مسرور بارزاني يسابق الزمن و"فتن إيران" لتشكيل حكومة كردستان العراق
رئيس وزراء كردستان المكلف مسرور بارزاني يبدأ خطوات تشكيل حكومته، رغم تدخلات إيران لإعاقة الأطراف السياسية وتقويض وحدة الصف الكردي.
يواصل رئيس وزراء إقليم كردستان العراق المكلف، مسرور برزاني، مشاوراته للانتهاء من تشكيل حكومته خلال المدة القانونية لقطع الطريق على محاولات إيرانية لتعطيله، بحسب قيادات حزبية ومراقبين.
ويتعين على رئيس الحكومة المكلف اختيار أعضاء حكومته في مدة لا تتجاوز الـ30 يوما من تسميته.
- نيجيرفان بارزاني.. رجل المهام الصعبة رئيسا لكردستان
- قيادي كردي: "حرس إيران" يحشد مليشياته على حدود كردستان العراق
وكلف رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، الأربعاء الماضي، مرشح الحزب الديمقراطي الكردستاني مسرور بارزاني بتشكيل حكومة الإقليم الجديدة بمرسوم رئاسي بعد نيل الأخير ثقة غالبية الأطراف السياسية الكردية ليكون مرشحا لرئاسة حكومة الإقليم. ويتعين على مسرور بارزاني تشكيل الحكومة الجديدة وعرضها على برلمان الإقليم خلال 30 يوما.
ونجح مسرور بارزاني في الترشح لرئاسة وزراء الإقليم بعد حصوله على 87 صوتا من بين أصوات 97 نائباً حضروا جلسة البرلمان التي عقدت في 11 يونيو/حزيران الجاري.
وقال مسرور بارزاني، في بيان له، عقب تكليفه رسميا بتشكيل الحكومة من قبل رئيس الإقليم: "سأحاول جاهداً وبمساعدة جميع الأطراف التي قررت المشاركة في الكابينة الجديدة أن أعرض التشكيلة الوزارية التاسعة على برلمان كردستان في الوقت المحدد، لكي نتمكن من البدء بتقديم الخدمات اللائقة بالشعب والوطن"، معربا عن أمله في تعاون جميع الأطراف ذات العلاقة معه كي يتمكن من استكمال العملية.
وأكد القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني دلشاد شهاب تمسك حزبه بالزمن القانوني لتشكيل حكومة إقليم كردستان.
وقال شهاب، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن "على جميع الأطراف السياسية الالتزام بهذه الفترة القانونية، فلم يبق أي مجال للمفاوضات، ووقعت جميع الاتفاقيات بيننا وبين حلفائنا من الأطراف السياسية التي تشارك في تشكيل الحكومة".
ولم يتوان الحرس الثوري الإيراني وجناحه الخارجي المتمثل بفيلق القدس الذي يقوده الإرهابي قاسم سليماني عن تأجيج الصراعات بين الأطراف السياسية في إقليم كردستان، وقد ظهرت البصمة الإيرانية على الوضع السياسي في الإقليم من خلال عرقلة المفاوضات وإيقاف تنفيذ الاتفاقيات التي توصلت اليها الأحزاب الكردية عدة مرات خلال الأشهر الثمانية الماضية التي أعقبت الانتخابات البرلمانية التي شهدها الإقليم في ٣٠ سبتمبر/ أيلول من العام الماضي.
وتمكنت الأطراف السياسية في الإقليم مؤخرا من التوصل إلى اتفاقات نهائية على غالبية الملفات العالقة بينها وبالتالي تمخض عنها أداء رئيس الإقليم اليمين القانوني في ١٠ يونيو/حزيران الجاري وما تلته من خطوات تكليف رئيس الوزراء بتشكيل الحكومة.
ورغم تغلب الأطراف الكردية على التدخلات الإيرانية، الا أن محاولات الحرس الثوري الإرهابية لزعزعة الاستقرار السياسي والأمني في إقليم كردستان، وإضعاف حكومة الإقليم حليف الولايات المتحدة الأمريكية والقوى المناهضة للمشروع الإرهابي الإيراني ستكون أحد أبرز التحديات التي تنتظر حكومة إقليم كردستان الجديدة.
وكشف مراقبون سياسيون أكراد لـ"العين الإخبارية" عن أن "التدخلات الإيرانية لا تقتصر على تقويض وحدة الصف الكردي فحسب، بل تشمل محاولات إيران لتعكير العلاقات بين حكومة الإقليم والحكومة العراقية وإعادتها إلى ما كانت عليه خلال السنوات الماضية من أزمات عبر النفوذ الإيراني في بغداد.
وأوضح هوشيار مالو، رئيس منظمة كردستان لمراقبة حقوق الإنسان لـ"العين الإخبارية"، أن "البرنامج السياسي لرئيس الوزراء المكلف مسرور بارزاني تركز على 3 محاور؛ هي الأمن، والاقتصاد، والعلاقات مع بغداد".
ولفت إلى أن "نجاح مسرور بارزاني خلال السنوات الماضية في إدارة الملف الأمني في الإقليم، إلى جانب الدعم الذي يحظى به من الحزب الديمقراطي الكردستاني وزعيمه مسعود بارزاني ومن رئيس الإقليم يجعله قادرا على اجتياز التحديات التي تواجهه في المرحلة المقبلة".
وأضاف مالو أن "الأوضاع في كردستان تتجه نحو حلحلة المشاكل خصوصا بعد توصل الأطراف السياسية إلى اتفاق بشأن مسائل عدة في مقدمتها منصب محافظ كركوك والمناصب الأخرى في بغداد".
وأشار إلى أن "غالبية الأحزاب في كردستان تحاول إبعاد شبح التأثير الإيراني عن الإقليم، والنأي بالنفس عن التأثيرات السلبية للنظام الإيراني في الإقليم والعراق".