تهريب صدام وبكاء القذافي.. أسرار لأول مرة
بعيدا عن السياسة تزدحم كواليس مغايرة ترسم علاقات متنافرة مع خطوط الدبلوماسية الصارمة وفيها تسقط اعتبارات السلطة.
فمن لا يتذكر الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، وعلاقته المتوترة بنظيره العراقي الراحل أيضا صدام حسين؟
فالتاريخ يدوّن علاقات متنافرة بين رجلين فرقتهما السياسة وجمعتهما المحن، ويلتقط روايات تضفي بصماتها وقد تقول كلمتها المغايرة في الوصف والتعليق.
دعد شرعب، صاحبة كتاب "العقيد وأنا.. حياتي مع القذافي"، تعود للواجهة مجددا بتفاصيل لافتة عن حياة القذافي أيام حكمه، متطرقة هذه المرة إلى علاقته بصدام حسين.
المستشارة التي عملت عن قرب مع القذافي لأكثر من عشرين عاما، كشفت في مقابلة مع قناة “روسيا اليوم” خفايا علاقة متضاربة بين رجلين يطوق الجدل سنوات حكمهما وتفاصيل موتهما.
خزائن ليبيا
قد تبدو الكلمة مبالغا فيها، لكنها قد لا تعكس استماتة القذافي من أجل إنقاذ صدام من الإعدام بعد سقوط حكمه قبل عقدين.
قالت شرعب في حديثها لبرنامج “قصارى القول”، إن "القذافي أجرى العديد من الاتصالات مع فصائل المقاومة العراقية وبعض المنظمات الفلسطينية، وحاول رشوة بعض الأمريكيين لتهريب صدام حسين من السجن".
وتابعت: “كان مستعدا أن يدفع 100 مليار دولار لتهريبه، وكانت ابنته عائشة المحامية، تتبنى قضية صدام وتدعم جميع المحامين، بل كانت ضمن الفريق الذي دافع عن الرئيس العراقي لذلك كتب فيها قصيده يمدحها فيها“.
وأكدت أن القذافي كان على خلاف دائم مع صدام حسين على المستوى السياسي، ولكن على المستوى الشخصي، كان يحبه.
بكى لأول مرة
وتواصل شرعب سردها للأحداث قائلة إنه عندما وقعت المواجهة بين صدام والأمريكيين، دعم القذافي صدام علنا، وعندما اختفى قبل القبض عليه، لم ينم القذافي طيلة تلك الفترة وكان منزعجا لدرجة أنه كان يأخذ حبوبا مهدئة.
وأضافت: ”كان يقول لي أتمنى أي خبر تأتين به إلي يثبت أن صدام ما زال حيا.. أنا لا أستطيع النوم”.
وفي معرض حديثها عن الجهود التي قام بها القذافي لإنقاذ صدام من حكم الإعدام. قالت: "أجرينا اتصالات ببعض الدول التي كانت مقربة من الأمريكيين، ولكن كان من المستحيل معرفة أي شيء، حتى أظن كان صدام يسرب تسجيلات صوتية، كان يكون في منتهى السعادة حين يسمع صوته”.
مستدركة: "ولكن حين قبض على صدام من قبل البريطانيين، انزعج جدا وفي أول مكالمة طلب من توني بلير (رئيس الوزراء حينها) وقف نشر الصور التي تهين صدام حسين".
ووصفت اليوم الذي أُعدم فيه صدام "بالكارثي لمعمر القذافي، وكانت المرة الوحيدة التي بكى فيها، وجلس شهرا كاملا خلف مكتبه المغلق لا يكلم أحدا”.
وفي 9 أبريل/نيسان 2003، كانت ساحة "الفردوس" وسط العاصمة العراقية بغداد، تصنع تاريخا مهما في يوميات المواطنين وهي تشهد على إسقاط تمثال الرئيس الراحل صدام حسين.
لكن وحتى اليوم، لا تزال الساحة شاهدة على تلك اللحظة التي حسمت فيها دبابة أمريكية ومطرقة كاظم الجبوري، نهاية حكم الرئيس الراحل.