الشاعر عبدالرزاق الربيعي عن طفولته في رمضان: البقلاوة شعار الفوز
الشاعر العراقي عبدالرزاق الربيعي يستعيد في حديث مع "العين الإخبارية" أبرز ذكرياته في شهر رمضان الكريم خلال مرحلة طفولته
ارتبط شهر رمضان بالعديد من الذكريات التي تتشكل في الوجدان وتُشعل الحنين لكل ما هو قديم، سواء من الطقوس الرمضانية، أو مشاهدة برامج تلفزيونية، أو الاستماع لأغنيات ظلت عالقة في الأذهان.
"العين الإخبارية" سألت الشاعر العراقي عبدالرزّاق الربيعي عن ذكرياته مع رمضان وعن حكاية أو موقف له مع مدفع الإفطار في رمضان، أو مكان ارتبط به في رمضان أو أكلة مفضلة.
وقال "الربيعي"، لـ"العين الإخبارية": "تحتشد برأسي ذكريات كثيرة، بداية من فرحتنا الكبيرة بهلال رمضان عندما كنّا صغاراً، دون أن نفهم سبباً للفرحة سوى أنّ المحال ستعرض للبيع أطباق الزلابية، والبقلاوة، كطقس من طقوس رمضان، ويتم توزّيعها على الجالسين في المقاهي بعد انتهاء لعبة (المحيبس)، وتكون تلك الصواني على حساب الفريق الخاسر".
و"المحيبس"، هو تصغير محبس، ويعني الخاتم، والذي يخفيه كلّ فريق يكون بحوزته عن أنظار الفريق الخصم، وهي لعبة شعبيّة تعتمد على الفراسة، والهدف منها التسلية، وملء الوقت حتى السحور، والفائز هو الذي يحزر في أيّ يد يختبئ الخاتم.
وتابع "الربيعي": "عندما تقام مباراة فنحن نكون جمهوراً، أما في البيوت، ومع إخواننا وأصدقائنا، فبالطبع نكون من اللاعبين، وتدور خلالها أقراص الزلابية وقطع البقلاوة، وهما العنوان الرئيسي لرمضان في العراق".
وأضاف: "كنا نتجمع أيضاً قرب الجامع الهاشمي في الكاظمية، ونستمع إلى محاضرات للدكتور أحمد الوائلي، ثمّ نواصل المساء بالذهاب إلى المرقد حيث الأضواء مشتعلة وحركة الأسواق عادية حتّى أذان الفجر، ووجدت هذه الأجواء في صنعاء، خلال إقامتي باليمن".
وقال الشاعر العراقي: "الفعاليّات الثقافيّة خلال شهر رمضان في صنعاء، تُقام بوقت متأخّر من الليل، ويكون من الطبيعي جداً أن ترى الفتيات في هذا المجتمع المحافظ يتجوّلن في الشوارع بعد منتصف الليل".
واستطرد: "أمّا في النهار، فالعمل يبدأ حوالي في الحادية عشرة صباحاً، ويستمرّ حتى الثانية ظهراً، باستثناء المدارس، وكنت أعمل في مجال التدريس، فأخرج قبل هذا الوقت، فأجد الكلاب تحتلّ الشوارع، وتسير بأمان، فيما ينتابني الفزع منها لكثرتها وقلّة وجود البشر ووسائل النقل".
وأشار إلى أن الحياة تبدأ بعد العصر قبيل الإفطار، إذ تنشط الحياة الاجتماعيّة، وتكثر الدعوات على الإفطار، التي تتضمّن الأطعمة الشعبية التي يتبادلها الجيران بكرم كبير.
وكشف: "حين انتقلت إلى العاصمة العمانية مسقط، لم أجد ما رأيته في اليمن من تغيير كامل في شكل الحياة اليوميّة، فالعمل يبدأ بوقت متأخرّ بساعة ونصف عن الأيّام العاديّة، مع شيء من التخفيف على العاملين".
وأوضح: "التشابه في مسقط مع صنعاء يكمن في كثرة الدعوات على الإفطار، التي تحتوي ما لذّ وطاب من أطباق خاصّة بشهر رمضان، وغلبة الأجواء الروحانيّة، والخيم الرمضانيّة التي نفتقدها هذا العام بسبب ما فرضه فيروس كورونا من حجر صحي، وتباعد اجتماعي، ليظلّ البحث جاريا عن المحيبس المفقود".
واختتم: "عزاؤنا أنّه جاء ببديل تمثل بالجلسات التفاعليّة التي نشطت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ليحل رمضان علينا بنكهة مختلفة، لكنّها لا تنسينا طعم الزلابية، والبقلاوة، وإن تناولناها بشكل انفرادي ".