي أو زعيم قائمة الفتح هادي العامري، واستبعاد زعيم تحالف سائرون مقتدى الصدر".
ولفت إلى أن "خطوة نظام طهران بمثابة بارود ونار، وتعرض العراق لخطر كبير لأن الصدر والتيار الصدري لن يقبلا بهذا"، معتبرا أن "تنفيذ المخطط الإيراني من شأنه أن يدفع بالصدر إلى الإطاحة بالحكومة الجديدة عبر المظاهرات الجارية".
ورأى الخزاعي أن "العراق يسير نحو المجهول وهناك مطالبات شعبية بحكومة إنقاذ وطني، فالشعب أصبح واعيا لا يقبل بالمزيد من اللعب، ولن يرضى بتشكيل حكومة مطاطية ضعيفة".
إيران تسعى لـ"حكومة ضعيفة" بالعراق
بحسب معلومات، حصلت عليها "العين الإخبارية" من مصدر عراقي مسؤول، تعمل مليشيا الحرس الثوري الإيراني حاليا من أجل تشكيل حكومة برئاسة هادي العامري، مقابل تسليم وزارتي الدفاع والداخلية لنوري المالكي، على أن يلعب الصدر دور المعارض ويكون خارج التشكيلة الجديدة، التي يرى الخبراء أنها "حتى إذا رأت النور فستكون ضعيفة خاضعة بالكامل لإيران".
ويعتبر الخبير السياسي العراقي ربيع الجواري، التحالفات التي تعمل الأطراف السياسية العراقية على تشكيلها في الوقت الراهن "هي نفس التحالفات السابقة المبنية على أساس المحاصصة الطائفية".
وأوضح الجواري لـ"العين الإخبارية" أن "الحكومة المقبلة غير شرعية، لأن نسبة المشاركة في الانتخابات كانت ضئيلة جدا، لذا ستكون ضعيفة غير مدعومة من الجماهير، وستكون الأسوأ من بين سابقاتها، ولن تتمكن من إيصال العراق إلى بر الأمان".
ودخل العراق في فترة فراغ دستورية منذ بداية يوليو/تموز الماضي، الذي أثر بشكل كبير على حياة المواطنين الذين يعيشون في ظروف معيشية صعبة في ظل نقص حاد في الخدمات الرئيسية وارتفاع مستوى الملوحة في المدن الجنوبية وانتشار البطالة والفقر وارتفاع الأسعار وسيطرة المليشيات التابعة لإيران على الشارع في غالبية محافظات العراق.
فراغ دستوري
لا تزال فترة الفراغ الدستوري تلقي بظلالها على المشهد العراقي، فالدوائر والمؤسسات التنفيذية باتت شبه مشلولة وعمليات إعمار المناطق التي دمرت خلال الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي لم تنطلق رغم مرور أكثر من 3 أعوام على تحرير بعضها ومرور أكثر من عام على تحرير الموصل، بينما بدأ التنظيم يعاود نشاطه في غالبية المناطق المحررة وينفذ عمليات مسلحة، يعتبرها القادة العسكريون العراقيون تهديدا فعليا للاستقرار في تلك المناطق.
بدوره، أكد الخبير السياسي صباح صبحي أن تصريحات المرجعية الشيعية في البلاد حركت المفاوضات بين الأطراف التابعة لها مجددا، في ظل الضغوط الإيرانية.
وأضاف صبحي لـ"العين الإخبارية": "تحاول إيران استغلال الفرصة لمعالجة الانهيارات الاقتصادية التي تشهدها حاليا، من خلال الاستفادة من العراق كورقة ضغط على الولايات المتحدة الأمريكية".
واعتبر صبحي أن "الجانب الإيراني يعلم أن السلطة التنفيذية في العراق هي المهمة، لذلك تسعى طهران إلى السيطرة مجددا على رئاسة الحكومة العراقية من خلال الأطراف الموالية لها في العراق".