المحتجون في العراق يتعهدون بالصمود أمام وعيد قادة الحشد الشعبي
صفحات مواقع التواصل الاجتماعي نشرت مقطع فيديو لمسؤول علاقات الحشد الشعبي في محور الشمال علي الحسيني يهدد خلاله المتظاهرين بالإبادة
تعهد نشطاء وقيادات حركة الاحتجاج في العراق بالصمود أمام وعيد زعماء الحشد الشعبي، قائلين إن استمرار الحراك أسقط أقنعة المليشيات الموالية لإيران.
ويتظاهر العراقيون منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول ضد تردي الأوضاع المعيشية في البلاد وهيمنة إيران على مراكز صناعة القرار في بغداد.
ومع تواصل الاحتجاجات للشهر الرابع على التوالي تتزايد تهديدات قادة الحشد الشعبي، ونشرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي وقنوات عراقية تابعة لإيران مقطع فيديو لمسؤول علاقات الحشد الشعبي في محور الشمال علي الحسيني يهدد خلاله المتظاهرين العراقيين بالسحق والإبادة، وطرد كل من يقف ضد إيران.
ووصف الحسيني المتظاهرين بـ"البعثيين"، مهددا بفض الاعتصامات بشكل نهائي في العراق، مشيرا إلى أن المليشيات الإيرانية وأنصارها ستسيطر على العراق وتخرج القوات الأمريكية منه.
ولم يتوقف قادة مليشيات الحشد عن التهديد والوعيد بقتل المتظاهرين والانتقام منهم لمطالبتهم بإنهاء النفوذ الإيراني في العراق وتشكيل حكومة وطنية عراقية بعيدا عن تدخلات إيران ومليشياتها.
وأثارت تهديدات الحسيني وغيره من قادة المليشيات حفيظة المتظاهرين العراقيين الذين يعتصمون منذ أكثر من 100 يوم في ساحات الاعتصام في بغداد ومدن جنوب العراق، فيما اعتبرها آخرون خطرا على المحتجين.
وأكد الناشط المدني أحمد سلمان، عضو اللجنة المنظمة للمظاهرات في بغداد، لـ"العين الإخبارية"، قائلا: "هذه التهديدات هي جزء من التحشيد الذي بدأته المليشيات منذ أسبوع استعدادا لتنظيم مظاهرة مليونية من المقرر أن تنطلق الجمعة المقبل (..) المعلومات الواردة لنا تؤكد أنهم يهيئون لإنهاء اعتصاماتنا".
وأشار سلمان إلى أن ساحات الاعتصام ستصمد أمام أي محاولة من جانب إيران ومليشياتها لإنهاء الاعتصام، وبالتالي بقاء العراق تحت سيطرة النفوذ الإيراني.
وتعمل مليشيات الحشد الشعبي على تطبيق خطة إيرانية اتفق عليها قادة هذه المليشيات في مدينة "قم" الإيرانية الأسبوع الماضي بإشراف إسماعيل قاني، قائد فيلق القدس الجديد جناح الحرس الثوري الخارجي، بحسب ما رشح من معلومات.
وتتمثل هذه الخطة في إنهاء المظاهرات في بغداد ومدن البلاد بأسرع وقت ممكن عبر تنظيم مظاهرة مليونية ضد الوجود الأمريكي في العراق يشارك فيها عناصر مليشيات الحشد وأنصارهم.
وأمام الهجمات المرتقبة للحشد الشعبي، قال الناشط باسل الجنابي، المشارك في الاحتجاجات منذ انطلاقتها في الأول من أكتوبر، إن وجود هذه المظاهرات ومطالبها المشروعة وحرصها على بناء وطن لكل العراقيين يشكل خطرا على مليشيات الحشد الشعبي وعلى طهران التي يشتعل داخلها غضبا على نظام ولي الفقيه، لذلك هذه التهديدات ليست بجديدة.
وتابع: نحن باقون في ساحات الاعتصام وسنئد مؤامرات إيران وخططها لإنهاء هذه الاحتجاجات وسنحقق جميع مطالبنا وفي مقدمتها إخراج إيران ونفوذها من العراق.
وأشار إلى أن الكلمات النامية والتصرفات المشمئزة والإجرامية والتهديدات التي يهاجم بها قادة مليشيات الحشد ومسلحوها المتظاهرين السلميين كشفت للعالم عن مدى الانهيار الذي وصلت إليه إيران ونفوذها في العراق، وبينت الوجه الحقيقي لهذه المليشيات.
واستخدمت مليشيات الحشد الشعبي وما زالت إلى جانب لغة التهديد والوعيد والشتائم، العنف المفرط ضد المتظاهرين العراقيين.
وقتل العشرات خلال الاحتجاجات في المدن العراقية منذ اندلاع موجتها الثانية في أكتوبر الماضي، بالقنص وإطلاق الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع بشكل مباشر على المتظاهرين، ودهسهم بالسيارات، وتنفيذ عمليات اغتيال ضد الناشطين، بالإضافة لاختطاف العشرات منهم.
من جانبها، أكدت المختصة بالشأن العراقي شذى العبيدي، لـ"العين الإخبارية"، أن "فشل المليشيات في جميع خططها لإنهاء المظاهرات في العراق يدفعها إلى تنفيذ خطة، وهي جر المتظاهرين إلى ترك المظاهرات السلمية والاصطدام مع أنصارها، وبالتالي ستهاجم المتظاهرين وتعتبرهم مثيري شغب".
وأعربت العبيدي عن خشيتها من أن يؤدي هذا السيناريو إلى جر العراق لحرب أهلية، لافتة إلى أن هذا ما تسعى إليه إيران كي تحافظ على نفوذها، مطالبة المتظاهرين بالتمسك بسلميتهم مهما حاول أنصار المليشيات استفزازهم.
aXA6IDE4LjExOS4xNTkuMTk2IA== جزيرة ام اند امز