استفتاء كردستان.. شريان جديد لتدخل إيران في جسد العراق
طهران رفضت استفتاء كردستان وأعلنت عن إجراءات على الأرض، ما يعطيها ذريعة أخرى للتدخل غير المسبوق في الشأن العراقي
كشفت إيران عن خطتها المقبلة للضغط على إقليم كردستان لإجباره على التراجع عن قرار الانفصال، والتي تتراوح بين التفاوض والحرب؛ ما يعطيها ورقة جديدة للتدخل في العراق بعد ضعف ورقة تنظيم داعش.
وفي جلسة مغلقة لمجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) شرح أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني، استراتيجية بلاده لمواجهة انفصال كردستان عن العراق.
ووفق تصريحات النائب جبار كوجك نجاد، لوكالة "مهر" الإيرانية للأنباء، فإن شمخاني تحدث عن الإجراءات التي اتخذتها طهران للحيلولة دون إجراء الاستفتاء، ومنها تشكيل اتحاد إقليمي مكون من العراق وتركيا وإيران، وإجراء مفاوضات مكثفة مع مسؤولي الإقليم، غير أنها لم تكلل بنجاح.
ويشارك في الحوار والتنسيق بين إيران وكردستان العراق الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في مليشيات الحرس الثوري، والذي يقود المليشيات الموالية لإيران في أنحاء العراق والمسؤولة عن تعزيز الوجود العسكري والسياسي والاقتصادي الإيراني هناك.
أما عن الإجراءات المقررة بعد الاستفتاء الذي أجري فعلا الإثنين الماضي وحصل على تأييد بنسبة 92% من أصوات الناخبين، فقال كوجك نجاد إن شمخاني يرى مرحلة جديدة بدأت بالاستعانة بالمنظمات الدولية والحكومة العراقية.
ومن ذلك، تواصل المحادثات والتنسيق الثلاثي بين إيران والعراق وتركيا، واستمرار المفاوضات مع الجماعات والأحزاب في إقليم كردستان، إضافة إلى ممارسة ضغوط الحظر لإرغام الأكراد على التراجع عن الانفصال.
ومن تلك الضغوط دعم العراق في أي إجراء عسكري ضد كردستان، بحسب شمخاني.
وعلى صعيد استمرار التنسيق الإيراني مع العراق في هذا الاتجاه، استقبل رئيس هيئة أركان القوات المسلحة اللواء محمد باقري نظيره العراقي الفريق الركن عثمان الغانمي، أمس الأربعاء، ومن المنتظر أن يقوم وفد عسكري مشترك من البلدين اليوم بجولة تفقدية على الحدود المشتركة والقريبة من كردستان.
وعقب اللقاء أكد باقري أنه لا سيادة لأية أحزاب كردية على الحدود، معلنا استعداد طهران تسليم حكومة بغداد المعابر الحدودية المشتركة من جهة العراق.
وسبق أن هدد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، بأن انفصال إقليم كردستان عن العراق سيشكل نهاية للاتفاقات الأمنية والعسكرية مع الإقليم، ملوحا بإمكانية إغلاق كل المنافذ الحدودية بين الطرفين.
ويوجد بين إيران وإقليم كردستان 5 منافذ حدودية، أهمها معبر باشماخ شرق مدينة السليمانية.
من جهته أكد الغانمي أن الجيش العراقي سيفرض سيطرته على الحدود المشتركة بالتنسيق مع الجانب الإيراني.
وبذلك فمن المتوقع أن يوفر اتجاه إقليم كردستان فرصة جديدة لإيران لتوسيع وتعزيز تدخلها ووجودها العسكري والسياسي والمذهبي والاقتصادي في عروق العراق، وذلك بعد انكماش خطر تنظيم داعش الذي اتخذته إيران في السابق ذريعة أخرى للتدخل غير المسبوق.