بالصور.. مفاجآت عطلة غير تقليدية في العراق
كان العراق مسرحًا للصراعات والاضطرابات، وفكرة التحول في بغداد والتقاط صور تبدو بعيدة المنال، لكن هذا بالضبط ما فعله المصور النرويجي.
عندما تحسم قرارك بشأن المكان الذي تريد الذهاب إليه خلال العطلة، على الأرجح لن يكون العراق ضمن قائمة الخيارات.
منذ فترة بعيدة، كان العراق مسرحًا للصراعات والاضطرابات، وفكرة التجول في بغداد والتقاط صور تبدو بعيدة المنال، لكن هذا بالضبط ما فعله المصور النرويجي كريستيان ليندجرين، حيث طار إلى العراق من أجل قضاء عطلة غير تقليدية، يتجول فيها بين المعالم التاريخية ويلتقي أبناء البلد الشرق أوسطي، فضلًا عن تجربة أنواع رائعة من الطعام، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
وثق ليندجرين تجربته وشارك الصور التي التقطها عبر مواقع حساباته الاجتماعية ومدونته، ويأمل أنه من خلال مشاهدة الناس لصوره، أنهم سيعيدون إعادة النظر في أمر السفر للعراق، قائلًا: "يمكن للناس فعلًا رؤية أن البلد تحرز تقدمًا. الوضع يتحسن كثيرًا هذه الأيام؛ ما تراه في الإعلام فقط الجانب السيئ للوضع في البلاد".
بالطبع، الأمر ليس بهذه السهولة، فعلى الزوار القادمين من عدة دول التقديم على طلب للحصول على تأشيرة، والعملية معقدة، لكن المصور النرويجي معتاد على مثل تلك الصعوبات، فهذا ليس أول مكان غير تقليدي يزوره.
كان العراق ضمن قائمة ليندجرين للدول التي يجب زيارتها، لكنه يقول إن السفر إلى مناطق غير تقليدية يعني أن تكون مستعدًا لتغيير في الخطط باللحظة الأخيرة، موضحًا أنه زار الدول المحيطة، ولطالما أراد زيارة العراق لكن الأوضاع لم تكن جيدة بما يكفي.
تمر عملية الحصول على تأشيرة بعدة مراحل، حيث قال "ربما تكون واحدة من أصعب تأشيرات السياحة التي يمكن الحصول عليها في العالم في الوقت الراهن".
وأوضح المصور أنه احتاج إلى العثور على أحد السكان المحليين ممن يتمتعون بعلاقات قوية ليسلم طلبه إلى وزارة الخارجية في بغداد، مضيفًا "ثم يدققون بخلفيتك وإن كان لديك سبب جيد للزيارة، وهذا يستغرق فترة تصل لـ3 أو 4 أشهر للحصول على الموافقة".
ليندجرين صديق بعض اللاجئين العراقيين في النرويج، الذين وجهوه للاتجاه الصحيح، لكن ما أن وصل إلى العراق، لم يكن مسموحًا له البقاء عند أي شخص، حيث أوضح "عندما تذهب إلى العراق، تحتاج إلى الحصول على دليل مرخص من الحكومة. يمكنك التجول في المدن بمفردك، لكن عليك الحصول على مرشد للذهاب بين المدن، كما يجب عليك البقاء في فنادق رسمية. أمر صارم للغاية".
هذه الإجراءات لم تؤثر مطلقًا على قدرة ليندجرين على التقاط الصور، موضحًا "في الحقيقة لم يكن هناك أية قيود على التقاط الصور في العراق، لا قيود عسكرية، ولا قيود على الأماكن التاريخية".
وكان السكان المحليون مرحبين وأكثر من سعداء لالتقاط الصور، حتى الجنود، وقال "التقطت صورة لجندي في سامراء كان مقبلًا بالفعل على التصوير، هذه الصورة أنا سعيد بها حقًا؛ لأنني لم أتوقع هذا مطلقًا. هذه واحدة من بين الأماكن التي يوجد بها تشديدات أمنية".
وقال "كان الجميع مندهشين، حتى بقسم الهجرة في المطار، السيدة هناك كانت متفاجئة لرؤية تأشيرة سياحية"، مشيرًا إلى أن توقعاته عن الحياة اليومية في العراق كانت أبعد ما يكون عن الواقع.
لكنه قال "كنت أتوقع.. هناك الكثير من الأمن - حراسة أمنية عسكرية في كل زاوية من الشارع – لكن الحياة مستمرة. حتى في ساعات الليل المتأخرة، في شوارع بغداد، كان الناس ودودين للغاية، يسألوني إن كنت أريد تناول الشاي والقهوة ويدعونني لمطاعمهم. لم أكن أتوقعها أن تكون بهذه الحرية".
صور ليندجرين صورت بغداد نابضة بالحياة وتاريخية وثقافية، كما التقط صورًا داخل مقاهي الشاي، التي يجتمع فيها السكان المحليون لتناول أطراف الحديث والاسترخاء.
كانت هناك سيارات مصفحة في كل مكان، بحسب المصور النرويجي، لكنه كان معتادًا على الأمر بسبب تجربته في عدة دول ذات تشديدات أمنية مكثفة.
أما عن نصيحته لمن يرغب في زيارة العراق مثله، فقال "تحتاج إلى القراءة كثيرًا عن الوضع الأمني، كما تحتاج الحديث مع كثير من السكان المحليين قبل الذهاب هناك، لأنه حتى لو قال الإعلام إن الوضع خطير للغاية، فالسكان وحدهم هم من يعلمون الوضع حقًا".