العراق ما بعد "داعش".. مخاوف من "صراع الجيوش"
القوات العراقية المشتركة تركز حاليا على هزيمة تنظيم "داعش" في الموصل، لكن ماذا سيحدث عندما يرحل التنظيم الإرهابي عن العراق؟
فيما تركز القوات العراقية المشتركة على هزيمة تنظيم "داعش" في الموصل، خضعت مليشيات الحشد الشعبي الشيعية لسيطرة الحكومة العراقية، بموجب ضمها إلى الجيش الوطني، وعمل عناصرها على تحسين سلوكهم، وكذلك بات السنة والأكراد يتلقون الاحترام رسميا، لكن ماذا سيحدث عندما يرحل التنظيم الإرهابي عن العراق؟
طرحت مجلة "نيوزويك" الأمريكية هذا التساؤل في محاولة للتنبؤ بشكل مستقبل العراق، في تقرير بعنوان "جيوش العراق الكثيرة.. هل تنقلب على بعضها بعض إذا رحل داعش؟".
فإذا رحل "داعش" عن العراق، وشعر السنة أن مجتمعهم يعاني مجددا من انتهاكات، من المحتمل أن يجر العراق إلى حرب أهلية شبيهة لما يحدث في سوريا جارتها، حسب المجلة.
ويعي رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي هذا الخطر، ويفكر مليا في سحب الجيش الوطني ذي الأغلبية الشيعية من جميع القواعد العراقية بمجرد انتهاء المعارك ضد "داعش"، على أن يعيد نشره بعد إدماج مليشيات الحشد الشعبي به.
لكن بالنسبة للجماعة المسلحة المحلية المعروفة بـ"حرس نينوى"، وتضم عرب سنة وشيعة ومسيحيين وأيزيديين، بقيادة المحافظ السابق للموصل أثيل النجيفي، الرجل الملام بالفشل في وقف استيلاء داعش على الموصل في 2014، لم يتم ضمهم إلى الجيش الوطني على غرار الحشد الشعبي.
ورأت المجلة أن ذلك الصراع الجماعي الذي سكن بينما يحارب الجميع "داعش"، قد يعود بمجرد انتهاء القتال، فالاستياءات بين هذه الجيوش بدأت تظهر بالفعل، حيث لا يتقاضى معظمهم أجورا أو مساعدات طبية أو تعويضات لعائلاتهم في حالات الإصابة، على عكس ما يحدث مع الحشد الشعبي التي أصبح شرعيا الآن.
وفضلا عن الشرعية والأجور، لا تثق تلك الجماعات المسلحة في أن الحكومة العراقية ستقوم بأي شيء أفضل من الذي كانت تفعله قديما، فيما يتعلق بحقوق السنة أو الأقليات العراقية الأخرى بعد استعادة الموصل.
ونظرا لنوعية الادعاءات التي وجهت في السابق ضد بعض المليشيات في قوى الحشد الشعبي ذات الأغلبية الشيعية، يبدو الهجوم الحالي متناقضا مع ما يتعهد به قادتها بالاحتراف وإخراج أي عضو ينتهك سلطة الجماعة الجديدة التي منحها لها رئيس الوزراء العراقي.
وتعتبر بعض الفصائل، مثل حزب الله الإرهابي وعصائب أهل الحق، امتدادات لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، لكن قادة التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، يأملون أن يكون الحشد الشعبي قوة استقرار في العراق، لكن عليها أن تصبح حرسا وطنيا أكثر من كونها مجرد امتداد لإيران.
أما نائب مستشار الأمن القومي العراقي، صفاء الشيخ، فقال إن هناك بعض المليشيات التي يصعب السيطرة عليها، ولهذا السبب تم وضعهم في إطار شرعي تابع للحكومة العراقية، مشيرا إلى أن الحكومة تدرس خطة لما بعد "داعش"، تتضمن سحب الجيش العراقي، الذي معظمه من الشيعة، من جميع المدن وخصوصا المدن غير الشيعية لتجنب الاحتكاكات.
aXA6IDMuMTQ5LjIzNS42NiA= جزيرة ام اند امز