حاول اغتياله.. شهادة مفاجئة لعلاوي على صدام حسين
لم تمنع محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي على يد صدام حسين، من الإدلاء بشهادته حول الرئيس الراحل.
كان باستطاعة عضو مجلس الحكم ورئيس الوزراء لاحقاً إياد علاوي أن يذهب لزيارة أكبر معتقل في تاريخ العراق الحديث، كان باستطاعته أيضاً أن يرشق صاحب الفأس التي أدمته بنظرة احتقار أو شتيمة، لكنه لم يفعل.
يذكر علاوي في مقابلة حديثة مع صحيفة "الشرق الأوسط" جيدا تفاصيل اغتياله على يد المخابرات العراقية في عهد صدام، وكيف نجا بأعجوبة من التصفية الجسدية، التي انتُدب إليها أخطر عناصر فريق الاغتيال، ممن لا يتركون وراءهم الهدف حيا.
غير أن علاوي ترك كل ذلك وراء ظهره، رغم جروحه الشخصية نتيجة محاولة اغتياله على يد النظام، وآثر أن يرفض زيارة صدام حسين بعد اعتقاله، تجنبا لرؤية رئيس العراق في أيدي جنود الاحتلال الأمريكي، وحرصا على التقيد بتقاليد لا تسمح بالشماتة.
محاولة الاغتيال
علاوي روى لـ"الشرق الأوسط" عن تتسلل فريق الاغتيال ليلاً إلى المشرحة للتأكد من وفاته، وكيف أدمته المحاولة وزوجته، لكنه لم يتوقف كثيرا في هذه المحطة، وقدم شهادة مغايرة للتشفي في صدام حسين.
يقول علاوي إنه امتنع عن الذهاب لرؤية صدام حسين في المعتقل، على الرغم من مسارعة السياسيين في العراق حينها لذلك، باستثناء الزعيم الكردستاني مسعود بارازاني، الذي شاركه الرؤية بضرورة عدم التشفي في واقع الرئيس الجديد.
ويضيف علاوي مبررا عدم موافقته على زيارة صدام "لم أرغب في رؤية رئيس العراق أسيراً في سجن أمريكي.. ولأن الشماتة ليست من عاداتنا، خصوصاً حين يكون خصمك في وضع لا يسمح له بالرد عليك".
ثم يقدم علاوي شهادته في خصمه السياسي صدام حسين، ويشدد على أنه "وعلى رغم كل ما فعله بالبلاد وبه شخصياً، كان رئيساً للعراق".
ينتمي علاوي لمجموعة من السياسيين العراقيين يعتقدون أن طريقة إعدام صدّام فجر عيد الأضحى كانت خطأ، على الرغم من أنه كان مؤيداً لمحاكمة الرئيس السابق، وإنزال العقوبة اللازمة بحقه.
ويسترسل رئيس الوزراء العراقي، في روايته لاغتيال صدام قائلا: "شعرت يوم إعدام صدام بألم كبير.. توقيت الإعدام ساهم أيضاً في تعاطف عراقيين معه، هل كان ضرورياً إعدامه فجر يوم العيد؟".
اعتقال صدام
يتحدث علاوي عن لحظة تلقيه نبأ سقوط صدام بأيدي الأمريكيين، ويقول: "كنت في زيارة إلى لندن وبلغني نبأ اعتقال صدام حسين. لم أفاجأ. هو ليس من النوع الذي يهرب، بل يواجه، وهو كان يقود المقاومة" ضد الاحتلال الأمريكي.
وهنا يسرد شهادة خاصة عن مواجهة صدام للأمريكيين حتى آخر لحظة، ويشير إلى أنه حين اجتمع ببعض أفراد المقاومة، لمس فيهم حب صدام، "وإلى الآن يحبونه".
ويختم علاوي شهادته عن صدام بتأكيد عفته عن أكل المال العام، حيث وُجدت جميع أملاكه مسجلة باسم الحكومة العراقية، على الرغم من الهالة التي رُسمت عنه وعائلته، ومظاهر البذخ التي ظهرت مع اعتقال الرجل وأثناء محكامته.
aXA6IDE4LjExOS4xMjEuMjM0IA== جزيرة ام اند امز