"سليماني" ببغداد لقمع المظاهرات.. و25 قتيلا برصاص "الحشد" في الناصرية
إيران تتدخل بقوة في العراق لقمع الاحتجاجات في ظل موجة الغضب التي تفجرت منذ أسابيع احتجاجا على أداء الحكومة والفساد ونفوذ طهران.
كشف سياسي عراقي بارز، الخميس، عن أن قاسم سليماني قائد فيلق القدس، الجناح الخارجي لمليشيا الحرس الثوري الإيراني موجود في بغداد ويشرف على مخططها لإنهاء المظاهرات بالعراق.
- إيران تواصل بناء قاعدة عسكرية على حدود العراق وسوريا
- متظاهرو العراق عن اتفاق الأطراف السياسية: التفاف إيراني لوأد الحراك
وتأتي زيارة سليماني بالتزامن مع المجازر التي ترتكبها مليشيات الحشد الشعبي التابعة لإيران في الناصرية والتي أسفرت عن سقوط أكثر من 25 قتيلا و160 مصابا.
ورغم استخدام مليشيات الحشد الشعبي التابعة لإيران العنف المفرط لإنهاء المظاهرات في العراق خلال نحو شهرين من انطلاقها في بغداد ومدن وسط وجنوب البلاد؛ فإن المتظاهرين ما زالوا يواصلون اعتصاماتهم مطالبين بإنهاء النفوذ الإيراني وتغيير الطبقة السياسية الحاكمة التي يتهمونها بالفساد ونهب أموال البلاد.
وأكد السياسي العراقي مثال الآلوسي لـ"العين الإخبارية" أن "عصابات المنطقة الخضراء الدموية وبأوامر مباشرة من المرشد الإيراني علي خامنئي تحضر كل مليشياتها والمرتزقة الأجانب لإنهاء المظاهرات السلمية من خلال مجازر مروعة تحضر لتنفيذها قريبا".
ولفت إلى أن "قاسم سليماني موجود حاليا في بغداد لتنفيذ المخطط الإيراني لإنهاء مظاهرات العراق".
وأردف الآلوسي: "أبلغنا جميع الهيئات الدولية والأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي وأيضا دول الاتحاد الأوروبي لتحمل مسؤولياتها في حماية المواطنين العراقيين من القمع والاعتقال والوسائل الدموية الوحشية التي يقوم بها المستسلمون لإيران".
وتزامنا مع تحذيرات الآلوسي، شنت مليشيات الحشد الشعبي منذ منتصف ليل الأربعاء هجوما عنيفا على المتظاهرين في مدينة الناصرية لإنهاء الاعتصامات بالمدينة التي تشهد منذ أسابيع إضرابا عاما عن للضغط على بغداد كي تستجيب لمطالب المتظاهرين.
وأعلن مسؤولون في الناصرية فرض حظر تجوّل في المدينة الواقعة بجنوب العراق، فيما قام عناصر أمن بعمليات تفتيش لجميع السيارات والأشخاص الذين يحاولون الدخول.
وأعقب القرار خطوة مشابهة في مدينة النجف؛ حيث أحرق المتظاهرون القنصلية الإيرانية خلال ليل الأربعاء، وطالبت إيران العراق باتخاذ "إجراءات حازمة ومؤثرة" ضد "العناصر المعتدية" على قنصليتها في النجف.
وقال الدكتور أوس المحمداوي، الطبيب في مديرية صحة الناصرية لـ"العين الإخبارية"، "إن مستشفيات الناصرية استقبلت منذ فجر الخميس، حتى الآن أكثر من 25 قتيلا من المتظاهرين، فيما اجتازت أعداد الجرحى 160 جريحا جميعهم أصيبوا بالرصاص الحي".
ونوه بأن أعداد الضحايا في ارتفاع مستمر مع تواصل استخدام المليشيات الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين في المدينة.
ودعا المحمداوي مستشفيات الأقضية والنواحي التابعة لمحافظة ذي قار (مركزها مدينة الناصرية) إلى إمداد مستشفيات مركز المحافظة بالكوادر والعلاج إثر ارتفاع أعداد الجرحى بشكل كبير.
واستخدمت مليشيات الحشد الشعبي في الناصرية التي تقودها مليشيات "عصائب أهل الحق" التي يتزعمها قيس الخزعلي ومليشيات بدر بزعامة هادي العامري جميع أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة في الهجوم على المتظاهرين.
ووصف عبدالجواد محمد، الناشط المدني في الناصرية، أجواء المدينة بساحة حرب، وتابع في حديثه لـ"العين الإخبارية": "مليشيات الحشد تستخدم المدافع الرشاشة والقنابل اليدوية في استهداف المتظاهرين وكأنها تشن هجوما على أعداء العراق وليس على أبناء هذا البلد".
وتابع: "ما نتعرض له من هجوم هو عملية إبادة جماعية ينفذها أذيال إيران للقضاء علينا".
وأضاف أن المتظاهرين تمكنوا منذ صباح الخميس من السيطرة على جسر الزيتون وسط الناصرية، وأضرموا النيران في مقر قوات الرد السريع (التي تشكل مليشيات بدر غالبية عناصرها)"، فيما استمرت مليشيات الحشد في استهداف المتظاهرين بالرصاص الحي.
وفي سياق متصل، شهدت مدينة البصرة جنوبي العراق انتشارا أمنيا كبيرا لمليشيات الحشد الشعبي وقوات الصدمة التابعة لوزارة الداخلية العراقية.
وذكر الناشط المدني حسن الفريجي لـ"العين الإخبارية" أن "القطعات العسكرية منتشرة بشكل مكثفة في جميع شوارع البصرة وأحيائها، وهناك تلميحات إلى نية هذه القوات تنفيذ عملية واسعة لإنهاء الاعتصامات في المدينة خلال اليومين المقبلين".
وقطع المتظاهرون خلال الأيام الماضية الطرق الرئيسية في النجف والناصرية والديوانية والبصرة وأحرقوا الإطارات.
وأقدم المتظاهرون ليل الأربعاء على اقتحام القنصلية الإيرانية في مدينة النجف جنوب العراق وأضرموا فيها النيران ومن ثم انسحبوا من مبنى القنصلية إثر استخدام مليشيات الرصاص الحي ضدهم.