اختطاف ومعاناة.. طفل عراقي يستبدل "بندقية" داعش بقرطاس التفوق
تناولت مواقع التواصل الاجتماعي بالعراق صورا لطفل أيزيدي كان اختطفه تنظيم داعش الإرهابي خلال سيطرته على قضاء سنجار شمال العراق في 2014
الطفل حاجم خيري، وهو من أهالي قضاء سنجار بمحافظة نينوى، اختطفه داعش مع عائلته عام 2014، وزج بهم إلى السجون والمعتقلات مع آلاف الأسر والعوائل، وظهر في الكثير من الصور إبان اختطافه وهو بعمر 4 سنوات، بملابس التنظيم ويحمل سلاحاً بعدما تم حشره فيما يسمى "أشبال الخلافة".
لكن وبعد 3 سنوات من الاختطاف وضمه لما يسمى بـ"أشبال الخلافة"، تمكن الطفل حاجم من النجاة هو وعائلته من بطش التنظيم الإرهابي ليكمل دراسته بتفوق عال، ويتجاوز المرحلة الخامسة من الدراسة الابتدائية.
وجاء بحسب مدونات عرضت على منصات التواصل الاجتماعي، نيل الطالب حاجم المرتبة الأولى على أقرانه في مدرسة الوليد عند مجمع تل الورد.
وتفاعل المغردون ونشطاء التواصل الاجتماعي مع صورة الطفل وهو يحمل شهادة التفوق، متقدماً زملاءه وكادر التدريس.
وعرضت حسابات شخصية ومنصات، صورتين للطفل، الأولى وهو ضمن صفوف داعش، ويحمل البندقية والثانية فرحاً بشهادة التمييز والتفوق الدراسي.
وكتب أحد المعلقين على منشور الطفل خيري "ذلك الذي يستبدل القلم بالبندقية"، فيما كتب آخر:" حكاية كبيرة لطفل صغير جسد فيها المثابرة والصمود والعزيمة على النجاح وتجاوز الصعاب والماضي الأليم".
وبعد تفاعل كبير مع قصته وحكايته مع التفوق، استقبل رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي الطفل الأيزيدي حاجم خيري برفقة عائلته.
وبحسب بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، رحّب "الكاظمي بالطفل حاجم وعائلته، وبارك له تفوقه الدراسي، واستمع إلى قصته، حيث يعد واحداً من الأطفال الذين اختطفهم تنظيم داعش الإرهابي، وأجبرهم على أن يكونوا جزءاً ما يسمى ب"أشبال الخلافة"، قبل أن يُحرر ويعود إلى قريته في قضاء سنجار بمحافظة نينوى، وينخرط مجدداً في المجتمع، ويصبح متفوقاً في مدرسته".
ووصف الكاظمي، حاجم بأنه "نموذج الطفل العراقي الشجاع الذي تمكن من مواجهة الظروف الصعبة، واستطاع أن يحول اختطافه من قبل العصابات الإرهابية إلى قصة نجاح عراقي كبير".
وأكد الكاظمي أن "الحكومة تعمل على توفير البيئة المناسبة للأطفال الذين عانوا من ظلم تنظيم داعش وممارساته اللاإنسانية، وأفكاره الفاسدة".
وكان تنظيم داعش استباح العديد من مدن العراق صيف 2014، وفرض سطوته عليها مرتكباً أبشع أنواع الجرائم الإنسانية بحق العديد من أبناء تلك المناطق.
وخلال سيطرته على قضاء سنجار (معقل المكون الإيزيدي) في أغسطس/آب من العام ذاته، عمد إلى القيام بحملة إبادة جماعية بعدما اغتصب المئات من النساء وسلب الأطفال.