الشاعرة منى حسن: روحانيات رمضان وزيارات الأهل أهم ما يميز الشهر الكريم
الشاعرة السودانية منى حسن تستعيد ذكريات رمضان، وتتحدث عن أهم ما يميز أجواء الشهر الكريم في بلدها.
ارتبط شهر رمضان بالعديد من الذكريات، التي تتشكل فى الوجدان وتُشعل الحنين لكل ما هو قديم، سواء من الطقوس الرمضانية، أو مشاهدة برامج تليفزيونية، والاستماع لأغنيات ظلت عالقة في الأذهان.
وتكشف الشاعرة السودانية منى حسن ذكرياتها مع الشهر الكريم بقولها: "لا تختلف ذكرياتي في شهر رمضان عن غيري كثيراً، فالطقوس والعادات تكاد تكون متشابهة بين جميع الدول العربية، مع بعض الخصوصية من بلد لآخر".
وأضافت: "تبدأ الاستعدادات لشهر رمضان لدى السودانيين، داخل أو خارج الوطن، بتجهيز احتياجات رمضان من المأكولات والمشروبات المحلية الخاصة برمضان، وأشهرها العصيدة والقراصة ومشروب الآبري، الذي يعرف أيضاً باسم (الحلو مر)، وهو مشروب تقليدي سوداني يصنع بطريقة خاصة من عجين الذرة والبهارات التي تتضمن الحلبة والقرفة والهيل وغيرها".
وتابعت في وصف طريقة عمل الآبري قائلة: "يصنع الآبري أو الحلو مر من دقيق (الزريعة)، وهي الذرة أو عيش الذرة النابت، حيث توضع حبوب الذرة قي الخيش ويسقى بالماء حتى تنبت رؤوسها، ثم تجفف وتطحن، ويستخدم عجينها في صنع الآبري، وهو مفيد جداً للكلى، ولإرواء العطش، وملازم لأي مائدة رمضانية سودانية، ولا يحضّر غالباً في غير رمضان إلا في حال مناسبة فرح أو وجود مريض".
واستطردت: "أذكر أنني كنت في طفولتي أحب رمضان لخصوصية أيامه وروحانيتها العالية، فتدربنا على الصيام منذ الطفولة وعلى أداء صلاة التراويح، سواء بالمنزل أو المسجد، وكنت أنا ممن يصلون في المنزل، حيث كنت وما زلت بيتوتية جداً".
وتتذكر الشاعرة السودانية دور والدها الراحل في حبها لأيام رمضان قائلة: "كان والدي، رحمه الله، يجعل لنا جائزة لمن يختم القرآن أولاً، وأذكر أننا كنا نقتنص الفرص لنتسابق لقراءته، بينما نساعد أمي في إعداد الفطور، وكانت لنا مواقف طريفة في ذلك".
وتحدثت "حسن" عن أطرف ذكريات رمضان قائلة: "والدي كان يطلب منا أن نغلق التلفزيون بعد منتصف الليل، وحين يسمع صوت التلفزيون يفتح باب غرفته ويتوجه لغرفتنا فنقوم بإغلاق التلفزيون والتظاهر بالنوم، فيفرش سجادة الصلاة بغرفتنا ويبدأ بقيام الليل ونحن نعد الركعات حتى ننام، دون أن يفكر بعقابنا أو سؤالنا عما فعلنا، وما زلت أترحم عليه وعلى طريقته في التربية التي كانت تعتمد الحكمة وحسن التصرف والقدوة الحسنة أكثر من أي أسلوب آخر كالضرب أوالعقاب".
واختتمت: "توفي والدي في 8 رمضان عام ٢٠٠٦، وأصبح لدينا طقس جديد في رمضان، حيث يجتمع أهل الوالد لدينا في 8 رمضان للفطور وختم القرآن ترحماً على روحه، وإحياءً لذكراه الطيبة في أذهان كل من عرفه".
وتختتم: "تظل أجمل ذكريات رمضان مرتبطة في ذهني باجتماع الأهل والزيارات الرمضانية بينهم، وطقوس مائدة رمضان، والجو النفسي المريح الذي يصاحب هذا الشهر الكريم".