التايمز: العراق أقرب إلى الانهيار أكثر من أي وقت منذ 2003
عدم استجابة الحكومة العراقية لمطالب المتظاهرين وتأثرها بنفوذ إيران يجعل البلاد أقرب إلى الانهيار أكثر من أي وقت.
حذرت صحيفة "التايمز" البريطانية من أن العراق أقرب إلى الانهيار أكثر من أي وقت منذ الغزو الأمريكي عام 2003؛ لا سيما في ظل عدم استجابة الحكومة لمطالب المتظاهرين وتأثرها بنفوذ إيران.
وفي افتتاحية بعنوان "عاصفة الصحراء"، قالت إن الدولة الشرق أوسطية التي هيمنت على النقاشات العسكرية والاستراتيجية الغربية في معظم فترة ما بعد الحرب الباردة، باتت على شفا الانهيار أكثر من أي وقت منذ الغزو الفاشل الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003.
وأشارت إلى أن رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، اضطر إلى الاستقالة، السبت، بعد عام واحد فقط في منصبه بعد شهرين من الاحتجاجات العنيفة التي أدت إلى أكثر من 450 حالة وفاة وآلاف الجرحى.
وأوضحت أن استقالة عبدالمهدي خلفت فراغا في السلطة ببغداد تسعى إيران لسده، بينما تبدو قدرة الغرب على التأثير فيما يحدث بعد ذلك محدودة جدا.
واعتبرت الصحيفة البريطانية، أن الأزمة في العراق تعكس فشل التسوية الدستورية التي وضعت بعد الإطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين، حيث كان هذا النظام قائماً على أساس المحاصصة الطائفية، ويهدف إلى تعزيز الاستقرار من خلال ضمان الوظائف العليا للجماعات المتنافسة، بما في ذلك الشيعة والسنة والأكراد.
ولكنه بدلاً من ذلك، حصن النخب السياسية، ما أدى إلى فساد متفشي أدى إلى شل الاقتصاد.
وعلى الرغم من امتلاك العراق واحداً من أكبر احتياطيات النفط في العالم، لكن معدل البطالة مرتفع للغاية والخدمات العامة على وشك الانهيار.
وكانت النتيجة عدم الرضا العميق بين الشباب الذين تقل أعمار 50% منهم عن 21 عاما.
ووفقا للصحيفة، هناك القليل من الدلائل على أن النخب السياسية مستعدة لقبول مطالب المحتجين، فبعد أن وعدت الحكومة بالإصلاح في البداية، ردت على نحو متزايد على الاحتجاجات بالعنف بمساعدة المليشيات التي تدعمها إيران.
ورجحت أن ما سيحدث بعد ذلك يعتمد إلى حد كبير على البرلمان العراقي، حيث يتبقى أمام الحزب الأكبر 15 يومًا لترشيح رئيس وزراء جديد.
وارتأت الصحيفة أنه ليس هناك ما يدعو للتفاؤل بأن مثل هذا النظام السياسي المتشظي الذي يضم عددًا كبيرًا من سماسرة السلطة قد يختار قائدًا فعالًا قادرًا على تلبية مطالب المحتجين بإصلاحات اقتصادية وإنهاء التدخل الأجنبي.
هذا يعني أنه من غير المرجح أن تنتهي الاضطرابات، ما يزيد من مخاطر أن النخبة السياسية المحاصرة سوف تظل متأثرة بمزيد من النفوذ الإيراني.
واعتبرت أن هذا سيشكل هزيمة استراتيجية للغرب وخاصة للولايات المتحدة، التي أنفقت موارد ضخمة في العراق خلال السنوات الـ16 الماضية ولا تزال تقدم مساعدة كبيرة لدعم معركة بغداد ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.
ولفتت إلى أن أي محاولات غربية علنية للتأثير على اختيار البرلمان لرئيس وزراء جديد ربما تأتي بنتائج عكسية.
ونوهت بأن أفضل أمل للغرب هو أن ينجح المحتجون في فرض انتخابات جديدة قد تمهد الطريق لحكومة مستعدة لمقاومة النفوذ الإيراني.
aXA6IDMuMTUuMjM5LjE0NSA=
جزيرة ام اند امز