وسط سقوط ضحايا.. "صاحبة الجلالة" العراقية تحتفل بعيدها الـ153
على وقع بيئة مرتبكة سياسياً واجتماعياً، تحتفل صاحبة الجلالة في العراق بعيدها الـ153، وسط دعوات لإيجاد تشريعات تحمي الصحفيين.
يأتي الاحتفال وسط أمنيات لإيجاد مواثيق إعلامية تضمن حقوق الصحفيين في حق الوصول إلى المعلومة وبما يؤمن بقاؤهم بعيداً عن المطاردة والملاحقة والقتل.
وتحتفل الصحافة العراقية في 15 يونيو/ حزيران من كل عام بعيدها الوطني الذي يتزامن مع صدور أول صحيفة عراقية (زوراء) عام 1869م.
وتتزامن الذكرى الـ153، لعيد السلطة الرابعة في العراق مع أحداث لامست واقع الانتهاكات الصحفية لحريات التعبير بحسب مراقبين على خلفية تحريك دعوى بحق صحفي اتهم السلطة القضائية الأعلى في البلاد بمجاراتها قوى ولائية للخارج.
وكان مرصد "مراسلون بلا حدود"، وضع العراق في تصنيف عالمي ضمن المركز الـ172 من بين 180 دولة ضمن نطاق حرية الصحافة، خلال تقرير رصد الواقع الإعلامي في البلاد خلال عام 2021.
وتشكل البيئة الصحفية غير الآمنة في العراق منذ عام 2003، أهم التحديات التي تعوق عمل المؤسسات الإعلامية في تقديم الحقائق كاملة دون اجتزاء أو مواربة، بفعل العديد من التحديات الكبيرة بينها السلاح المنفلت وسطوة قوى اللادولة.
نقابة الصحفيين العراقيين وخلال كلمة جاءت بمناسبة الذكرى قالت إن "الاحتفال بعيد الصحافة العراقية يعني استعراض المسيرة الحافلة للصحفيين العراقيين عبر تلك السنوات الطويلة والتي اتسمت بالعطاء والتميز والدفاع عن بلدهم العراق ومكتسباته ومستقبله من خلال التناول الإعلامي وكذلك في نقل الصورة المشرقة له أمام العالم".
من جانبه يقول نقيب الصحفيين العراقيين مؤيد اللامي خلال حديث لـ"العين الإخبارية"، إن "الاحتفال بالعيد الوطني للصحافة العراقية وهي تتجاوز في مسيرة عملها قرنا ونصف القرن قدمت من خلالها أكثر من 500 شهيد منذ عام 2003 ولغاية الآن، يأتي للتأكيد على دور الكلمة بوصفها إحدى الدعامات الرئيسة في أركان العملية الديمقراطية".
ويلفت اللامي إلى "أهمية الصحفي العراقي ومهنيته الكبيرة التي من خلالها استطاع أن يصل بصاحبة الجلالة إلى مديات إقليمية ودولية وبات مؤثراً ومطلوباً لدى المؤسسات العالمية".
رئيس المرصد العراقي للحريات الصحفية هادي حلو مرعي وخلال حديث لـ"العين الإخبارية"، يقول إن "العراق ورغم تاريخه العريق والسباق بين الدول العربية في مجال الصحافة إلا أن واقع التنظيم الإعلامي ومستوى الحريات سواء في التعبير أو حق الحصول على المعلومة ما زال يعاني الأزمات والتحديات الكبيرة".
ويلفت مرعي إلى أن "الصحفيين في العراق يعانون من مصادر نيران مختلفة ومتعددة بينها الاشتغال عند المناطق الساخنة التي تجري على أراضيها لملاحقة عناصر داعش الإرهابية وكذلك مصادر الموت والتغييب والترهيب التي تمارس ضدهم من قبل المليشيات والبنادق المنفلتة".
فضلاً عن ذلك، كما يقول رئيس مرصد الحريات الصحفية، إن "القوانين والتشريعات ماتزال في العراق تنطلق من رحم الأنظمة السابقة فيما يخص المواد التي تعنى بالعقوبات ومصادر الحريات والحقوق والمسؤوليات المنظمة للعمل الصحفي".
ويستدرك بالقول: "كذلك حالات التضييق ومصادرة المعدات والمحاكمات التي نشهدها حالياً بالإضافة إلى الدعاوى القضائية ضد الصحفيين من قبل جهات رسمية وجهات محلية مرتبطة بمؤسسات رسمية وغير رسمية تتعلق بحرية التعبير والانتقادات كذلك التهديدات التي تطول الصحفيين بسبب نوع الآراء التي يقومون بطرحها".
ورافقت الذكرى الـ153 لعيد الصحافة في العراق، تعليقات وتدوينات لعاملين في مجال الإعلام نشروا من خلالها صوراً لضحايا زملاء لهم كانوا قد سقطوا خلال القيام بواجبهم. ورأى بعض منهم أن "الاحتفال بتلك المناسبة يكون من خلال كشف الجناة وتقديمهم إلى القضاء".
وبحسب تقارير لمراكز حقوقية تعنى بالديمقراطيات والحريات، شهد العراق منذ عام 2003، وحتى نهاية العام الحالي، مقتل أكثر من 500 صحفي، سقطوا خلال تغطيات إخبارية لأحداث ساخنة شهدتها البلاد، فضلاً عن القسم الأكبر منهم قد لقي حتفه على يد مسلحين مجهولين.
وشهد العراق أواخر عام 2019 وصولاً إلى الثلث الأخير من 2020، الفترة الأكثر فتكاً بالصحافة والعاملين في مؤسساتها في خضم ما سجل من انتهاكات وحوادث قتل وملاحقة وتغييب للعشرات ممن يعملون في هذا القطاع.