تحديات وآمال وتأهب أمني.. العراق بانتظار ولادة حكومته
تترقب الأوساط العامة والشعبية في العراق الإعلان الرسمي لتشكيلة حكومة محمد شياع السوداني المقرر عرضها على البرلمان السبت المقبل.
وفي الأثناء، تتواتر الاستعدادات على وقع تحضيرات أمنية وتحصينات عند العاصمة بغداد استعداداً لانعقاد الجلسة النيابية.
ومن المفترض أن تكون كابينة السوداني المزمع الإعلان عنها بعد أيام قليلة، حكومة انتقالية أمدها 18 شهراً، لتحقيق انتخابات تشريعية مبكرة استجابة لمطالب احتجاجية وقوى سياسية يتقدمها التيار الصدري.
وتأتي انفراجة المشهد السياسي في العراق بعد تعثر دام نحو عام جراء صراع شيعي - شيعي على أحقية تشكيل الحكومة، سجل من خلاله احتداماً متصاعداً دفع طرفي النزاع إلى صدام مسلح أسفر عن وقوع عشرات القتلى والجرحى.
تحديات وتعقيدات
وتنقسم آراء المراقبين والشارع العراقي حيال فرص نجاح حكومة السوداني المرتقبة في مواجهة جملة من التحديات التي توصف بـ"المعقدة والصعبة"، بينها الفساد المستشري والسلاح المنفلت والعديد من القضايا الأخرى الشائكة والمعقدة التي تتوزع ما بين السياسة والاقتصاد والمجتمع.
ويتصاعد الجدل بشأن إمكانية نجاح مهمة السوداني في إدارة دفة البلاد للمرحلة المقبلة، كون أن الحكومة المنبثقة تأتي من تشكيلة توافقية بين مختلف القوى السياسية بما يفرض المحاصصة الحزبية وتكرار سيناريو الأمس الذي حكم البلاد ما بعد 2003، وانتهى إلى أزمات متراكبة ومتوالدة.
المحلل السياسي نجم القصاب يرى، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "العراق خاض تجارب سابقة في الحكم تمثلت في حكومة الأحزاب خلال الولاية الثانية من رئاسة نوري المالكي وحكومة الزعماء في دولة حيدر العبادي وانتهى الأمر إلى الفشل والإخفاق".
وأضاف مستدركاً: "في حقبة عادل عبد المهدي ورغم التحفظ على أدائه السياسي، إلا أنه جاء بوزراء تكنوقراط ولكن لم تنجح أيضاً كونها لم تحظ بغطاء برلماني".
وتابع أن "الملامح الأولية لشكل الحكومة المقبلة برئاسة محمد شياع السوداني لن تكون مختلفة عما جاءت عليه النسخ السابقة مع أنه من الصعب إطلاق الحكم بالنجاح والفشل وهي لازالت في طور التشكيل".
وبحسب الخبير فإنه "إذا ما أراد السوداني أن تكون هناك حكومة قوية فعليه اختيار شخصيات وزارية يكون ولاؤها بالدرجة الأولى لرئيس الوزراء والوطن وهو من الصعب تحقيقه في خضم المدخلات الحالية واستناداً إلى التجارب السابقة التي عاشتها البلاد على مدار خمس حقبة ماضية".
صلاحية كاملة
من جانبها، تقول المتحدثة باسم تحالف النصر، أحد الأركان الرئيسة في "الإطار التنسيقي"، آيات المظفر، إن "المخاوف التي تكتنف الشارع العراقي وتتحدث عنها بعض القوى السياسية حول الضغوط التي يتعرض لها السوداني لتمرير بعض الأسماء في حقيبته المرتقبة، كلام غير دقيق".
وتوضح المظفر لـ"العين الإخبارية"، أن "القوى السياسية قد بسطت اليد للسوداني وأعطته صلاحية كاملة في اختيار شخصيات مرشحة من قبل الأحزاب دون حق التدخل في فرض اسم دون آخر"، مؤكدة أن "هناك إرادة وإصرار كبيرين من قبل تحالف إدارة الدولة على توفير كل أسباب النجاح وتذليل العقبات أمام الحكومة المقبلة".
وكان ائتلاف "إدارة الدولة" الذي تشكل مؤخراً ، أعلن أمس الثلاثاء، عزم مجلس النواب التصويت على كابينة محمد السوداني السبت المقبل.
تأهب أمني
وفي ذلك السياق، أكد مصدر أمني لـ"العين الإخبارية"، أن "السلطات المختصة بدأت منذ ظهر اليوم بفرض تحصينات أمنية في العاصمة بغداد وخصوصاً عند مداخل المنطقة الرئاسية استعداداً لجلسة السبت".
وكان مجلس النواب صوت في الـ13 من الشهر الحالي، على تسمية عبداللطيف رشيد رئيساً للجمهورية الذي كلف بدوره مرشح الكتلة النيابية الأكبر محمد شياع السوداني بتشكيل الحكومة وتقديم تشكيلته خلال مدة لا تتجاوز الثلاثين يوماً بحسب ما تنص عليه المادة الـ76 من الدستور العراقي.
aXA6IDMuMTUuMzEuMjcg جزيرة ام اند امز