"تهديد بالعزلة".. سيطرة مليشيا "حزب الله" العراقي على مطار بغداد
رئيس حزب الأمة العراقية يؤكد أن "سقوط مطار بغداد يعرض الدولة العراقية إلى العزلة الدولية وشكوك في الخطوط الجوية وانهيارها"
كشف سياسي عراقي أن مطار بغداد الدولي بات خاضعا لسيطرة مليشيا حزب الله اللبنانية وكتائب حزب الله العراق، مبينا أن هذه المليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني تنفذ عمليات تهريب للسلاح والإرهابيين وغسيل أموال عبر مطار بغداد بما يهدد علاقات العراق الدولية.
وبدأت مليشيا كتائب حزب الله العراق، التي يتزعمها الإرهابي أبومهدي المهندس نائب رئيس هيئة مليشيات الحشد الشعبي، بتوسيع سيطرتها على المنشآت الحكومية المهمة داخل بغداد، وإيجاد طرق مختلفة لتمويل عملياتها المسلحة بالمال، عن طريق الاستحواذ على المشاريع الاستثمارية والتورط في صفقات فساد وابتزاز وتهديد.
- مقتل 38 من مليشيا حزب الله العراقي والحرس الإيراني بغارة في العراق
- طائرة مجهولة تقصف قاعدة عسكرية لمليشيا حزب الله العراقي
وقال السياسي العراقي مثال الآلوسي رئيس حزب الأمة العراقية لـ"العين الإخبارية": "هناك أقسام خاصة في مطار بغداد لا تشرف عليها أي سلطة عراقية لا مدنية ولا عسكرية، هذه الأقسام خاضعة لمليشيات حزب الله العراق وحزب الله اللبنانية وبالنهاية الحرس الثوري الإيراني، وهذه السيطرة تشكل مخاطر كبيرة، في مقدمتها مخاطر على هيبة الدولة وأمن الدولة".
وتابع الآلوسي "نحن لا نعلم نوع الأسلحة التي تنقل عبر المطار تحت سلطة هذه المليشيات والمواد التي تهرب، سواء أكانت ممنوعة دولية أم أخلاقيا، ناهيك عن غسل الأموال وعمليات ابتزاز رجال السياسة والمسؤولين الكبار"، لافتا إلى أن مطار بغداد هو المنفذ العراقي الأساسي الأول للسياسيين والسفراء والوفود الدولية والإعلاميين.
ووصف الآلوسي النفوذ الإيراني في العراق بمرض السرطان الذي يتمدد بدون رقابة ودون محاولة علاجه، مضيفا "هذا السرطان سيطر على الكثير من المنافذ الحدودية والموانئ والكثير من البنوك الأهلية".
وأضاف أن "سقوط مطار بغداد يعرض الدولة العراقية إلى العزلة الدولية، وشكوك في الخطوط الجوية وانهيارها، وتعرض الدولة العراقية إلى مسائلات كبيرة".
وأكد الآلوسي أن العراق سيتحمل مسؤولية كبيرة إذا استخدمت إيران ومليشياتها مطار بغداد في تنفيذ عمليات إرهابية ضد دول العالم، خصوصا أن حزب الله والحرس الثوري يهددان أمريكا وأوروبا والشرق الأوسط بتنفيذ هجمات إرهابية، مشيرا إلى أن خروج اتهامات وإشارات خطيرة من مسؤولين في أوروبا وأمريكا والشرق الأوسط باتجاه عدم سلامة واستقلالية المطارات العراقية، وعلى رأسها مطار بغداد.
ويشهد مطار بغداد الدولي منذ عام ٢٠١٤ وحتى الآن نشاطا مكثفا من قبل فيلق القدس والمليشيات التابعة له في العراق، حيث تستخدم إيران بالتنسيق مع هذه المليشيات المطار لنقل المسلحين الذين جندتهم من دول عربية وآسيوية وعناصر الباسيج إلى سوريا واليمن ولبنان للمشاركة في العمليات الإرهابية التي تنفذها المليشيات الإيرانية في هذه الدول، إلى جانب نقل الصواريخ والأسلحة.
ورغم تقاسم تيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم وحزب الدعوة بزعامة نوري المالكي، وهما من حلفاء طهران الرئيسيين في العراق، السيطرة على إدارة سلطة الطيران المدني العراقي ومطار بغداد بشكل خاص، إلا أن قرب كتائب حزب الله من الإرهابي قاسم سليماني قائد فيلق القدس جعلها الأكثر سلطة على مطار بغداد، وازدادت هذه السلطة منذ تشديد الولايات المتحدة عقوباتها على النظام الإيراني في أغسطس/آب عام ٢٠١٨.
وباشرت مليشيا حزب الله وبأوامر مباشرة من سليماني توسيع سلطتها على المطار واستولت عبر موظفين تابعين لها على مناصب ومواقع مهمة وحساسة داخل المطار، في مقدمتها السيطرة على عمليات تفتيش أمتعة المسافرين ومرافق تقدم خدمات للمسافرين، ولذويهم أو أقاربهم، فضلا عن الاستحواذ على مطاعم ومرآب لوقوف السيارات وشركات تشغل سيارات من وإلى المطار لنقل المسافرين وغيرها.
وحسب معلومات حصلت عليها "العين الإخبارية" من مصادرها داخل مطار بغداد الدولي، تجاوزت سيطرة حزب الله وفيلق القدس في مطار بغداد كافة السلطات العراقية لحد تحكمها بالعقود وأدق تفاصيل عمل المطار، وفرضت هذه المليشيات على سلطة الطيران العراقي التعاقد مع شركات إيرانية تابعة للحرس الثوري لتزويد الطائرات بالوقود الإيراني المعروف برداءته واستئجار طائرات مملوكة من قبل شركات خاسرة هي الأخرى تابعة للحرس الثوري، والسماح لشخصيات ممنوعة من السفر تابعة لمليشيات الحشد والأحزاب العراقية ومليشيا حزب الله اللبنانية باستخدام المطار، والتنقل ما بين بغداد ودمشق وطهران وبيروت ودول أمريكا الجنوبية لتنفيذ عمليات خاصة بالحرس الثوري.
وتحصل المليشيات الرئيسية المتمثلة بمليشيات بدر وكتائب حزب الله وعصائب أهل الحق والنجباء وسرايا الخرساني وفرقة العباس القتالية، على أموال طائلة جراء سيطرتها على مطارات بغداد والنجف والبصرة والموانئ والمعابر الحدودية.
وبعد حصولها على حصتها من السيطرة على هذه المنافذ والمطارات والموانئ تنقل هذه المليشيات الأموال إلى بنوك تابعة لمليشيا الحرس الثوري، التي تستخدم هذه الأموال في تمويل العمليات الإرهابية في دول المنطقة.