سنجار.. مفتاح صراع تركي إيراني كردي لابتلاع الحدود
الرغبة في السيطرة على الحدود بين العراق وسوريا لإعادة احتلالها (تركيا) أو العمل على احتلالها (إيران) أو تكوين دولة مستقلة (الأكراد)
ملأ اسم قضاء سنجار بشمال العراق الإعلام الدولي مجددا، ولكن هذه المرة ليس لأجل المذابح التي لاحقت سكانه الأيزيديين، ولكن ضمن الصراع حوله بين تركيا وإيران والأكراد، مع تزايد تهديدات أنقرة باجتياح القضاء تحت لافتة محاربة الإرهاب.
- تركيا تحتل 28 قرية شمالي العراق بزعم قتال الحزب الكردستاني
- أيزيديون: الحشد الشعبي يكمل إرهاب داعش في سنجار
"العين الإخبارية" ترصد أبرز أهداف كل من تركيا وإيران والأكراد في سنجار، والمتركزة في رغبة كل طرف في السيطرة على المنطقة الحدودية بين العراق وسوريا بهدف تحقيق أطماعه في إعادة احتلال المنطقة (تركيا) أو العمل على احتلالها (إيران) أو دمجها لتكوين دولة مستقلة (الأكراد).
تركيا
هذا الأسبوع هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشن حملة عسكرية ضد قضاء سنجار بزعم محاربة حزب العمال الكردستاني.
وتقع سنجار ضمن محافظة نينوى في شمال العراق، وتحديدا غرب مدينة تلعفر، وبالقرب من الحدود مع سوريا، ويقابلها من الناحية السورية مدينة الحسكة ذات الكثافة الكردية.
وبذلك فإن سنجار -خاصة بعد تمركز حزب العمال الكردستاني بها عام 2015- باتت حلقة وصل والتقاء بين المناطق ذات الكثافة الكردية في شمال سوريا، ومناطق تمركز حزب العمال في العراق.
ولكن لسنجار أهمية أخرى لتركيا، فهي أيضا قريبة من مدينة الموصل التابعة لنينوى، وهي مدينة لأنقرة فيها أطماع تاريخية، وتسعى لإعادة احتلالها، بعد أن تم إجبارها على تركها في اتفاقية لوزان مع الدول الأوروبية عام 1923، وهي الاتفاقية التي بات أردوغان يصرح برغبته في إلغائها.
ففي 2016 قال أردوغان إن "هناك من يريد إقناعنا بأن معاهدة لوزان انتصار لتركيا وللأتراك.. لوّحوا لنا بالموت لنقبل بالعاهة الدائمة".
ونقلت وكالة "رويترز" حينها عنه قوله إن الحدود بين بلاده وبين دول الجوار "ثقيلة على قلوبنا".
كما قال إن "الموصل كانت لنا، وكركوك كانت لنا".
كذلك تعتزم أنقرة عمل قاعدة عسكرية لها في شمال العراق تحت لافتة محاربة الإرهاب.
القاعدة ستكون في منطقة هاكورك الواقعة ضمن نطاق إقليم كردستان العراق؛ حيث صرح كرمانج عزت، قائمقام قضاء سوران بالإقليم بأن الجيش التركي أقام ثكنات ومواقع عسكرية ثابتة في مناطقة تابعة لناحية سيدكان بسوران، والواقعة في المثلث الحدودي بين تركيا وإيران والعراق.
وأمس الثلاثاء، قال قائد حرس الحدود بمحافظة دهوك العراقية، العقيد دلير زيباري، إن قوات من الجيش التركي تتمركز داخل الأراضي العراقية بعمق 10 كيلومترات، وتحتل أراضي 28 قرية في الشمال.
وقال محسن زيري، وهو أحد المسؤولين المحليين بقضاء ئاميدي، إن الجنود الأتراك أقاموا ثكنة على جبل كوكة، وإن كان مسؤولون بسنجار نفوا ذلك لاحقا.
الأكراد
أعلنت منظومة المجتمع الكردستاني، الجمعة الماضية، أنها ستسحب مقاتليها من سنجار بعد أن هددت تركيا بعمل عسكري مكثف ضدهم.
وكان تحرير سنجار من داعش أيضا حجة الحزب للتواجد في المنطقة عام 2015، وقدم نفسه حاميا للعائلات الأيزيدية هناك.
ومنظومة المجتمع الكردستاني تشمل حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي وحزب الحياة الحرة الكردستاني وحزب الحل الديمقراطي الكردستاني.
وهذه الأحزاب هي امتداد للأحزاب الكردية المتواجدة في شمال سوريا، على الجهة المقابلة لسنجار.
وتأتي أهمية سنجار بالنسبة للأكراد في أنه بالسيطرة عليها ستكون امتدادا ومتنفسا لأكراد سوريا، إضافة إلى أنها حلقة وصل بين أكراد شمال سوريا من ناحية الغرب، وبين الأكراد في إقليم كردستان العراق من ناحية الشرق.
وينتشر الأكراد ما بين سوريا والعراق وتركيا وإيران في مناطق الحدود بين تلك الدول، والكثير منهم يحلم بالسيطرة على مناطق الكثافة الكردية في تلك المناطق؛ أملا في تأسيس دولة كردية مستقلة.
وقضاء سنجار أحد المناطق المتنازع عليها بحسب الدستور العراقي، أي الذي تقول الحكومة المركزية ببغداد إنه تابع لها، فيما يقول الأكراد في كردستان إنه يتبع الإقليم، فيما يُشكل الأيزيديون 85% من سكانه.
ويدعي كل طرف، سواء إيران أو تركيا أو الأكراد أنه يسعى لحماية الأيزيديين من إرهاب الآخر.
إيران
كانت سنجار ضمن الأهداف الأساسية لعمليات مليشيا الحشد الشعبي الموالية لإيران في العراق خلال 2017، وهي العمليات التي قامت بها تحت شعار تطهير الحدود من تنظيم داعش.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2017، وجه أيزيدون اتهامات لمليشيا الحشد الشعبي بارتكاب انتهاكات ضدهم في سنجار، منها إجبار الأهالي على النزوح عنه مجددا.
وفي أغسطس/آب وجّه "تحالف القوى العراقية" اتهامات لمليشيا الحشد بارتكاب عمليات قتل وتهجير وحرق لعدة قرى في محافظة نينوى، ضمنها قرى أيزيدية، واستهداف عشائر عربية بها، في محاولة لتغيير تركيبة السكان.
وكان من أبرز مساعي مليشيا الحشد للسيطرة على عفرين ومساعي السيطرة على سنجار السيطرة على المنطقة الحدودية بين سوريا والعراق لتنفيذ خطة إيران المسماة الممر الإيراني البري الاستراتيجي الواصل بين إيران والعراق وإيران؛ لربط تبعية البلاد الثلاثة بإيران، وتسهيل حركة مليشياتها بينهم، ومن وسائلها في ذلك تغيير التركيبة السكانية للمدن الواقعة على طول هذا الممر.
وهذا الأسبوع، أعلن قائممقام سنجار، محما خليل، وصول قطعات من الجيش العراقي والحشد الشعبي إلى القضاء لصد التهديدات التركية.
aXA6IDMuMTQyLjIxMC4xNzMg
جزيرة ام اند امز