أسبوع العراق.. توطيد العلاقات مع الرياض وبدء محاكمة إرهابيي داعش
أحداث سياسية واقتصادية حفل بها العراق؛ بينها زيارة رئيس الوزراء العراقي، عادل المهدي، للسعودية، واكتشاف مقبرة جماعية للأكراد.
شهد العراق، الأسبوع الماضي، زيارة مهمة لرئيس وزرائه، عادل المهدي، إلى السعودية على رأس وفد ضخم لتوطيد العلاقات بين البلدين وبدء محاكمة إرهابيي داعش، بالإضافة لاكتشاف مقبرة جماعية للأكراد منذ عهد الرئيس الأسبق صدام حسين.
وعلى مدار يومين، زار المهدي الرياض، الأسبوع الماضي، التقى خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد محمد بن سلمان وكبار المسؤولين بالدولة.
وشهدت الزيارة التي ضمت وفدا عراقيا كبيرا من وزراء ومسؤولين ورجال أعمال توقيع حزمة من الاتفاقيات الاستراتيجية بين الجانبين وعقد أول اجتماع للجنة الشؤون السياسية والأمنية والعسكرية.
وتناولت تطوير العلاقات العراقية السعودية التي اعتبرها المهدي "حاجة ملحة لبغداد وللمنطقة، وتحقيق السلم والتنمية والازدهار".
كما أكدت السعودية أنها "تضع كل إمكاناتها وخبراتها في خدمة العراق وشعبه ورفع مستوى التعاون في جميع المجالات".
إضعاف النفوذ الإيراني
ووفق مراقبين؛ فإن السعودية نجحت بعد 25 عاما من انقطاع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية جراء الغزو العراقي للكويت عام ١٩٩٠، في عودة العراق إلى عمقه العربي والاعتماد على الاقتصاد العربي، بعدما أنهك التدخل الإيراني الاقتصاد العراقي وسيطر على جميع موارده، حيث أظهرت المؤشرات أن كفة الميزان التجاري تميل بنسبة 90% لصالح طهران على حساب بغداد.
وأنهكت إيران بعلاقاتها ومليشياتها العراق خلال السنوات الماضية وما زالت؛ فالمنافذ الحدودية الواقعة بين الجانبين تشهد سيطرة إيرانية كبيرة تتمثل في وجود ضباط من فيلق القدس (الجناح الخارجي للحرس الثوري) الذين يشرفون على عمليات سحب العملة الصعبة من العراق إلى إيران، وكذلك على عمليات تهريب النفط والمخدرات والمواد الغذائية والصناعية والأدوية الفاسدة والأسلحة والنفط وخردة الحديد وعلى الأسواق العراقية.
وتجني المليشيات والأحزاب التابعة لإيران أموالا طائلة من واردات المنافذ الحدودية؛ فالأموال التي تحصل عليها مليشيا الحرس الثوري من المنافذ الحدودية العراقية تُعَد أحد المصادر الرئيسية التي تستفيد منها لتمويل عملياتها الإرهابية في الشرق الأوسط، لذلك تعمل طهران من خلال مليشياتها على توسيع سيطرتها على هذه المنافذ وافتتاح أكبر عدد منها، واستمرار هيمنتها على الاقتصاد العراقي.
واعتبر مراقبون أنه رغم الضغوطات التي يتعرض لها المهدي من قبل الأطراف السياسية والمليشيات التابعة لإيران لإبعاده عن مشروع إعادته إلى عمقه العربي؛ فإنه يواصل سياسة النأي بالنفس عن الهيمنة الإيرانية.
مقبرة جماعية
وشهد، الأسبوع الماضي، كذلك إعلان الحكومة اكتشاف مقبرة جماعية للأكراد قتلوا في عهد الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين قبل نحو ٣٠ عاما.
وقال مكتب الرئيس العراقي، برهم صالح، في تصريح صحفي، إن "المقبرة التي عثر عليها مؤخرا في منطقة صحراوية تبعد نحو ١٧٠ كيلومترا إلى الغرب من مدينة السماوة (مركز محافظة المثنى جنوبي البلاد) تضم رفات عشرات الأكراد الذين أبادتهم قوات صدام".
محاكمة الدواعش
كما باشرت السلطات القضائية في بغداد إجراءات محاكمة ٩٠٠ من المنتمين لتنظيم داعش في سوريا بعد أن استلمتهم الحكومة العراقية من قوات سوريا الديمقراطية.
وقالت مصادر أمنية العراقية إن المحكمة المختصة بالنظر في قضايا الإرهاب بدأت بتحديد مواعيد لإجراء محاكماتهم.
وتأتي عمليات تسليم هؤلاء ضمن اتفاقية بين بغداد وقوات سوريا الديمقراطية لتسليم مسلحي داعش المعتقلين لديها للسلطات العراقية عبر الحدود بين البلدين على شكل دفعات ليحاكموا في المحاكم العراقية.
فلول داعش
وفي سياق متصل، أعلنت القوات الأمنية العراقية أنها قتلت قياديا في تنظيم داعش و4 من مسلحي التنظيم في منطقة جبال حمرين، شمال شرق بغداد.
جاء ذلك ضمن العمليات العسكرية التي أطلقتها القوات منذ يوم ١١ من الشهر الجاري بإسناد من الطيران الحربي العراقي وطيران التحالف الدولي للقضاء على فلول التنظيم في المنطقة.
حظر ألعاب إلكترونية
كما كان لقرار مجلس النواب العراقي، الأربعاء، حظر الألعاب الإلكترونية المحرضة على العنف ومن بينها "بوبجي وفورتنايت والحوت الأزرق" صدى كبير.
وبينما ندد عراقيون بالقرار واعتبروه تقييدا، أكدت لجنة الثقافة والإعلام في مجلس النواب على أن عملية الحظر جاءت لما تشكله بعض الألعاب الإلكترونية من آثار سلبية على صحة وثقافة وأمن المجتمع العراقي.
تعذيب بمراكز الاحتجاز
كما اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، الخميس، ضباطا عراقيين بأنهم "مارسوا التعذيب في مركز احتجاز في الموصل (شمال) حتى أوائل ٢٠١٩ الجاري".
وقال لما فقيه، نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش، إنه "مع تجاهل الحكومة العراقية تقارير موثوقة عن التعذيب، ليس من المستغرب أن تستمر الانتهاكات. ما الذي تحتاج إليه السلطات لتأخذ مزاعم التعذيب بجدية".
aXA6IDMuMTM5Ljg3LjExMyA= جزيرة ام اند امز