إنفوجراف.. كركوك النفطية.. شاهدة على الصراعات السياسية بالعراق
تاريخها يعود لأكثر من 5 آلاف عام
كركوك من أهم المدن العراقية اقتصاديًا وتاريخيًا، حيث يعود تاريخها لأكثر من 5 آلاف عام.
كركوك خامس أكبر المدن العراقية من حيث عدد السكان وأهم المناطق التي تمتلك حقولاً نفطية، وأكثرهم تنوعًا في الموارد الاقتصادية، ما جعل المدينة الأكثر أهمية بعد العاصمة بغداد.
وتعد كركوك من أهم المدن العراقية اقتصاديًا وتاريخيًا، حيث يعود تاريخها لأكثر من 5 آلاف عام، كما شهدت عدة صراعات تاريخية حتى أن أصبحت العاصمة الأولى لولاية " شهرزور" إحدى الأراضي الكردية العراقية عقب سقوط الدولة العثمانية.
شاهدة على التاريخ
كركوك.. التي تمثل الجزء الأكبر والمركز الرئيسي بمحافظة كركوك العراقية تقع على بعد 255 كم إلى الشمال من العاصمة العراقية بغداد، تتميز بالتنوع السكاني حيث يقطنها عدد من العرب والأكراد والتركمان والآشوريين والسريان، ووفقًا لإحصائيات عام 2014 يبلغ عدد سكانها 900 ألف نسمة.
وعرفت كركوك بالمدينة ذات القوميات المختلفة، حيث تعايش الأكراد والعرب المسلمون فترات طويلة، كما جاءت عائلات تركية واستقرت بالمدينة أثناء ظهور الدولة العثمانية متنقلين بين إسطنبول وبغداد، وعقب سقوط الإمبراطورية العثمانية تمركز الأكراد والعرب والتركمان بشكل أكبر داخل نواحي المدينة التاريخية.
وطوال القرون الماضية شهدت كركوك أحداثاً تاريخية عديدة وصراعات بين الإمبراطوريات العثمانية والآشورية والبابلية، لتصبح مدينة أثرية هامة شاهدة على مواقع ومعارك قديمة وتضم عدة مواقع تاريخية ومعالم دينية كـ قلعة كركوك، ومرقد الإمام زين العابدين، وقلعة جيرمو، وقيصرية كركوك، ومبني القشلة التركي الذي بني بأوامر من الإمبراطور العثماني وقتها، بالإضافة لمرقد النبي دانيال.
وبشأن تسمية المدينة بهذا الاسم، تعددت الروايات التاريخية حول سبب التسمية، وفسرت إحدى الروايات الاسم بالسريانية " قلعة السلوقيين"، مستندين على أن الموقع الجغرافي لكركوك بين إمبراطوريات الآشوريين والبابليين والسلوقين والعثمانيين، جعلها تكتسب هذا الاسم.
الصراع السياسي – الاقتصادي
ومنذ اكتشاف حقول النفط المتعددة داخل كركوك، زادت أهميتها الاقتصادية التي ساهمت في أهميتها السياسية وسط باقي المدن العراقية، حيث تحتوي على 40% من نسبة الاحتياطي النفطي العراقي وأكثر من 70% من نسبة احتياط الغاز لتحتل المرتبة الأولى بين المدن النفطية بالعراق.
وتعدد مصادرها الاقتصادية وامتلاكها النسبة الأكبر من النفط العراقي، جعلها نقطة الصراع الأولى بين حكومة بغداد وحكومة كردستان، خاصة مع التوتر القائم بين الجانبين كنتيجة استفتاء استقلال إقليم كردستان عن العراق في نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي.
وقبل أن تطلق القوات العراقية العملية العسكرية الحالية في كركوك، انتشرت قوات البيشمركة في المدينة المتنازع عليها تحسبًا لأي هجمات من جانب حكومة بغداد.
" العملية العسكرية الجارية في كركوك الغنية بالنفط هي واجب دستوري" بهذه العبارة أكد حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي على ضرورة العملية وبسط الحكومة العراقية سيطرتها على كركوك، موضحًا أن المدنيين يصبحون في ملاذ آمن بعيدًا عن دائرة الاشتباكات رغم نزوح الآلاف من العراقيين صباح الإثنين مع تبادل الرصاص بين البيمشركة والقوات العراقية.
ويصبح الصراع الحالي غير المعلوم عواقبه، على مناطق تخضع بالفعل للإدارة الكردية بعضها مناطق مأهولة بالسكان الأكراد والبعض الآخر منها غير مأهول بالسكان، ما أدي لارتفاع الإصابات القتلى في صفوف القوات العراقية والبيشمركة.
وفي الوقت نفسه أشارت مصادر عراقية إلى أن القوات العراقية استعانت بفصائل الحشد الشعبي في التحرك ناحية جنوب كركوك رغبة في فرض السيطرة على القاعدة العسكرية " كي وان" وباقي الحقول النفطية ومصادر الغاز القريبة من القاعدة، خاصة وأن هذه المناطق خاضعة لسيطرة الأكراد بالكامل.
وفي غضون ساعات قليلة من انطلاق العملية العسكرية، ذكرت بعض المصادر العسكرية انتزاع القوات التابعة لحكومة بغداد السيطرة على القاعدة العسكرية كي وان من يد القوات الكردية.
ومع استمرار الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة في كركوك وظهور صدام جديد بين البيشمركة والقوات العراقية، يصبح السؤال قائمًا هل تصبح مدينة كركوك التاريخية.. شاهدة على انطلاق حرب وصراع بين بغداد والأكراد الأيام المقبلة؟