العراق في أسبوع.. خطوات للتخلص من نفوذ إيران وهجمات جديدة على إرهاب داعش
محاولات إيرانية لزعزعة استقرار العراق واستخدامه كساحة حرب خلفية ضد واشنطن وظهور زعيم داعش الإرهابي ضمن أبرز أحداث الأسبوع في العراق.
أسبوع مضى شهد خلاله العراق أحداثا سياسية وأمنية عديدة طغت عليها المناوشات الخطابية بين مليشيا الحشد الشعبي التابعة لإيران وبعثة الولايات المتحدة الأمريكية في البلاد، إضافة إلى نشر تنظيم داعش الإرهابي رسالة مصورة لزعيمه الإرهابي أبوبكر البغدادي الذي زعم فيها أنه سيثأر لقتلاه.
- إنزال جوي لقوات أمريكية على تجمع لـ"داعش" يضم قطريين شمالي العراق
- جنرال أمريكي: نتفاوض مع العراق على وجود "طويل الأمد" لصد إرهاب إيران
وتسعى إيران ومليشياتها، عبر الخطاب الشعبوي وإطلاق التهديدات ضد الوجود الأمريكي في العراق، إلى دفعه ليكون ساحة حرب خلفية تسمح لطهران بتنفيذ ردود انتقامية على عقوبات فرضها البيت الأبيض للحد من نشاطات نظام ولاية الفقيه الإرهابية.
مساعٍ للوقيعة بين بغداد وواشنطن
وقال مراقبون إن إيران تسعى لتعكير العلاقات بين واشنطن وبغداد وإجبار حكومة رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي على البقاء رهينة نفوذها ما يضعه في موقف حرج قبل زيارة مخطط لها إلى الولايات المتحدة لم يعلن عن موعدها بعد.
وشهدت العلاقات بين واشنطن وبغداد توترا ملحوظا خلال الأسابيع الماضية، إثر تكثيف قادة مليشيات الحشد الشعبي والأحزاب الموالية لإيران خطاباتها المتشددة ضد أمريكا، خصوصا بعد إدراج إدارة ترامب الحرس الثوري الإيراني على لوائح الإرهاب الدولية وإيقافها تجديد الإعفاءات من العقوبات على طهران.
ونشرت السفارة الأمريكية في بغداد منشورا على صفحتها في "فيسبوك" عن مرشد النظام الإيراني علي خامنئي كرمز من رموز الفساد.
وذكرت السفارة في منشورها "يستشري الفساد في جميع مفاصل النظام الإيراني، بدءاً من القمة. فممتلكات مرشد النظام علي خامنئي وحده تقدر بـ٢٠٠ مليار دولار، بينما يرزح كثير من أبناء الشعب تحت وطأة الفقر بسبب الوضع الاقتصادي المزري الذي وصلت إليه إيران بعد٤٠ عاماً من حكم الملالي".
في غضون ذلك، كشف قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال كينث ماكينزي عن مفاوضات بين واشنطن وبغداد بشأن الوجود طويل الأمد الذي ستحتفظ به قواته في العراق.
وأردف ماكينزي، في مقابلة متلفزة "ندرك أن العراق جار إيران التي تصدر أنشطة خبيثة وضارة في المنطقة، وجودنا في العراق ليس له إلا أن يحد من تصدير طهران للإرهاب".
ولفت إلى أن الوجود الأمريكي في العراق سيكون على أساس احترام سيادته وسيساعد العراقيين على استكمال إعادة إعمار مؤسساتهم.
التخلص من نفوذ وهيمنة إيران
وتزامنا مع محاولات المليشيات الإيرانية تعكير علاقات العراق مع الولايات المتحدة الأمريكية والعالم العربي وأوروبا، يواصل رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي محاولاته للتخلص من نفوذ وهيمنة طهران اقتصاديا وأمنيا.
وبدأ عبدالمهدي، الإثنين، أول جولة أوروبية له بعد تسلمه رئاسة وزراء العراق في ٢٤ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شملت ألمانيا وفرنسا.
واستهل جولته من ألمانيا التي أجرى فيها سلسلة لقاءات ومباحثات ثنائية مشتركة مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والمسؤولين الألمان، بحث خلالها سبل التعاون الاقتصادي والأمني.
كما حضر رئيس وزراء العراق توقيع اتفاق مع شركة "سيمنس" لتنفيذ خارطة طريق تطوير قطاع الكهرباء في البلاد، ويشمل العقد تطوير قطاع الكهرباء الوطنية في مجالات الإنتاج، والنقل، والتوزيع في مدد زمنية محددة.
وفي باريس التي وصل إليها عبدالمهدي، الخميس، وقعت وزارة الخارجية العراقية مع نظيرتها الفرنسية وثيقة تعاون استراتيجي متعدد المجالات بين البلدين، وضعت آليات عملية لتنفيذها.
وتنص الوثيقة على التعاون الثنائي على مستوى المشاورات السياسية، وتعزيز عملـيات التبادل الدبلوماسي، وتطوير التعاون المؤسساتي في مجال الحوكمة، والتعاون العسكري، والأمني، ومكافحة الإرهاب والمساهمة في تنمية القدرات العراقية، وتوطيد العلاقات الاقتصادية بين الجانبين.
ظهور البغدادي واعترافه بالهزيمة
ومن أبرز الأحداث التي شهدها العراق خلال الأسبوع الماضي كان ظهور زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبوبكر البغدادي في تسجيل مصور هو الأول بعد 5 أعوام.
ونشر حساب تابع لتنظيم داعش الإرهابي، الإثنين، ما وصفه بأنها رسالة مصورة من زعيم التنظيم الإرهابي أبوبكر البغدادي زعم فيها أن التنظيم سيثأر لقتلاه وأسراه.
وبحسب وكالة رويترز، فإن البغدادي ظهر في الفيديو جالسا على الأرض مخاطبا أعضاء التنظيم على مدى ١٨ دقيقة، وظهر بعض المساعدين يستمعون إليه ووجوههم مغطاة، وتحدث الإرهابي البغدادي عن التفجيرات الدموية التي هزت سريلانكا في ٢١ أبريل/نيسان الجاري، قائلا: "تفجيرات عيد القيامة جاءت انتقاما لخسائر التنظيم في الباغوز السورية".
كما اعترف زعيم داعش الإرهابي في الفيديو المسجل بالهزيمة النكراء التي تعرض لها التنظيم على مدار العامين الماضيين، بالأخص داخل الأراضي السورية.
وأعلنت وزارة الدفاع العراقية، الخميس، أن الشريط المصور الذي بثه داعش يشير إلى أن البغدادي كان موجودا في مكان ناء تحت الأرض.
وقال الفريق الركن محمد العسكري، المستشار العسكري في وزارة الدفاع، في بيان، إن "البغدادي ظهر في مكان يبدو أنه ملجأ تحت الأرض، ولإخفاء ملامح المكان وضعت ستائر على الجدران لإخفائها مع مجموعة من قيادات داعش".
وأكد العسكري أن الاجتماع الذي ظهر خلال تسجيل البغدادي كان مخصصا لتولي قيادات في داعش مناصب بدلا من الذين قتلوا في المعارك الأخيرة والهاربين.
"داعش" في مرمى النيران
وفي السياق ذاته، كشف الشيخ مزاحم الحويت، المتحدث الرسمي باسم العشائر العربية في المناطق المتنازع عليها بين إقليم كردستان وبغداد لـ"العين الإخبارية" عن أن القوات الخاصة الأمريكية نفذت بالتعاون مع قيادة عمليات نينوى، الإثنين، عملية إنزال جوي استهدفت اجتماعا لقادة بارزين من تنظيم داعش في مجمع الصقار السكني التابع لقضاء البعاج غرب الموصل.
وأوضح أنه جرى اعتقال ٦ من قادة التنظيم بينما تمكن ٣ آخرون منهم من الفرار، كاشفا عن أن الفارين الثلاثة كانوا قطريي الجنسية، وهربوا باتجاه صحراء الجزيرة الواقعة على الحدود العراقية السورية.
وتشهد منطقة صحراء الجزيرة الواقعة على الحدود العراقية السورية غرب الموصل تحركات مكثفة لمسلحي داعش منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في المقابل تواصل القوات العراقية وبإسناد من القوات الأمريكية تنفيذ عمليات عسكرية ضد التنظيم للقضاء على ما تبقى من مسلحيه في المنطقة.
وأعلنت قيادة عمليات نينوى، الخميس، مقتل مسؤول أمني في التنظيم، يدعى وحيد أمنية ومساعده بمنطقة الجزيرة، مؤكدة أن قوات الجيش العراقي وخلية الصقور تواصل عمليات للقضاء على فلول التنظيم في صحراء الجزيرة.