"يوميات طفل قديم".. ذكريات الكاتب المصري نعيم صبري مع رمضان
ذكريات شهر رمضان الكريم ونوستالجياته فرضت نفسها على الكاتب والروائي المصري نعيم صبري لا سيما في سيرة طفولته.. تعرف عليها عبر "العين الإخبارية".
اقتفى الكاتب والروائي المصري نعيم صبري في كتابه "يوميات طفل قديم" خيوط ذاكرته إلى أن قادته إلى مرافئ الطفولة، حيث البيت الأول والطفل الشغوف الذي كان، والمدرسة، والعائلة والجيران، وليالي الصيف، ومصر التي تتقاطع صورها مع معالمها وشوارعها التاريخية وأغاني فريد الأطرش وعبدالحليم حافظ.
تدور السيرة الذاتية على هيئة نصوص متفرقة، تنحاز لعفوية الحكي، ومشهدية الحكايات، مرّ فيها على ذكريات شهر رمضان الكريم كما احتفت بها ذاكرته.
ويحكي في واحدة من لقطاته: "شهر رمضان، شهر الحلويات والمكسرات، كنت أعشق الذهاب مع أمي لشراء ياميش رمضان، نأخذ الأتوبيس إلى شارع فؤاد (26 يوليو الآن)، المحلات مضاءة بفرح، ممر الكونتيننتال ومحلات قويدر والخطيب، أجولة الجوز واللوز والبندق".
ويضيف: "نعود بتاكسي إلى البيت لأننا محملون بالأكياس، نتسامر في أمسيات رمضان الجميلة ونحن نكسر المكسرات، أمي تجهز لنا القطايف، نستمع إلى (ألف ليلة وليلة) في الراديو وحكاياتها الجميلة، وفوازير آمال فهمي بعد الإفطار".
وتظل عين "الطفل" هي مفتاح عالم الكتاب، التي يمكن على هامشها قراءة التراث المصري الغني في الاحتفال بشهر رمضان الكريم، كما توقف عند حكايات ألف ليلة وليلة التي كان يبثها "الراديو" خلال شهر رمضان لأكثر من 20 عامًا منذ خمسينيات القرن الماضي.
وفي لقطة أخرى يتذكر نعيم صبري حالة المحبة التي كانت تستقبل بها عائلته المسيحية احتفال جيرانهم المسلمين بقدوم شهر رمضان، فهم كما سبق ذكره يشترون الياميش (المكسرات والفواكه المُجففة) وكذلك يشاركونهم الإفطار، فيقول: "أول يوم رمضان وأول يوم في العيدين الصغير والكبير، تذهب أسرتنا إلى منزل عمي فكري لنُعيد معهم، وأول يوم في العيدين الصغير والكبير للمسيحيين تحضر أسرة عمي فكري لمنزلنا لتُعيد معنا".
ويتذكر في موضع آخر: "كنت أذهب للاستمتاع بالإفطار عند حواء جارتنا، الحاجة زكية أم أحمد، زوجة عمي محمود طويلة رحمه الله".
ولعل هذه الذكريات هي واحدة من أبرز ملامح مشروع الكاتب نعيم صبري الأدبي، والتي تُثمن أعماله قيمة الإخاء والتعايش بين مختلف الأعراق والأديان كما برز في روايته "شبرا" التي طلّ فيها شهر رمضان كواحد من مناسبات هذا التعايش والاحتفاء.
ويعتد الكاتب المصري نعيم صبري بكتابه "يوميات طفل قديم" بوصفه أولى محطاته التي انتقل فيها من الشعر إلى عالم السرد الأدبي، واصفًا إياه بالجسر بين أعماله الشعرية وأعماله الروائية، فله رصيد يضم المسرحيات الشعرية والدواوين، والروايات، وآخرها "صافيني مرة" التي تعد مرثية سردية لجيل الستينيات في مصر.