اللبنانية مايا الحاج لـ"العين الإخبارية": ذاكرتي مصنوعة من روائح رمضان
الروائية اللبنانية مايا الحاج ترى أن "النوستالجيا" تفيض في شهر رمضان الكريم، إذ تشعر بأنها فقدت ماضيا سعيدا مر سريعا كما الحلم.. المزيد عبر العين الإخبارية.
ارتبط شهر رمضان بالعديد من الذكريات التي تتشكل فى الوجدان وتُشعل الحنين لكل ما هو قديم، سواء من الطقوس الرمضانية، أو مشاهدة برامج تلفزيونية، والاستماع لأغنيات ظلت عالقة في الأذهان.
"العين الإخبارية" تسأل الأدباء والكتاب العرب عن ذكرياتهم مع رمضان وعن حكاية أو موقف لهم قبل مدفع الإفطار في رمضان، أو مكان ارتبطوا به في رمضان أو أكلة مفضلة.
ذكريات "مايا الحاج" مع رمضان
وقالت الروائية والإعلامية اللبنانية مايا الحاج: "أستقبل شهر رمضان بكثيرٍ من اللهفة، لكنني أشعر، سنةً تلو أخرى بأنّه يأتي مختلفاً، ينقصه شيء لا أعرف ما هو.
أحاول أن أبحث عما أريده، أستعين بيوتيوب لأعيد سماع أغنية رمضانية ارتبطت بذاكرتي مذ كنت طفلة".
وأضافت: "أزيّن البيت بالفوانيس، وأحضّر الطعام الذي كانت تحضره أمي لنا، حساء العدس وسلطة الفتوش، وهما طبقان لا يفارقان سفرة الإفطار".
وتابعت: "في السحور، أحرص على تناول (المشطاح)، حبّاً في رائحته أكثر من طعمه، ذاكرتي مصنوعةٌ من الروائح، ورائحة رمضان في رأسي لا تنفصل عن خبز المشطاح.
وهو زينة السحور بلونه الذهبي وشكله المستطيل وحبات البركة التي ترصّعه، رائحته تعيدني إلى الطفولة، إلى صخب منزلنا المكتظّ بنا، إلى زمنٍ لن يعود".
وأشارت صاحبة رواية "البوركيني" إلى أن "النوستالجيا تفيض في شهر رمضان، فأحس بأنني فقدت ماضياً سعيداً مر سريعاً كما الحلم، عن أي رمضانٍ أبحث؟ لا أدري، الآن، صرت أتابع المسلسلات بلا متعة.
هل التلفزيون صار مملاً أم أن وعيي النقدي يجعلني لا أرى سوى العيوب ويمنعني لذة المشاهدة؟".
ومضت قائلة: "في طفولتي المبكرة جداً، كان شهر رمضان يعني حكايات ألف ليلة وليلة، شريهان كانت جزءاً من ذاكرتي الرمضانية، المحطات اللبنانية كانت تعيد فوازيرها، عاماً تلو آخر، من دون أن أرتوي منها.
كنا نعيد مشاهدتها بحماسة المرّة الأولى، كنت أحب أن أستمع أيضاً إلى الأغنيات الدينية قبل الإفطار، ومنها أنشودة (محمد يا رسول الله) بصوت نجاة الصغيرة".
وتلفت إلى أن رمضان كان يعني لها الصبر على عطش النهار بغية الاستمتاع ليلاً بكأس جلاّبٍ بارد، تُزينه حبات الصنوبر واللوز المقشور، مضيفة: "رمضان ما زال أجمل الشهور، لكنّه لم يعد كما كان".
وتختتم "الحاج" قائلة: "أحياناً، أشعر أن رمضان لم يتغير، ولكن نحن من نتغيّر، عندما تغادرنا الطفولة، نفقد معها انبهارنا بما حولنا، وكلما خسرنا شخصاً مقرباً، نفتقد معه شيئاً من سعادتنا الفطرية، على أمل أن يبقى رمضان شهر الحب والبهجة والفرح، لنا ولأطفالنا".
aXA6IDEzLjU4LjE4OC4xNjYg جزيرة ام اند امز