مدير الاستخبارات العراقية: داعش يرتب صفوفه للعودة مجددا
قادة داعش يعدون لعمليات اقتحام جماعية للسجون وعودة الإرهاب بعد اللجوء إلى تركيا
قال مدير الاستخبارات العسكرية العراقية الفريق الركن سعد العلاقي، الإثنين، إن قادة تنظيم داعش الإرهابي يعدون لعمليات اقتحام جماعية للسجون وعودة الإرهاب بعد اللجوء إلى تركيا.
وأشار، في مقابلة حصرية مع شبكة سي إن إن الأمريكية، إلى أن العراق سلم ملفات عن تسعة من قادة الإرهاب المزعومين إلى تركيا، بينهم قادة كبار لديهم إمكانية للوصول إلى مبالغ "ضخمة" لتمويل عمليات إرهابية في جميع أنحاء العالم.
وأوضح العلاقي أن الاتصالات الأخيرة لقادة داعش تشير إلى خططهم لتحرير السجناء من المعسكرات والسجون في جميع أنحاء سوريا والعراق للحصول على القوى البشرية اللازمة لإعادة تفعيل التنظيم الإرهابي.
وقال العلاقي: "ينبغي بذل جهود دولية ضخمة للتعامل مع هذه القضية لأن هؤلاء المجرمين يمكنهم مغادرة هذه المعسكرات والعودة إلى بلدانهم وبالتالي يشكلون خطراً كبيراً في بلدان مثل أوروبا وآسيا وشمال غرب أفريقيا".
كانت وزارة الخارجية الأمريكية قد حذرت من نمو وتطور داعش في جميع أنحاء العالم بعد فقد أراضيها في سوريا.
وهناك ما يقدر بنحو عشرة آلاف داعشي، بينهم العديد من الأجانب المحتجزين في سجون تديرها قوات سوريا الديمقراطية التي يهيمن عليها الأكراد في شمال سوريا، وفقا لـ"سي إن إن" الأمريكية.
ويضم مخيم قريب نحو 70 ألف امرأة وطفل. وقد وصفت الولايات المتحدة هذه المخيمات بأن كلا منها "قنبلة موقوتة"، حتى بعد مقتل زعيم داعش أبوبكر البغدادي وبعض نوابه.
وظهرت المعلومات الاستخباراتية حول شخصيات داعش خلال مناقشة واسعة النطاق حول دور العراق في العثور على البغدادي، الذي قُتل في غارة شنتها القوات الأمريكية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
تعاون العلاقي عن كثب مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في الحملة ضد داعش واستمر في تقديم المعلومات الاستخباراتية لاستهداف قياداتها المتبقية.
كما حذر أيضا من أن قيادات إرهابية بارزة في داعش يطلق عليهم لقب "الأمراء" قادرون على الوصول إلى مبالغ هائلة من النقد وتشكيل خلايا جديدة في تركيا.
وأكد أن هؤلاء القادة تمكنوا من الفرار من آخر معاقل داعش في الباغوز بشرق سوريا في وقت سابق من هذا العام وشقوا طريقهم عبر خطوط قوات سوريا الديمقراطية إلى حيث الأمان النسبي في غازي عنتاب جنوب تركيا، على حد قوله.
وقال: "بعض القيادات المهمة في داعش فرت شمالا، أعني في اتجاه الدول المجاورة وإلى المناطق الحدودية مثل غازي عنتاب التركية".
وأضاف مدير المخابرات العسكرية العراقية، قائلاً: "لقد عبروا سرا إلى هذه المناطق من الحدود السورية التركية -كبار القادة الذين يمتلكون الأموال- لقد عبروا بمساعدة المهربين من خلال دفع مبالغ كبير من المال ودخلوا الأراضي التركية سرا".
وأضاف: "تلك العناصر الموجودة الآن في تركيا تلعب دوراً رئيسياً في تجنيد المقاتلين والإرهابيين".
ونوه بأن مهمة داعش الجديدة التي أطلقت عليها الجماعة الإرهابية اسم "تحطيم الأسوار" تهدف إلى اقتحام السجون حيث يحتجز أتباعهم ومحاولة إعادة بناء هياكلها من هناك.
كما أطلع مدير الاستخبارات العسكرية العراقية، الشبكة الأمريكية على ملف يشمل 9 إرهابيين، صدرت أوامر اعتقال عراقية لرجلين منهم متهمين بالقتل والإرهاب، حيث وصفتهم الملفات بـ"صانعي قنابل".
وقال العلاقي إن خير الله عبدالله فتحي، المولود عام 1977 في محافظة صلاح الدين شمال غرب بغداد، وحسين فرحان الصليبي الجميلي، من مواليد 1981 في محافظة الأنبار، كانوا "من بين أفضل صانعي القنابل في تنظيم داعش على الإطلاق".
وقال مسؤولون أتراك لشبكة سي إن إن إنهم يدرسون تصريحات مدير الاستخبارات العسكرية العراقية الفريق الركن سعد العلاقي.
وأضافت سي إن إن إنه: "في أوج ازدهاره، سيطر تنظيم داعش على منطقة بحجم بريطانيا في جميع أنحاء سوريا والعراق، وحكم ما يصل إلى 12 مليون شخص".
وأضافت الشبكة الأمريكية أنه تعرض هؤلاء الأشخاص لأشكال صارمة ووحشية من القانون والنظام، بينها الإعدام العلني والجلد حال خرق القيود الشديدة بشأن اللباس والترفيه.
وأكد مدير الاستخبارات العسكرية العراقية أنه خارج ما يسمى بالخلافة، كان تنظيم داعش مسؤولا عن هجمات إرهابية ضخمة، حيث قُتل ما يقرب من 300 شخص في شاحنة مفخخة في بغداد عام 2016، بعد أشهر فقط من قيام مسلحين ومهاجمين انتحاريين بمهاجمة مسرح باتاكلان ومواقع أخرى في باريس.
كما كان التنظيم مسؤولا عن ارتكاب فظائع أخرى، مثل هجمات الشاحنات في برلين ونيس الفرنسية.
واختتم العلاقي قوله بالتأكيد على أنه "إذا نجح إرهابيو داعش في استعادة هذا العدد الضخم من المسلحين فستكون النتائج كارثية".